جولات من المحادثات تجريها مصر مع حركتي حماس والجهاد الفلسطيني، سعيا للوصول إلى وقف العدوان على قطاع غزة، ووسط العديد من المناقشات يبرز المقترح المصري لوقف العدوان على غزة كمقترح قابل للنقاش والتعديل والقبول.
التنازل عن السلطة
وفقًا لمصادر أمنية مصرية، تقدمت مصر بمقترح يتضمن التنازل من قبل حماس والجهاد عن السلطة في قطاع غزة، وذلك مقابل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وأوضحت المصادر أن مسؤولي حماس والجهاد رفضوا هذا المقترح، في حين نفى مسؤولون من الحركتين مؤكدين أن مستقبل قطاع غزة بعد العدوان يجب أن يتم تحديده بواسطة الفلسطينيين أنفسهم، وليس وفقا لإملاءات خارجية.
مراحل وقف إطلاق النار
وتقترح القاهرة وقفا دائما لإطلاق النار على عدة مراحل، على أن تكون المرحلة الأولية مؤقتة لمدة أسبوع أو أسبوعين، وفقا لما قالته مصادر أمنية مصرية لوكالة رويترز.
ووفقًا لمسؤولين فلسطينيين، فإن عملية وقف إطلاق النار ستتم عبر ثلاث مراحل، في الفترة الأولى من الهدنة الإنسانية المقررة لمدة عشرة أيام، ستقوم حركة حماس بإطلاق سراح جميع النساء والأطفال والمسنين الذين تحتجزهم.
وفي المرحلة الثانية، ستقوم حماس بإطلاق سراح جميع المجندات الإســ ـ ــرائــيليات اللاتي تحتجزهن. بدورها، ستقوم إســ ـ ــرائــيل بإطلاق سراح مجموعة أخرى من الفلسطينيين المحتجزين في سجونها.
وكالة رويترز نقلت عن مصادر مصرية أن حركتي حماس و “الجهاد الإسلامي”، التي تخوضان محادثات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة، لن تتوقفا عن القتال ما لم يتوقف “العدوان” .
الكل مقابل الكل
وأكد أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، في تعليقه على المبادرات المُقدمة لحماس بخصوص وقف إطلاق النار، أن هناك العديد من الأفكار المطروحة والتي تتعامل معها حماس استنادًا إلى رغبتها في وقف شامل للعدوان وليس هدنة مؤقتة، مشيرا إلى أن الحركة مستعدة للاستماع إلى الأفكار التي قد تسهم في تحقيق ذلك.
وتتمسك حركتا حماس والجهاد بأن إبرام أي صفقة لتبادل الرهائن يجب أن تتضمن إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون، وهو مبدأ “الكل مقابل الكل”.
من جانبها، أبدت إسـ ـ ــرائيل استعدادها للتفاوض على تحقيق هدنة جديدة، ولكنها رفضت مطالب المقاومة الفلسطينية بإنهاء العدوان وسحب قواتها من قطاع غزة.
إدارة قطاع غزة
وأفادت المصادر المصرية لرويترز بأن فكرة إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب تم طرحها، وأشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن هذه الفكرة ليست جزءًا من مقترح وقف إطلاق النار ولا تشكل شرطًا لتحقيقه.
ووفقًا لوكالة رويترز، ستشمل المرحلة الأخيرة من المقترح انسحاب القوات من قطاع غزة، بالإضافة إلى السماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم.
قابل للنقاش
من جانب آخر، أعرب وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أحمد المجدلاني، عن رأيه في المقترح المصري الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه قابل للنقاش وليس نهائياً، مشيرا إلى اعتقاده بأن الآليات المدرجة في هذا المقترح تعتبر “آليات مناسبة”.
وأكد المجدلاني، أن منظمة التحرير الفلسطينية ستدعم المقترح الذي أرسلته مصر إلى جميع الأطراف للنظر فيه، ودعا الولايات المتحدة وقطر إلى دعمه من أجل نجاحه.
وأضاف المجدلاني، الذي يشغل أيضًا منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، أن منظمة التحرير الفلسطينية تدعم وتثمن أي جهد يبذله الأشقاء في مصر لتحقيق وقف إطلاق النار ووقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة.
المقترح المصري
وأوضح المجدلاني أن المقترح المصري الجديد يتضمن آليتين أو مرحلتين، حيث تتعلق المرحلة الأولى بوقف مؤقت لإطلاق النار وهدنة تمتد من أسبوع لأسبوعين، وتشمل تبادلًا لعدد محدود من الأسرى وتصنيفهم حسب الفئات، أما المرحلة الثانية، فتتعلق بوقف إطلاق نار شامل يمتد لأكثر من شهر، وتشمل أيضًا استكمال تبادل الأسرى”.
وأشار إلى أن هناك مرحلة ثالثة “تتحدث عن الآليات التي يمكن استخدامها لتنفيذ كل مرحلة من المراحل، وأيضًا المعايير التي يمكن من خلالها تنفيذ عمليات تبادل الأسرى”.
وبخصوص إمكانية إجراء تعديلات على المبادرة المصرية، أكد المجدلاني: “هذا المقترح المصري قابل للنقاش وليس نهائيًا، ونعتقد أن الآليات المقترحة هي آليات مناسبة، وهذا يتطلب أيضًا قبل كل شيء تحركًا وإسنادًا من جانب الولايات المتحدة وقطر حتى تنجح هذه المبادرة”.
وأكد المجدلاني أن العقبة الرئيسية التي ستعيق هذه المبادرة هي الجانب الإسـ ـ ـــرائـيلي، الذي يرفض مبدأ الوقف الشامل لإطلاق النار ويصر على مواصلة العدوان لتحقيق أهدافه، حيث يدعي أنه بحاجة لعدة أشهر من القتال.