أستشهد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، في عملية اغتيال استهدفته داخل مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لحزب الله.
كيف تم اغتياله؟
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، أن عملية الاغتيال تمت بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت مكتبًا تابعًا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن وفاة 6 أشخاص وإصابة 11 آخرين.
وذكرت مصادر أمنية لبنانية، أن المسيرة قامت بإطلاق أكثر من صاروخ على هدفها في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث استهدفت الطابقين الأول والثاني من مبنى يتألف من 3 طوابق، وأشارت الوكالة اللبنانية للإعلام إلى أن الغارة كانت تستهدف اجتماعًا للفصائل الفلسطينية.
استشهاد اثنين من قادة القسام
من جانبها، أكدت حركة حماس أن اثنين من كبار قادة كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس، قد اغتيلوا، إلى جانب صالح العاروري، خلال الهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي نبأ عاجل، ذكر تلفزيون الأقصى: “استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري، في غارة غادرة في بيروت، إلى جانب اثنين من قادة كتائب القسام في بيروت”.
ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، العملية بأنها عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال ضد قيادات ورموز الشعب الفلسطيني.
لحظة استهداف القيادي في حركة حماس
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تُظهر لحظة استهداف القيادي في حركة حماس، صالح العاروري، وأخرى لآثار الهجوم، حيث يَظهر في فيديو وميض يرتبط بلحظة الاستهداف للمبنى الذي كان يتواجد فيه القيادي في حماس صالح العاروري، وأظهرت الصور والفيديوهات المتداولة النيران وهي تتصاعد من انفجار الضاحية التي تعد معقل حزب الله.
وأفادت القناة 13 بأن القائد الفلسطيني الذي تم اغتياله كان من المقرر أن يلتقي بأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، غدًا.
من هو صالح العاروري
صالح العاروري هو قيادي سياسي وعسكري بارز في الساحة الفلسطينية، شغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، ويعتبر من الشخصيات البارزة والمؤثرة في الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال.
ساهم العاروري بشكل مباشر في تأسيس “كتائب القسام” الذراع العسكري لحركة حماس.
ولد في قرية عارورة التابعة لمحافظة رام الله الفلسطينية عام 1966، عانى العاروري من الاعتقالات على يد قوات الاحتلال، حيث أمضى سنوات عديدة في سجون الاحتلال.
قام العاروري بتأسيس الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية عام 1991، وهو ما ساهم بشكل كبير في الانطلاقة الفعلية لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية عام 1992.
أعلنت حركة حماس في أواخر عام 2017، عن انتخاب العاروري كنائب لرئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وهو ما يؤكد تأثيره ودوره المهم في الهيكل القيادي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
صالح العاروري تنبأ باغتياله
توقع صالح العاروري، استشهاده في تصريح أدلى به في أغسطس الماضي، وكانت تلك التصريحات في سياق تصاعد التهديدات الكبيرة التي أطلقها جيش الاحتلال بتوجيه ضربات مباشرة إليه، حيث صرح العاروري حينها بأنه يتوقع وينتظر الاستشهاد، قائلا: “أنا باستنى الشهادة وحاسس حالي طولت”، وهو تعبير يشير إلى استعداده للتضحية وتحمل المخاطر في ظل التوترات والتهديدات التي كانت موجهة إليه.
وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال ، بنيامـ ـين نتنيـ ـاهو، هدد بقتل صالح العاروري، القيادي في حماس، وذلك قبل بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
أول رد فعل
وفي أول رد فعل على استهداف صالح العاروري بواسطة طائرة مسيرة في بيروت، أطلقت الفصائل الفلسطينية وابلاً من الصواريخ على تـ ـل أبيــب.
إضراب شامل في رام الله
وأعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، عن إضراب عام وشامل في محافظة رام الله والبيرة غدا الأربعاء، ردًا على اغتيال العاروري في بيروت، وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن اغتيال العاروري لن يمر بدون عقاب، وأن المقاومة ستستمر حتى دحر الاحتلال.
رد لبنان
في سياق آخر، أدان رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الانفجار الذي وقع في بلاده، بمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت وأسفر عن سقوط ضحايا وجرحى، بينهم صالح العاروري، القيادي في حركة حماس.
ووصف ميقاتي الانفجار بأنه “جريمة جديدة للمحتل”، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من التصعيد والحروب.