الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

مسؤول بـ«طالبان» يدعو لرفع حظر تعليم النساء في أفغانستان

حثَّ مسؤول بارز في حركة “طالبان” قادة الحركة على إلغاء حظر تعليم النساء والفتيات الأفغانيات. وأكد أن “لا يوجد سبب لذلك”، وذلك في تعبير علني نادر عن الانتقاد لسياسات الحكومة. حيث أدلى شير عباس ستانيكزاي، النائب السياسي بوزارة الخارجية، بهذه التصريحات خلال خطاب ألقاه يوم السبت في إقليم خوست بجنوب شرقي أفغانستان.

دعوة لإلغاء الحظر

خلال مراسم دينية في مدرسة، أكد ستانيكزاي للحضور أن “لا يوجد سبب لحرمان النساء والفتيات من التعليم”. ووفقا لتقرير نشرته وكالة “أسوشييتد برس”، أضاف: “لم يكن هناك مبرر لذلك في الماضي، ولا يجب أن يكون هناك مبرر على الإطلاق”. وتواصل الحكومة منع تعليم الفتيات بعد الصف السادس.

وفي مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي عبر منصة “إكس”، قال ستانيكزاي: “نطالب القيادة مجدداً بفتح أبواب التعليم”.

اعتراف بعواقب الظلم

وصف ستانيكزاي هذا الإجراء بأنه “فعل ظالم بحق 20 مليون شخص من بين 40 مليون نسمة” من الأفغان، محذراً من أنه يحرمهم من حقوقهم. وأشار إلى أن هذا السلوك لا يتماشى مع التعاليم الإسلامية، بل هو خيار شخصي أو نتيجة للطبيعة. يُذكر أن ستانيكزاي كان قد تولى في السابق رئاسة فريق “طالبان” خلال المفاوضات التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأفغانية كانت قد منعت النساء من التعليم بعد الصف السادس، وقد ذكرت تقارير في سبتمبر الماضي أن authoritiesقد أوقفت أيضاً تدريب النساء في القطاع الطبي، وكذلك الدورات التعليمية المخصصة لهن في هذا المجال.

الوضع الصحي للنساء

في أفغانستان، تقتصر قدرة النساء والفتيات على تلقي العلاج على يد طبيبات ومتخصصات في الرعاية الصحية. لكن حتى الآن، لم تؤكد السلطات رسمياً حظر التدريب في هذا المجال.

وفي نفس الفيديو، أكد ستانيكزاي أن “ظلم 20 مليون شخص من أصل 40 مليون نسمة، بسبب حرمانهم من حقوقهم هو أمر غير مقبول ولا يتماشى مع الشريعة الإسلامية”.

دعوة غير مسبوقة

تُعتبر هذه التصريحات الأخيرة لستانيكزاي أول دعوة علنية له لتغيير السياسة الحالية، ونداء مباشر للزعيم الأعلى لـ”طالبان”، هبة الله أخوند زاده. وقد صرح إبراهيم بهيس، محلل في مجموعة الأزمات الدولية، بأن ستانيكزاي قد أدلى بتصريحات مماثلة في الماضي، لكنه الآن يتحدث بشكل مباشر عن الحاجة إلى تغيير السياسة وشرعية النهج القائم.

في سياق متصل، طالبت الحائزة على جائزة “نوبل للسلام”، ملالا يوسفزاي، القادة المسلمين في وقت سابق من الشهر الحالي، بتحدي “طالبان” بشأن تعليم النساء والفتيات خلال حديثها في مؤتمر استضافته منظمة التعاون الإسلامي.

الاعتراف الدولي

ذكرت الأمم المتحدة أن الاعتراف بحكومة “طالبان” يكاد يكون مستحيلاً طالما استمر الحظر على تعليم الإناث وتوظيفهن، ومنعهن من مغادرة المنازل دون ولي أمر ذكر. ولا تعترف أي دولة حتى الآن بحركة “طالبان” كحكومة شرعية لأفغانستان، ولكن بعض الدول، مثل روسيا، بدأت في بناء علاقات معها. وتعمل الهند أيضاً على تطوير علاقاتها مع السلطات الأفغانية الحالية.

كما أظهر اجتماع بين أكبر دبلوماسي هندي، فيكرام ميستري، ووزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي في دبي، مدى عمق التعاون بين البلدين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك