تعززت قدرات سلاح الجو الأوكراني بشكل كبير مع وصول نوعين من المقاتلات الغربية، حيث أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية وصول مقاتلات ال”F-16″ الهولندية، بعد ساعات من ورود تقارير عن وصول مقاتلات “ميراج 2000” الفرنسية. وهو ما يعني خطوة مهمة في مساعي كييف لتحديث قدرتها الجوية ومواجهة التهديدات الروسية.
24 مقاتلة هولندية
كانت هولندا قد تعهدت بتزويد أوكرانيا بـ 24 مقاتلة من طراز “F-16″، وكان من المقرر تسليم أول دفعة في أكتوبر 2024. لكن العدد الحقيقي للمقاتلات التي تم نقلها يبقى سراً محاطاً بالعديد من الغموض، وسط الحديث عن تعزيز أسطول أوكرانيا من “F-16”.
تشمل الحزمة الهولندية موصلات احتياطية ومكونات أساسية وصواريخ AIM-120 AMRAAM الجوية، ويُعَدُّ تخويل هولندا لأوكرانيا باستخدام هذه الطائرات في هجمات داخل روسيا تغييرًا كبيرًا في السياسات، مع إمكانيات عسكرية هامة للمعارك القادمة.
تعزيز القوة الجوية
تشكل تلك المقاتلات الهولندية جزءًا من جهد أوسع، حيث من المتوقع أن تتسلم أوكرانيا أكثر من 60 طائرة من طراز “F-16” من هولندا والدنمارك وبلجيكا والنرويج، مما يشكّل العمود الفقري للقوة الجوية الأوكرانية المزودة من الغرب. في حين أن العديد من الطائرات قديم، إلا أن بعضها تم تحديثه بأنظمة إلكترونية وذخائر متطورة قبيل التسليم.
ما زال من غير الواضح عدد هذه الطائرات القابلة للتشغيل القتالي من تلك المخصصة كقطع غيار، إلا أنه من المؤكد أن مقاتلات أوكرانيا لن تبقى بلا استخدام، حيث يُتوقع استخدامها في اعترض الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار وتحدي التفوق الجوي الروسي.
الخسائر والتحديات
بعد وصول مقاتلات “F-16” إلى أوكرانيا، كانت هناك تقارير متعددة حول خسائرها، حيث أفادت التقارير أن أوكرانيا تعرضت لأول خسارة مؤكدة لطائرة “F-16” في أواخر أغسطس 2024، عندما تحطمت إحدى المقاتلات أثناء هجوم روسي صاروخي ضخم.
أُعلن عن وفاة الطيار، المقدم أول أولكسي ميس، خلال الحادث. وفقًا للمسؤولين الأوكرانيين، قامت الطائرة بإسقاط عدة صواريخ روسية قبل التحطم، ومنذ ذلك الحين لا تزال أسباب الحادث تحت التحقيق.
سيطرة المعلومات
توجّهت الشائعات حول المزيد من الخسائر في نهاية سبتمبر 2024، مع ادعاءات غير مؤكدة بأن المزيد من مقاتلات “F-16” دُمّرت أو تعرضت لأضرار خلال هجوم صاروخي روسي على قاعدة ستاروكوستينتسيف.
زعمت مصادر روسية أن ما لا يقل عن اثنتين، وربما أربع مقاتلات “F-16” تعرضت للإصابة بواسطة صواريخ “كينجال” ذات السرعة العالية، لكن هذه الادعاءات قوبلت بالشك، ولم يتم تأكيدها بشكل رسمي. وقامت السلطات الأوكرانية ومراكز مكافحة المعلومات بتفند هذه الادعاءات، معتبرة إياها جهودًا للتلاعب الإعلامي.
التعاون الدولي
تسليم مقاتلات “F-16” إلى أوكرانيا يمثل تعزيزًا كبيرًا لقدراتها الجوية، رغم أن الخسائر تسلط الضوء على التحديات الموجودة خلال تكامل هذه الطائرات المتقدمة وسط الصراع المستمر.
تتسم القوات الجوية الأوكرانية بالحرص على عدم تأكيد عدد الطائرات المستلمة أو المفقودة، لضمان الأمان التشغيلي. ومع ذلك، من الواضح أن هذه الخسائر، إن صحّت، لن تؤدي فقط إلى خسائر مادية وإنما أيضًا إلى فقدان الطيارين ذوي الخبرة، مما قد يؤثر على فعالية السرب.
تدريبات وصيانة
تعتبر عملية التكامل، بدءًا من تدريب الطيارين وحتى ضمان صيانة هذه الطائرات، جانبًا حيويًا من هذا الدعم، مما يعكس الالتزام الدولي لمساعدة أوكرانيا في الدفاع ضد العدوان الروسي.
لاقى دور الدنمارك والنرويج اهتماماً خاصًا لتقديم الدعم، حيث أعلنت الدنمارك عن تعهدها بتقديم 19 طائرة وقد تسلمت أوكرانيا بالفعل بعض الطائرات. كما أعلنت بلجيكا نيتها التبرع بـ 30 طائرة “F-16″، مما يجعل العدد الاجمالي المتوقع يتجاوز 85 طائرة. إن تدفق هذه المقاتلات يأتي كتعبير عن التزام دول الناتو بدعم الدفاعات الجوية لأوكرانيا.
يتعلق الجدول الزمني لتسليم هذه الطائرات بتعقيد الأمور اللوجستية ومتطلبات التدريب، حيث من المتوقع وصول أول دفعة من “F-16” في مارس أو أبريل 2024، حسب ما أعلنته وزارة دفاع الدنمارك. إلا أن التوصيل ذاته واجه بعض التأخيرات بسبب التحديات اللوجستية، ومتطلبات التدريبات.