في ظل تصاعد الأحداث الدامية في جنوب لبنان وعلى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل قوات الاحتلال ، نشر موقع “واللا” الإخباري العـ ـ ـبري تقريرًا يلقي الضوء على تقديرات جيش الاحتــلال لقدرات حزب الله العسكرية.
سلاح حزب الله السري
وفقًا للتقرير، فإن التهديدات التي أطلقها زعيم حزب الله، حسن نصر الله، تستند على أساس قوي ومتين، نظرا للتطور السريع الذي شهده التنظيم في بناء قوته العسكرية خلال العقد الماضي، حيث يضم أكثر من 120 ألف مقاتل، وأشار التقرير إلى أن تقديرات جيش الاحتلال تفيد بأن إيران نجحت في تهريب الأسلحة والأنظمة التكنولوجية إلى حزب الله منذ بداية الحرب.
جنوب لبنان.. قاعدة عسكرية لحزب الله
وقال التقرير، إن جنوب لبنان تحول إلى موقع عسكري كبير، حيث نجح حزب الله في إقناع أفراد الطائفة الشيعية بالتنقل والاستقرار في القرى، محولًا منازلهم إلى منصات إطلاق ومواقع عسكرية ومستودعات للأسلحة، بالإضافة إلى أن حزب الله قام ببناء مواقع قتالية فوق وتحت الأرض في قرى محددة، مرتبطة ببعضها بوساطة نظام الأنفاق الدفاعية، على غرار الأنفاق الدفاعية التي بنتها حماس في غزة، مما يعزز بقاء مناطق إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله ويعيق التقدم البري للجيش الإسرائيلي نحو مراكز رئيسية في بيروت ومدن أخرى.
الحرب الإلكترونية والسيبرانية
وبحسب تقديرات جيش الاحتلال -التي نقلها التقرير- فإن حزب الله تلقى حزب الله دعم قوى من إيران ودول أخرى في مجال الطيف والفضاء السيبراني، سواء من حيث التكنولوجيا المتقدمة أو التدريب المكثف بالإضافة إلى وسائل فعّالة تساهم في إقامة وحدات متنوعة قادرة على تعطيل أنظمة الاتصالات وتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وشبكات المحمول، كما شمل التدريب الحصول على القدرة على تنفيذ هجمات إلكترونية متقدمة عبر الإنترنت واستهداف البنى التحتية الحساسة.
وأكدت مصادر أمنية تابعة للاحتلال، أن قدرات حزب الله في هذا المجال تعتبر متقدمة للغاية، مما يشكل تحديًا كبيرًا لأي جيش حديث، وهو التخوف الإسـ ـ ــرائـيلي الذي يدل على التطور السريع الذي شهده حزب الله في ميدان الحروب الإلكترونية والتكنولوجيا السيبرانية، والذي يضع التحديات الأمنية في سياق جديد ومعقد.
هجوم بري وجوي وبحري
ورغم استبعاد عنصر المفاجأة في الحرب نظرا لاستعداد وجاهزية قوات الاحتلال ، تشير قيادة المنطقة الشمالية العسكرية للكيان المحتل إلى عدم استبعاد احتمال محاولة حزب الله القيام بعملية اختراق “على طريقة طوفان الأقصى” خلال الحرب، والقيام بأكثر من عملية اختراق في نفس الوقت، برا وجوا وبحرا، بهدف تعقيد المواجهة وتصعيبها على القوات الجوية والبرية للاحتلال.
الرضوان.. قوات النخبة لحزب الله
ويتوقع جيش الاحتلال، أنه رغم الضربات التي وجهها إلى قوة الرضوان التابعة لحزب الله، إلا أن تقديراته تشير إلى استمرار وجود الآلاف من عناصر هذه القوة النخبوية الماهرة، والتي يتميز مقاتلو الكوماندوز فيها بالخبرة، كونهم شاركوا في القتال في سوريا والعراق، ولقوا دعما من الميليشيات الشيعية التي انضمت إليهم في الأشهر الأخيرة.
