أشارت تقارير جديدة من وكالة الأمم المتحدة إلى حجم الكارثة التعليمية في اليمن، حيث فقد نحو 4.5 مليون طفل فرصة التعليم، بينما دُمر آلاف المدارس نتيجة النزاع القائم. تأتي هذه التصريحات في وقت تتعنت فيه جماعة الحوثي وتفرض قيودًا صارمة على موظفي قطاع التعليم، مما يزيد من تعقيد وضع التعليم في البلاد.
ممارسات الحوثيين
انتقد نادي المعلمين اليمنيين ما وصفه بـ “سياسة التجويع” التي تنتهجها جماعة الحوثي ضد المعلمين، مطالباً بضرورة عدم الانخداع بوعود جزئية. وذكرت النقابة أن الحوثيين استثنوا المعلمين من صرف نصف الرواتب الذي تعهدت به الحكومة للموظفين العموميين.
كما دعى النادي كافة المعلمين والأكاديميين إلى مقاومة هذه الممارسات التي تعرض مستقبل التعليم للخطر، ورفض ما وصفه بـ “حياة العبودية” التي تفرضها الجماعة.
حق المعلم في الرواتب
أكد نادي المعلمين أن المطالبة بالرواتب الكاملة حق مشروع، محذراً من أن كرامة المعلم لا ينبغي أن تكون ضحية لسياسات غير عادلة. في هذا السياق، أعلنت مكاتب التربية الخاضعة للحوثيين رفضها استثناء الإداريين من صرف نصف الرواتب.
استهدفت الإجراءات الحوثية منذ ديسمبر من العام الماضي رواتب الموظفين العموميين بالتمييز بين الفئات، مما أدى إلى مشكلات عميقة وتفشي التوتر بين الموظفين الموزعين في فئات (أ) و(ب) و(ج).
تحذيرات من آثار التصنيف
في تصريح له، حذر الناشط الحوثي طه الرزامي من تصنيف الموظفين إلى فئات، مشيراً إلى أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تفشي الحقد والكراهية بين من يتلقون رواتب من الفئة (أ) ومن يعانون في الفئة (ج).
وزعم الرزامي أن إسقاط أسماء آلاف الموظفين المخضرمين يعد جريمة بحقهم، وأشار إلى معاناتهم التي امتدت على مدار تسع سنوات.
استهداف التعليم
اتهم القيادي الحوثي علي عبد العظيم جماعته باستهداف قطاع التربية والتعليم، مشيراً إلى أن استبعاد موظفي القطاع من صرف الرواتب يعكس مؤامرة على التعليم. ولفت إلى عدم وجود أي مبررات واضحة لهذه الخطوة.
على صعيد آخر، نظم نادي المعلمين إضرابًا منذ بداية العام الدراسي الحالي، حيث عانى عدد من قياداته من ممارسات عقابية كالإخفاء القسري. كما توفي عدد من الخبراء التربويين أثناء فترة احتجازهم.
التجنيد في المدارس
استمرت جماعة الحوثي في إجبار المدارس على إغلاق أبوابها وإلزام الطلبة بالمشاركة في دورات قتالية. وقد تحولت العديد من المدارس إلى مراكز لاستقطاب الأطفال؛ مما أثار قلق أولياء الأمور.
ولاية الحديدة، أفادت مصادر محلية بأن المدارس أصبحت مواقع لتدريب الطلاب على استخدام الأسلحة تحت مزاعم مواجهة التحديات الخارجية.
أُسلوب الترهيب
تنوعت أساليب الحوثيين في إجبار الطلاب على الالتحاق بتلك الأنشطة بين الترهيب والوعود الزائفة. وأدت عملية الاستغلال السياسي للأزمات إلى إقناع المواطنين بفكرة أن الحوثيين هم المدافعون الحقيقون عن اليمن.
كما جرى عرض إعفاءات مالية للطلاب المشاركين، في الوقت الذي تم فيه تهديد من يتغيبون بمزيد من العقوبات والتكاليف المالية الإضافية.
تداعيات الصراع على التعليم
أفادت “اليونيسف” بأن تأثير النزاع المستمر على التعليم في اليمن كان مدمراً، مشيرةً إلى أن هناك أكثر من 10.6 مليون طفل عالقين في منتصف نظام تعليمي شبه منهار.
وأوضحت المنظمة أن 2,916 مدرسة قد تعرضت للتدمير أو أُعيد استخدامها لأغراض غير تعليمية بسبب النزاع، مما زاد من تعقيد الوضع التعليمي.
وانتشرت أصداء الأزمة التعليمية التي يشهدها اليمن، وتُسجل تقارير عدم انتظام رواتب أكثر من 172 ألف معلم ومعلمة منذ عام 2016.
إعادة تأهيل التعليم
عملت “اليونيسف” وشركاؤها على إعادة تأهيل الفصول الدراسية وتقديم المساعدات التعليمية للملايين من الأطفال لتعزيز مستقبل التعليم في البلاد. وقد وفرت المنظمة الدعم للعديد من الفئات المتضررة من جائحة كورونا، والتي أغلقت المدارس أمام 5.8 مليون طالب.


