جواسيس في غزة.. تستخدم سلطات الاحتلال أساليب مبتكرة لاستغلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بهدف إشراكهم في نشاطات تخابريه، وتجنيد جواسيس لها داخل القطاع، تكون مهمتهم جمع المعلومات حول أنشطة المقاومة، وتفتيت الصف الوطني الفلسطيني.
وتقف المقاومة الفلسطينية والأجنحة العسكرية لفصائل غزة في وجه جهاز الاستخبارات الداخلية “شـ ــاباك” بكل حزم وقوة، فيما يعرف بحرب الجواسيس، بملاحقة العملاء التابعين للكيان وإفشال محاولات الشـ ــاباك في تجنيد عملاء وجواسيس جدد، حيث أعلنت في أكثر من مناسبة عن نجاحها في إلقاء القبض على عدد من العملاء، وتمكنها من إحباط مخططات الاحتلال.
تقنية جديدة للتواصل مع الجواسيس في غزة
ومنذ ساعات، وفي ضربة أمنية ضد إسـ ــرا ئيل، كشف مصدر من أمن المقاومة الفلسطينية، عن طريقة جديدة يتبعها جهاز الأمن العام “الشـــ ـاباك” في التواصل مع عملائه داخل قطاع غزة، وأفاد المصدر برصد تقنية اتصالات متطورة استخدمها عملاء “الشاباك” خلال فترة حرب طوفان الأقصى.
ونقلت وسائل إعلام تابعة للمقاومة، أن جهاز الشـــ ـاباك يواجه صعوبة كبيرة نتيجة الضربات القوية التي تلقاها مؤخراً من قبل المقاومة، ونتيجة لذلك بات يبحث عن أساليب وتقنيات جديدة تساعده في تسهيل عمليات التواصل مع عملائه داخل القطاع.
شريحة لا تترك أثر للجواسيس
وأشار المصدر، إلى أن الوحدات التقنية في أمن المقاومة اكتشفت تقنية جديدة يستخدمها الاحتلال لحماية هوية عملائه وجواسيسه، هذه التقنية لا تترك أي علامات أو دلائل عن العميل في جهاز الاتصال بعد تواصله مع الكيان ، وهو ما يجعل من الصعب على أمن المقاومة اكتشافه في حال ضبط الجهاز.
وأوضح المصدر -الذي رفض الكشف عن هويته- أن التقنية الجديدة تعتمد على شريحة تشبه شريحة الهاتف المحمول، وتستخدم لمرة واحدة في الجهاز المحمول، ليتم برمجتها على الجهاز وبعدها يتم إتلافها.. وبهذا الشكل، يصبح الجهاز جاهزًا للاستخدام والاتصال وأيضا استقبال اتصالات ضباط الاحتلال بدون وجود أي شريحة داخل الهاتف المحمول.
المقاومة تتوصل لفك الشفرة
وأوضح المصدر أن هذه التقنية الجديدة تتميز بعدم إثارة الشك في حال وقوع الهاتف في يد أي شخص غير العميل، لافتا إلى أن المقاومة قد وصلت إلى طريقة تمكنها من اكتشاف هذا النوع من التقنيات الجديدة، ولم يوضح المصدر أي تفاصيل حول كيفية ذلك أو طريقة الكشف، مما يعزز قدرة المقاومة على مواجهة وكشف التقنيات الاستخبارية بفعالية.
وتعمل أجهزة أمن الكيان بشكل دائم على تطوير تقنيات التواصل مع الجواسيس، حيث أشار المصدر، إلى أنه سبق أن استُخدمت شريحة مزدوجة كان يتم قلب نظامها عبر وضع أكواد خاصة، وكانت المقاومة تمكنت أيضا من اكتشاف هذه التقنية والكشف عن عدد من العملاء من خلالها، مؤكدا أن المقاومة تعمل بحزم ليلاً ونهارًا على محاربة وملاحقة ظاهرة العملاء، وأنها دائمًا قادرة على اكتشاف التقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الاتصالات والتواصل الميداني.
