الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

وجود الأسبستوس في ركام غزة يفاقم أزمة الأنقاض

أفادت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة بوجود مادة الأسبستوس الخطرة وسط الأنقاض في قطاع غزة، مما قد يعيق جهود إزالة الركام بعد انتهاء النزاع. هذه المادة تشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا على السكان والعمال المنخرطين في عمليات الإزالة.

وقالت الأمم المتحدة في تقديرها الأخير أن كمية الركام الناتجة عن القصف الإسرائيلي تتجاوز 50 مليون طن، مما يتطلب نحو 21 عاماً للتخلص منها بتكلفة تقدر بـ 1.2 مليار دولار.

وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى احتواء الأنقاض على مئات الآلاف من الأطنان من مادة الأسبستوس، مما يزيد من تعقيد عملية إزالة الركام.

في تصريحات سابقة، أوضح خبير إزالة المتفجرات في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تشارلز بيرش، أن كمية الأنقاض في غزة تفوق تلك الموجودة في أوكرانيا، حيث يمتد خط الجبهة الأوكراني على مسافة 600 ميل (965 كيلومتر)، بينما تبلغ مساحة Gaza فقط 25 ميلاً (40 كيلومتراً).

خطورة الأسبستوس

الأسبستوس هو مجموعة من الألياف المعدنية التي كانت تُستخدم بشكل واسع في التطبيقات التجارية، وله آثار صحية مدمرة، إذ يمكن أن يؤدي التعرض لهذه الألياف إلى الوفاة.

تتكون مادة الأسبستوس طبيعيًا ولها فوائد تجارية بسبب مقاومتها العالية للشدة ورفضها لنقل الحرارة وتأثير المواد الكيميائية.

تستخدم مادة الأسبستوس في عزل المباني وفي مكونات متنوعة مثل ألواح التسقيف وأنابيب المياه وبطانيات إطفاء الحرائق والعبوات الطبية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعتبر جميع أشكال الأسبستوس ضارة وتسبب أنواع متعددة من السرطان، بالإضافة إلى الأمراض التنفسية المزمنة.

الإصابات والوفيات

تتوقع منظمة الصحة العالمية أن نحو 125 مليون شخص حول العالم يتعرضون للأسبستوس في أماكن عملهم، مما يؤدي إلى وفاة أكثر من 107 آلاف شخص سنويًا جراء السرطان المرتبط بهذا المعدن.

تشير التقديرات أيضًا إلى أن الأسبستوس يكون سببًا لأكثر من 200 ألف حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم، إلى جانب فعالية هذا المعدن في التقليل من الحالة الصحية العامة للمصابين به.

دراسات أخرى تشير إلى أن الأسبستوس مسؤول عن ثلث الوفيات الناتجة عن السرطان الذي يسببه التعرض لمواد مسرطنة في بيئات العمل، بالإضافة إلى الآثار الضارة الناتجة عن التعرض له في المنازل.

أفادت تقارير بأضرار جسيمة في قطاع غزة بعد أن أصيب شخصان على الأقل بجروح خطيرة بسبب فتح علب صفيح كانت في البداية تُعتبر خطرًا، لكنها احتوت على فتائل ألغام استخدمها الجيش الإسرائيلي لتفجير الشحنات المتفجرة المدفونة.

أزمة الأنقاض في غزة

تُعد أزمة الأنقاض في قطاع غزة تحديًا هائلًا بسبب الكمية الضخمة من الركام المنتشر في مختلف الأنحاء، خاصةً في المناطق التي تعرضت لدمار واسع. تعقد هذه الأزمة المخاطر الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة والأسبستوس الذي يشكل تهديداً صحياً، خاصةً في مخيمات اللاجئين.

تتزايد أيضًا المخاطر مع وجود العديد من الجثث الملقاة بين الأنقاض، مما يضيف عبئًا إضافيًا على جهود الإغاثة وإزالة الأنقاض، حسب ما أفادت به وكالة “رويترز” للأنباء.

اقرأ أيضا

اخترنا لك