أصدر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أوامر للجيش وقطاع صناعة الذخائر والأسلحة النووية بتسريع استعداداتهم للحرب ومواجهة ما وصفه بتحركات عدوانية غير مسبوقة من قبل الولايات المتحدة.
تحديد المهام القتالية
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، اليوم الخميس، أن الزعيم الكوري حدد المهام القتالية للجيش الشعبي وقطاعات صناعة الذخائر والأسلحة النووية والدفاع المدني، لتسريع استعداداتهم للحرب بصورة أكبر.
وفي إطار حديثه حول التوجهات السياسية للعام الجديد، أعلن كيم خلال اجتماع للحزب الحاكم أمس الأربعاء، أن بيونغيانغ ستعزز تعاونها الاستراتيجي مع الدول المستقلة المناهضة للإمبريالية.
ويعمل النظام الحاكم في كوريا الشمالية على توسيع دائرة علاقاته مع عدة دول، بما في ذلك روسيا، حيث تتهم أمريكا بيونغيانغ بتقديم دعم عسكري لموسكو في حربها ضد كوريا، في المقابل، تقدم روسيا دعمًا فنيًا لتعزيز قدرات كوريا الشمالية في المجال العسكري.
الأهداف الاقتصادية
وخلال الاجتماع السنوي للحزب الحاكم، خصص كيم جونغ أون، جزءًا من حديثه لتحديد الأهداف الاقتصادية للعام الجديد، الذي وصفه بأنه “عام حاسم”، حيث يتعين على البلاد تحقيق خطتها الخمسية للتنمية في هذه المرحلة الهامة.
وشهدت كوريا الشمالية نقصا كبيرا في الإمدادات الغذائية على مدى العقود السابقة، وخاصة خلال فترة المجاعة في تسعينيات القرن الماضي، بسبب الكوارث الطبيعية -في كثير من الأحيان، لكنها شهدت العام الحالي تحسنا في إنتاج المحاصيل بسبب الظروف الجوية الملائمة، وعلى الرغم من هذا التحسن الملحوظ، أكد مسؤول في سول أن الكميات المنتجة لا تزال أقل بكثير من مستويات الاحتياج لمعالجة النقص الغذائي المستمر في كوريا الشمالية.
وانطلقت أعمال الاجتماع السنوي الرئيسي الذي يعقده الحزب الحاكم في نهاية كلّ عام، واتسم الاجتماع في السنوات الأخيرة بإعلان الزعيم الكوري الشمالي عن سياسات بلاده في مجالات متنوعة كالدبلوماسية والأمن والاقتصاد.
إنجازات عسكرية
وفي خطابه خلال افتتاح أعمال الاجتماع لهذا العام، أشار كيم جونغ أون إلى أهمية عام 2023، والذي وصفه بأنه عام تحوّلات عظيمة وتغيّرات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالقدرات العسكرية لبيونغ يانغ.
وشهدت كوريا الشمالية أحداث عسكرية مهمة هذا العام، حيث قامت بإطلاق أول قمر اصطناعي للتجسّس العسكري، ونجحت في اختبار صاروخ هواسونغ-18، الذي يُعتبر أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات في ترسانتها، وجعلت هذه التطورات من كوريا الشمالية قوة نووية مؤكدة، حيث كرست هذه القدرات في دستور البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن الزعيم الكوري، أن بلاده لن تتردّد في استخدام السلاح الذرّي في حال تعرّضت لأي “استفزاز” بواسطة أسلحة نووية، وارتفعت حدة التوترات بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في نوفمبر الماضي عقب إطلاق القمر التجسّسي الكوري الشمالي، مما أدى إلى تعليق اتفاق سابق أبرمته الدولتان في عام 2018 لخفض التوترات العسكرية بينهما.
مفاعل نووي جديد
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت -منذ أيام- عن دخول مفاعل نووي جديد الخدمة في مجمع يونغبيون بكوريا الشمالية، مما يثير مخاوف دولية بشأن تصعيد التهديدات النووية من قبل بيونغيانغ ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وأشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، إلى أنه منذ منتصف أكتوبر، تم رصد تدفق قوي للمياه من نظام تبريد المفاعل، وأن التحليلات الأخيرة تشير إلى أن المياه المصرفة حارة، وهو ما يؤكد بدء تشغيل المفاعل، ورغم هذا التحليل، فإن الوكالة لا تستطيع التحقق من حالة التشغيل بشكل مباشر نظرًا لمنع بيونغيانغ للمفتشين الدوليين من دخول بلادها منذ عام 2009.
ويتميز مجمع يونغبيون، الذي يقع على بُعد حوالى 100 كيلومتر شمال بيونغيانغ، بكونه يحتوي على أول مفاعل نووي في البلاد بقدرة 5 ميغاوات.