أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إمكانية تحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” إذا تم إدارته من قبل الولايات المتحدة، بشرط إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم في مناطق أخرى. تأتي هذه التصريحات في وقت تتوقع فيه الأمم المتحدة أن إعادة إعمار القطاع ستحتاج إلى مليارات الدولارات بعد الحرب.
تسبب الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب هجوم حركة “حماس” المفاجئ على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، في دمار واسع في قطاع غزة، حيث ظهرت أرقام مروعة تشير إلى حجم الخسائر والأضرار.
حصيلة القتلى والمصابين
ذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن النزاع الحالي أسفر عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 11 ألف آخرين. وفي المقابل، تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن الهجوم على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص.
إزالة الأنقاض
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، قد تستغرق عملية إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض الناتجة عن القصف الإسرائيلي 21 عاماً، بتكلفة تبلغ نحو 1.2 مليار دولار. ويعتبر الركام مشبعاً بالأسبستوس، حيث يُعتقد أن بعض مخيمات اللاجئين التي دُمرت كانت تحتوي على هذا العنصر، كما تُحتمَل موجود أشلاء بشرية تحت الأنقاض، حيث تقدر وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك 10 آلاف جثة مفقودة.
في ظل هذه الظروف، أشار مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن الصراع قد قضى على نتائج 69 عاماً من التنمية في المنطقة.
تدمير المنازل
أظهر تقرير للأمم المتحدة نشر العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد تستمر حتى عام 2040 على الأقل، ومن الممكن أن يستغرق ذلك عدة عقود. ووفقاً للبيانات من الأقمار الاصطناعية في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة، أي أكثر من 170 ألف مبنى، قد تضررت أو دمرت، مما يمثل نحو 69% من المباني الإجمالية في القطاع.
تشير تقديرات مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية (يونوسات) إلى أن عدد الوحدات السكنية المتضررة يصل إلى 245123 وحدة، بينما يحتاج أكثر من 1.8 مليون شخص إلى مأوى.
تأثير على البنية التحتية
تتوقع تقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة تقدر بحوالي 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير 2024، وتأثر ذلك بشكل ملحوظ على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
كما أظهر تحديث الشهر الماضي عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن إمدادات المياه الحالية تقل عن ربع ما كانت عليه قبل الحرب، بينما تضررت حوالي 68% من شبكة الطرق بشكل بالغ.
الأمن الغذائي في غزة
أفادت التحليلات من الأقمار الاصطناعية بأن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة تأثرت سلبًا نتيجة الصراع، مما يهدد إمدادات الغذاء للسكان المتضررين. وقد زادت حالات تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية بشكل كبير عقب الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
كما أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن 15000 رأس من الماشية، يمثلون أكثر من 95% من إجمالي الماشية، تم ذبحها أو نفوقها منذ بداية الصراع.
الأضرار في المؤسسات التعليمية ودور العبادة
تظهر البيانات الفلسطينية أن النزاع أدى إلى تدمير أكثر من مئتي منشأة حكومية، و136 مدرسة وجامعة، و823 مسجداً، بالإضافة إلى 3 كنائس. وأوضح تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن معظم المستشفيات تضررت بشكل كبير، حيث لم يتبقى سوى 17 وحدة طبية تعمل جزئيًا من أصل 36 وحدة في يناير.
كما أكدت منظمة العفو الدولية، من خلال مختبر أدلة الأزمات، أن أكثر من 90% من المباني في المناطق الشرقية من غزة، بما فيها أكثر من 3500 مبنى، تعرضت لأضرار شديدة أو دمرت كلياً حتى مايو 2024.