تخطط البحرية الأميركية لزيادة إنتاج زوارق الاستطلاع المسيَّرة بمعدل 32 زورقاً شهرياً، في إطار جهودها لتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات في المحيط الهادئ، وخاصة من قِبل الصين.
تم تصميم الزورق السطحي غير المأهول GARC، الذي يقيس طوله 16 قدماً، بواسطة شركة Maritime Applied Physics Corp. وقد خصصت وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 160 مليون دولار لدعمه، كما تشير بيانات التعاقد الحكومية.
وعبّر الأدميرال كيفن سميث، الضابط التنفيذي لبرنامج البحرية الأميركية للسفن المسيَّرة، عن تفاؤله ببلوغ هدف إنتاج 32 وحدة من GARC شهرياً بحلول وقت لاحق من هذا العام، حسبما جاء في تصريحات له لموقع DefenseScoop.
وأشار سميث إلى أن المرحلة الحالية لم تصل بعد إلى مستوى الإنتاج المستهدف، ولكن هناك جهوداً متزايدة لتحقيق تلك الغاية.
تمويل وتطوير الزوارق
حظي برنامج GARC سابقاً بتمويل من مبادرة تسريع شراء وتوزيع التقنيات المبتكرة (APFIT) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية. وفي العام الماضي، أنشأت البحرية الأميركية سرباً جديداً، USVRON Three، في قاعدة سان دييجو البحرية للإشراف على أسطول من GARCs وتعزيز تجربة توظيف هذه المنصات.
وأوضح سميث في ندوة للجمعية البحرية الأميركية أن برنامج GARC بدأ بالفعل، حيث تم بناء حوالي 24 زورقاً من طراز APFIT، والتي يجري نشرها في شتى أنحاء البلاد، وقد تُرسل بعضاً منها للخارج.
وفي سياق متصل، أثار نائب الأدميرال جيمي بيتس، نائب رئيس العمليات لمتطلبات وقدرات الحرب، اهتماماً متزايداً بالسفن المستقلة في البحرية الأميركية.
“المشروع 33” للنظم الروبوتية
في خطوة استراتيجية، كشفت الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة العمليات البحرية، عن مبادرة “المشروع 33″، التي تستهدف توسيع نطاق الأنظمة الروبوتية والمستقلة بحلول عام 2027، وذلك في إطار الاستعداد لخوض حرب محتملة ضد الصين في مضيق تايوان أو مناطق أخرى.
صرحت فرانشيتي بأن القائد الصيني أمر قواته بالاستعداد للحرب بحلول عام 2027، وأكدت أن البحرية الأميركية ستكون أكثر استعداداً بحلول ذلك الوقت.
وأضافت أن “المشروع 33” يمثل الوسيلة الأساسية لتعزيز جاهزية واشنطن في الميدان في السنوات المقبلة.
آفاق جديدة للقدرات الدفاعية
يأتي “المشروع 33” كاستجابة للأهداف الاستراتيجية للبحرية الأميركية، إذ يسعى لتحقيق مكاسب ملحوظة في أسرع وقت ممكن. وقد اتخذت فرانشيتي خطوات لتأسيس تصنيف جديد للمتخصصين في مجال حرب الروبوتات، بهدف تسهيل عمليات وصيانة الأنظمة الروبوتية.
يتضمن هؤلاء الأفراد خبراء في مجالات الرؤية الحاسوبية والاستقلالية والذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي يعكس تطور التقنيات المستخدمة في العمليات البحرية.
أيضاً تسعى وزارة الدفاع الأميركية لتوسيع نطاق الزوارق السطحية الصغيرة وغير المأهولة من خلال مبادرة Replicator، التي وضعتها نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس.
توسيع الإنتاج والتجارب
رغم عدم تحديد سميث صراحة لمبادرة Replicator، إلا أنه أكد أن البحرية تعمل بنشاط على زيادة الإنتاج، دون الإفصاح عن العدد الإجمالي المتوقع لتسليم وحدات GARC بموجب الصفقة الحالية.
في الأثناء، تواصل شركة USVRON Three تنفيذ التجارب وتطوير المفاهيم التشغيلية للمنصات الروبوتية المستهدفة. ولفت سميث إلى أن القرارات بشأن نشر الأنظمة المستقبلية ستتوقف على قادة الأساطيل.
في ختام حديثه، أكد سميث أن هذا البرنامج ليس مجرد تنفيذ تقني، بل يمثل فرصة تعليمية للبحارة في التعامل مع المركبات البحرية الصغيرة ذاتية القيادة.