أعلن وزير الدفاع الفرنسي سباستيان لوكورنو عن وصول أولى طائرات الميراج 2000-5F الفرنسية إلى أوكرانيا، من أجل تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني، وكتب الوزير على منصة X: “في 6 يونيو 2024، أعلن إيمانويل ماكرون عن تسليم طائرات الميراج 2000 الفرنسية إلى أوكرانيا. وقد وصلت أولى هذه الطائرات اليوم إلى أوكرانيا، وعلى متنها طيارون أوكرانيون خضعوا لتدريبات في فرنسا على مدى عدة أشهر، وسيشاركون الآن في الدفاع عن الأجواء الأوكرانية.” حسبما نشر الوزير على حسابه الشخصي.
تسليم الطائرات
وفقًا لبعض وسائل الإعلام الفرنسية، قامت باريس بتسليم إجمالي 6 طائرات من هذا النوع إلى أوكرانيا. وبما أن هناك غيابًا للبيان الرسمي من السلطات الفرنسية حول هذا الأمر، تبقى المعلومات حول العدد الإجمالي للطائرات التي ستستلمها أوكرانيا بيانات سرية.
تعد طائرات الميراج 2000-5F التي تسلمتها أوكرانيا خطوة مهمة في تعزيز قدراتها الجوية. فالتسليم يأتي مرفقًا بصواريخ SCALP-EG وStorm Shadow، مما يضيف ميزة جديدة من القدرة على الضربات الدقيقة لعملياتها العسكرية.
المزايا القتالية
من وجهة نظر عملياتية وتكتيكية، تقدم طائرات الميراج 2000-5F عددًا من القدرات القيمة لقوات الدفاع الأوكرانية. فهذه الطائرات متعددة المهام والمجهزة بأنظمة رادار وملاحية متقدمة، تتفوق في القتال الجوي والجو-أرض، مما يزيد بشكل كبير من قدرة أوكرانيا على القيام بعمليات دفاعية وهجومية.
تتميز الطائرة بمدى طويل وقدرة عالية على المناورة، مما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات قادرة على تنفيذ مهام معقدة عبر مجموعة متنوعة من التضاريس.
تعزيز القدرة الهجومية
يدعم دمج صواريخ SCALP-EG وStorm Shadow مع الطائرة 2000-5F قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة، خصوصًا في الهجمات بعيدة المدى. تُعرف هذه الأنواع من الصواريخ بدقتها وقدرتها على استهداف بعيد المدى خلف خطوط العدو، مما يتيح للقوات الجوية الأوكرانية ضرب مواقع استراتيجية مثل مراكز القيادة العسكرية ومخازن الذخيرة والبنية التحتية الحيوية دون الحاجة لدخول الأجواء المحصنة.
تمنح هذه المجموعة من الطائرات المتقدمة والصواريخ بعيدة المدى أوكرانيا أداة قوية لتعطيل العمليات العسكرية الروسية وتعقيد التحديات اللوجستية التي تواجه القوات الروسية.
ردود الفعل الروسية
عبر المسؤولون الروس عن معارضتهم القوية لتسليم الأنظمة العسكرية الغربية إلى أوكرانيا، معتبرين أن مثل هذه الإجراءات تمثل تصعيدًا للنزاع وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي الروسي. وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عدة مناسبات أن المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا ليست مجرد دعم لدولة مجاورة، بل هي محاولة متعمدة لتقويض المصالح الاستراتيجية لروسيا.
في خطاب ألقاه في أوائل عام 2023، صرح بوتين: “إن تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا هو عمل عدواني ضد روسيا نفسها، وسيكون له عواقب.”
الخطط الروسية
تابع العاملون في وزارة الخارجية الروسية إصدار بيانات عديدة تدين من خلالها مشاركة الغرب العسكرية، معتبرين أنها استفزازات خطيرة. وقد أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف في إحدى مؤتمراته الصحفية أن إمداد الأسلحة يمثل انتهاكًا للمعايير الدولية، مما يجعل التفاوض أكثر صعوبة.
“تلعب الدول الغربية لعبة خطيرة، مما يؤدي إلى زيادة التوترات ودفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار،” قال لافروف.
التقنيات الجديدة
تعتبر طائرة الميراج 2000-5F واحدة من أكثر الطرازات تقدمًا في سلسلة الميراج من تطوير Dassault Aviation. تتميز هذه الطائرة بمرونتها، والتي تتيح لها أداء مجموعة متنوعة من المهام، بدءًا من التفوق الجوي وصولًا إلى الهجمات الأرضية وإجراءات الضربات الاستراتيجية.
تتميز الطائرة بنظامها الراداري المتقدم، الذي يمكنها من اكتشاف وتتبع الأهداف بدقة حتى في البيئات المزدحمة، وهي مدعومة بمحرك SNECMA M53-P2، الذي يوفر دفعًا يزيد عن 9000 كيلوغرام، مما يجعلها قادرة على تحقيق سرعات تصل إلى Mach 2.2.
التكيف مع التقنية الحديثة
تتيح أنظمة الأسلحة والإلكترونيات المتطورة في الميراج 2000-5F تكاملًا استثنائيًا مع الطائرات الأخرى التي تتبع معايير الناتو، مما يجعلها إضافة مثالية للعمليات الائتلافية. تتمتع الطائرة بقدرة على العمل جنبًا إلى جنب مع طائرات حديثة أخرى مثل F-16 وEurofighter Typhoon.
بهذا، تمثل طائرات الميراج 2000-5F وصواريخها المتقدمة علامة بارزة في قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات دقيقة وبعيدة المدى، مما يعزز من خياراتها العسكريّة بشكل كبير في مواجهة القوات الروسية.