وفقًا للتقرير، تظل قوة الرضوان جاهزة وتحتفظ بعدد كبير من المقاتلين ذوي الخبرة، الذين يمتلكون خبرات قتالية متنوعة، مع استعداد هذه القوات لاحتمالية الاشتباكات البرية، مما يجعل التحديات الأمنية تتزايد، ويستعرض التقرير هذه السيناريوهات الاحتمالية التي يمكن أن تشكل تحديات إضافية للقوات المحتلة في الميدان.
وفقًا للتقرير، فإن هناك تنوع وتخصص لدى قوة الرضوان، والقوات الخاصة التابعة لحزب الله، إذ تتواجد وحدات متخصصة ومتعددة القوة يمكنها التعامل مع المهام الجوية والبحرية والبرية، حيث تتضمن القوات البرية فرقًا تكتيكية، تمتلك القدرة على التنقل بمهارة وسرعة باستخدام الدراجات النارية ومركبات ATV والشاحنات المموهة ومركبات RCM، بالإضافة إلى مهارتها في أساليب العمل في حروب العصابات.
ويشير إلى أن هذه القوة النخبوية، تتميز بتكامل أساليبها في الحرب، واستخدامهم لنماذج القتال التي اكتسبوها خلال تجاربهم في سوريا أثناء مواجهتهم للتنظيمات الإرهابية.
القوة الجوية
واعترف التقرير بقدرات حزب الله العسكرية المتعددة، وفقًا لتقييمات كيان الاحتلال، ومن بين تلك القدرات، امتلاك مركبات جوية بدون طيار من مختلف الأنواع، والتي حصل عليها من إيران وقام بتطوير جزء من إنتاجها محليًا، حيث تتميز هذه الطائرات بتنوع استخدامها، وتستطيع حمل الصواريخ، وإسقاط مجموعة متنوعة من الأسلحة، وتنفيذ تكتيكات الخداع في المجال الجوي.
وتشير تقديرات كيان الاحتلال إلى أن إيران ساهمت في تهريب طائرات بدون طيار ذات بصمة رادارية منخفضة إلى حزب الله، مما يجعل من الصعب على جيش الاحتلال اكتشافها، بالإضافة إلى ذلك، حصل حزب الله على طائرات بدون طيار انتحارية من الإيرانيين، مع تراكم الخبرة العملياتية للإيرانيين ضد الأنظمة الغربية في تشغيل هذه الطائرات على مقربة من الأرض، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والتحليق ضد الطائرات المتوسطة المدى.
ترسانة الصواريخ والقذائف
التقرير كشف عن قدرات هائلة يمتلكها حزب الله، تتضمن تجهيزات حديثة من الأنظمة الحربية، حيث قامت طهران بتجهيزه بأنظمة أسلحة متقدمة، من بينها ترسانة كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون، والصواريخ المضادة للدبابات، منها ذات المدى القصير (0-40 كلم) والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف، مما يتيح له إطلاق ما بين 3000 إلى 4000 صاروخ وراجمة صواريخ يوميا.
وتشير التقديرات الأمنية إلى أن تدمير هذه الترسانة يتطلب مناورة برية واسعة، حيث يكمن التحدي الرئيسي في التعامل مع هذا العدد الكبير من الصواريخ، وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك حزب الله صواريخ من نوع كاتيوشا وقنابل هاون بأحجام مختلفة، وصواريخ مضادة للدبابات ذات المدى الطويل ككورنيه (5 كلم)، ويظهر التقرير أن الصواريخ الدقيقة المضادة للدبابات لدى حزب الله تفوق في تقدمها أي منظمة غير حكومية أخرى في العالم.