كيف يتم تجند الجواسيس في غزة؟
وكانت المقاومة، كشفت -في وقت سابق- أن أجهزة مخابرات الاحتلال تعتمد على وسائل مختلفة في استقطاب العملاء الجدد وإسقاط الفلسطينيين من قطاع غزة في شباكها، وهي وسائل معروفة لدى أجهزة الأمن الفلسطينية التي تعمل جاهدة لمحاربتها وحماية المقاومة والجبهة الداخلية الفلسطينية منها.
المخابرات على شبكات التواصل الاجتماعي
ويستخدم المحتل وسائل حديثة في إسقاط العملاء.. من بين هذه الوسائل، الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر صفحات تستهدف تنسيق أنشطة حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى صفحات تابعة لضباط مخابرات يتم الإعلان عن هويتهم بشكل رسمي.
ووفقا لما نقلته تقارير صحفية، عن مصادر فلسطينية، فإن بعض الفلسطينيين من قطاع غزة يتواصلون مع الكيان المحتل عبر الرسائل الخاصة لتلك الصفحات، للمطالبة بتصاريح عمل أو السماح بالمرور عبر المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال، أو للحصول على العلاج، وغيرها من القضايا الإنسانية.
ولأن جهاز الأمن العام “الشـ ــابــاك” هو المسؤول عن إدارة هذه الصفحات، فإنه يستغل هذه الاحتياجات والمطالب الإنسانية للفلسطينيين ويدفعهم للتخابر، بعد استدراجهم، حيث يبدأ المسئولون عن تلك الصفحات بطلب معلومات بسيطة من الأفراد الذين يتواصلون معهم، مقابل تلبية احتياجاتهم الضرورية، وذلك في الوقت الذي يدرك فيه الشخص أن المعلومات المطلوبة منه لا تشكل تهديدا لأحد، ولا يعلم أنه يتواصل مع ضابط في المخابرات، فيقدم هذه المعلومات المطلوبة منه لتلبية احتياجاته الإنسانية العاجلة.
بالتهديد والابتزاز
فيما بعد، يتحول الموقف إلى وسيلة ابتزاز، ويتورط الأفراد في هذا النوع من التفاعلات، ويصبحون عرضة لابتزاز الشـــ ـاباك ويجدون أنفسهم في وضع يجبرهم على التعاون المستمر مع المحتل، حيث تصبح المعلومات التي قدمها الشخص وسيلة لابتزازه وتهديده من قبل ضباط الشـــ ـاباك، إذ يُهددونه بفضح تعاونه معهم إذا لم يستمر في عمله معهم وتقديم خدمات لصالحهم، ومن هنا يخضع المواطن لعملية الابتزاز ويخشى أن يتم كشف أمر تعاونه، وبالتالي يتجاوب مع التهديدات ويجد نفسه وقع فريسة في مستنقع التخابر.
انتحال صفة الجمعيات الخيرية
ويستخدم جهاز الشـــ ـاباك وسائل وطرق مختلفة في تجنيد الجواسيس، إذ لا يقتصر الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ومن بين هذه الطرق المختلفة انتحال الجهاز لصفة جمعيات خيرية، ويتواصل من خلالها مع الأسر الفقيرة تحت ذريعة تقديم مساعدات إنسانية، ومنها يقدم ضباط المخابرات المساعدة للأفراد الذين يتواصلون معهم.
وفور وصول المساعدة إلى الشخص المستهدف، يعاود ضباط المخابرات التواصل معه ويطلبون منه تقديم معلومات بسيطة في مقابل استمرار تلقي المساعدة، فيما يظل الشخص المستهدف يعتقد أنه يتعامل مع جمعية خيرية، وبناءً على هذا الاعتقاد، يقدم المزيد من المعلومات المطلوبة، وبعدها يفاجأ بأنه كان يتواصل مع ضباط مخابرات، وعندها يتعرض للابتزاز والتهديد بالكشف عن تعاونه معهم إذا رفض الاستمرار في تقديم المعلومات.
ومن وسائل تجنيد العملاء، تواصل ضباط الاستخبارات المباشر مع بعض الشخصيات المعادية للمقاومة، والتي قد تجدهم فريسة سهلة لتجنيد، حيث يقوم الاحتلال بالتلاعب بمواقف هذه العناصر ويستغلها لتحقيق أهدافه الاستخباراتية.