تزايدت الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس عقب المرحلة الثانية من تبادل الأسرى، حيث أعلنت إسرائيل تعليق عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، التي كانت مقررة يوم الأحد، حتى إشعار آخر، وذلك احتجاجًا على عدم الإفراج عن الأسيرة المدنية أربيل يهود من بين أربع مجندات سلمتهن حماس، يوم السبت.
تفاصيل تبادل الأسرى
في خطوة مثيرة، سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أربع مجندات إسرائيليات عبر الصليب الأحمر. جاءت هذه العملية ضمن الجولة الثانية من تبادل الأسرى، حيث أفرجت إسرائيل مقابل ذلك عن 200 أسير فلسطيني، من بينهم 70 أسيرًا مبعدين إلى خارج فلسطين، بينما عاد البقية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
تمت عملية التسليم في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، حيث أرادت حماس من خلال هذا الحدث تقديم صورة من القوة. وقد ظهر عناصر القسام دعماً للنساء المفرج عنهن، محاطين بمئات المسلحين، وهن يرتدين زي الجيش الإسرائيلي، مما أثار مشاعر حشد كبير.
وجود أمني وتصريحات عسكرية
ووفقاً لموقع “واللا” الإسرائيلي، فإن العناصر الذين رافقوا المجندات كانوا من نخبة القسام، مزودين بأسلحة أخذت من الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر. بعد ذلك، نُقلت المجندات إلى منشأة قريبة من الحدود لمعاينتهن ولتقديم الدعم النفسي العائلي.
أعلنت الدولة الإسرائيلية أن الأسيرات الأربع ظهرن بصحة جيدة وتم إجراء فحص طبي لهن قبل نقلهن داخل الأراضي الإسرائيلية.
الاستقبال الشعبي والمفرجين عنهم
في الوقت الذي أعلن فيه عن الإفراج عن 200 أسير فلسطيني، كان الفلسطينيون يحتفلون بعودة أحبائهم في رام الله، وسط مشهد مؤثر، حيث تم حمل عدد من الأسرى على الأكتاف. صحياً، غادر نحو 70 أسيرًا إلى مصر كمبعدين، بينما عاد 16 إلى قطاع غزة.
وتضم الدفعة الثانية من الأسرى 200 معتقل، وفقاً لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، تضمنت عددًا من المحكوم عليهم بالمؤبدات، حيث تم الإفراج عن 114 أسيراً من سجن “عوفر” إلى رام الله.
المعتقلون المميزون
من بين المفرجين، كان محمد الطوس، المعروف بـ “عميد الأسرى الفلسطينيين”، والذي أمضى 39 عاماً في سجون الاحتلال، ومن الملاحظ أيضًا الإفراج عن المعتقل رائد السعدي وأشقاء آخرين محكوم عليهم بالإبعاد.
تعليق إسرائيل على التبادل
رغم نجاح تبادل الأسرى، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على وجود انتهاك للاتفاق من قبل حماس، حيث لم يتم الإفراج عن المدنيات قبل المجندات، مما أدى إلى تصعيد الموقف وتحذير السكان بعدم العودة إلى الشمال حتى يتم ترتيب إطلاق سراح الأربيل يهود.
وفي السياق، أكدت حماس أنها أبلغت الوسطاء أن أربيل يهود على قيد الحياة وأنه سيتم الإفراج عنها قريبًا. هذا البند من الصفقة يعكس التعقيد في العلاقة بين الحركة وإسرائيل ويعطي انطباعًا عن سير المفاوضات الحالية.
المشاورات الإسرائيلية والآمال المستقبلية
تجري إسرائيل مشاورات مع الوسطاء بشأن إطلاق سراح أربيل يهود، ويُعتقد أن هناك جهودًا مكثفة لضمان عودتها قبل نهاية الأسبوع. وسنتظر موعد الإطلاق المحتمل المزمع في يوم الاثنين.
أربيل، التي اختُطِفت من منزلها، تأمل في العودة، ولكن التوترات الحالية قد تعقد هذه الجهود. تعزيز الحوارات والبحث عن تسويات هو الهدف الرئيسي لكل الأطراف المعنية. سنبقى على متابعة دقيقة للتطورات القادمة.