وتؤكد المصادر الأمنية التابعة لاحتلال أن معظم الأضرار المحتملة ستكون نتيجة لصواريخ الكاتيوشا التي يصل مداها إلى 40 كيلومترًا والصواريخ الثقيلة مثل بركان وغيرها، التي تحمل كميات كبيرة من المواد المتفجرة.
طويلة ومتوسطة المدى
وفقًا للتقرير ، فإن حزب الله يمتلك قدرات فائقة في مجال الصواريخ، حيث تضم ترسانته مجموعة من الصواريخ ذات المدى المتوسط والطويل..
المدى المتوسط
– يمتلك حزب الله صاروخ “فجر 5” كأحد الصواريخ الرئيسية، والذي يتراوح مداه بين 65 إلى 70 كيلومترًا، ويحمل كميات تتراوح بين 45 و90 كيلوغرامًا من المتفجرات.
المدى الطويل.. اقوى صواريخ حزب الله
– زلزال، وهو صاروخ ثقيل يأتي في عدة نماذج تختلف في المدى، حيث يصل مداه إلى 160-250 كيلومترًا، وهو قادر على حمل حوالي نصف طن من المادة المتفجرة.
– فتح 110، وهو صاروخ باليستي أرض-أرض، يتميز بطول يصل إلى 8.5 متر ورأس حربي يزن نصف طن، يعمل في دائرة شعاعها بين 200-250 كيلومترًا، مع نموذج قصير المدى يعرف بـ “ذو الفقار”.
– رائد، وهو صاروخ من عائلة “زلزال” تم تحويله إلى صاروخ دقيق أرض-أرض، يتميز بقدرات ملاحية وتوجيهية متقدمة، صُنع في إيران وتم تسليمه لحزب الله.
– سكود د، وهو صاروخ باليستي يزن حوالي 6 أطنان، يعمل في دائرة نصف قطرها بين 600-700 كيلومتر، ويغطي كامل الأراضي المحتلة، مع دقة تصل إلى 50 مترًا ورأس حربي هائل يزن طنًا.
– الصواريخ الساحلية، حيث كشف حزب الله عن مستودع تحت الأرض يحتوي على صواريخ سي-802، وقد تم تدمير صاروخ من هذا النوع خلال حرب لبنان الثانية.
القوة البحرية
التقرير كشف أيضا عن تقييم متقدم لقدرات حزب الله في المجال البحري، حيث تلقوا من إيران تكنولوجيا متقدمة تشمل السفن السريعة وأنظمة الحرب الإلكترونية ورادارات الكشف المتقدمة، وأيضًا حصل على صواريخ بحرية، بما في ذلك صاروخ كروز دون سرعة الصوت، الذي تم صنعه بالفعل ويمكن استخدامه لمهاجمة القوة البحرية التابعة للاحتلال، ورغم أن مكوناته تم نقلها سابقًا من سوريا إلى حزب الله، إلا أنها عادت إلى سوريا بعد ضغوط أمريكية إسـ ـ ــرائــيـلية، ويشير المسؤولون في البحرية إلى أنه لا يمكن استبعاد احتمال تسليم هذه المكونات مرة أخرى إلى حزب الله، مما يشكل تحديًا كبيرًا للقوات البحرية للاحتلال في حماية منصات الحفر والمواقع الحساسة بالقرب من الساحل وفي الموانئ.
670 عملية في 3 أشهر
وكان أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، قال في كلمته الأخيرة، إن “المقاومة الإسلامية” نفذت أكثر من 670 عملية ضد الاحتلال خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، حيث تم استهداف 48 موقعًا حدوديًا أكثر من مرة.
وتشهد الحدود اللبنانية مع الاحتلال تصاعدًا في التوترات وتبادل للقصف، خاصة بعد اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر، مما يثير مخاوف من تصاعد النزاع، وقد حذر الاحتلال وهدد بتكثيف عملياتها العسكرية ما لم ينسحب مقاتلو حزب الله من الحدود.