الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

استقالة إيمانويل بون تعكس أزمة دبلوماسية في فرنسا

حتى مساء الإثنين، ما زالت التساؤلات تلاحق استقالة إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما لم يُعلن بصفة رسمية في قصر الإليزيه ما إذا كانت استقالته قد قُبلت أم لا. وكشفت مصادر في باريس أن بون، البالغ من العمر 54 عامًا، الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2019، تقدم باستقالته يوم الجمعة الماضي، وفقاً لنشرة “لا ليتر”، لكن لم يتم تأكيد ذلك من قبل الطرفين المعنيين. وأفادت صحيفة “لو موند” المستقلة أن بون يظل موثوقًا به لدى رئيس الجمهورية، الذي يملك الحق في قبول استقالته في أي وقت.

دور مستشار الرئيس

يُعتبر بون أحد الأركان الأساسية في الدوائر الدبلوماسية، حيث يمثل فرنسا في مجموعة السبع ومجموعة العشرين، ويقدم المشورة لرئيس الجمهورية في القضايا الدبلوماسية. وبموجب الدستور الفرنسي، يتولى رئيس الجمهورية رسم سياسة البلاد الخارجية والإشراف عليها. وقد جعلت السنوات الخمس التي قضاها بون بجوار ماكرون منه شخصية محورية في الدبلوماسية الفرنسية، إذ سبق له العمل مستشارًا للرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند، حيث كان معنيًا بقضايا الشرق الأوسط.

تولى بون أيضًا مناصب دبلوماسية متعددة في مدن مثل طهران ونيويورك، وكان مديرًا لمكتب وزير الخارجية بعد انتخاب ماكرون رئيسًا للجمهورية. وقد كان له دور رئيسي خلال السنوات الثلاث الماضية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كان كثيرًا ما يتم استدعاؤه للإعلام حول الأحداث العالمية الكبرى.

اختلافات وأزمات

لكن على الرغم من إنجازاته، وُجد بون نفسه في مواقف صعبة نتيجة ميل ماكرون لإدارة الدبلوماسية بشكل شخصي، مما أثار بعض القلق، خاصةً بعد اقتراح الرئيس بإنشاء تحالف إقليمي لمحاربة “حماس” أثناء زيارته لإسرائيل، وهو الاقتراح الذي صُنف كخطأ دبلوماسي. هذا الموقف جعل بون يشعر بعدم الارتياح، خصوصًا عندما استبعد من التحضيرات للزيارة القادمة إلى بريطانيا.

وتشير المعلومات إلى أن خلافات داخل الخلية الدبلوماسية قد تفاقمت، إذ يشكو المسؤولون من زيادة دور العسكريين المقربين من ماكرون على حساب القضايا الدبلوماسية. ودعا من انتقدوا بون بأنه يُعتبر “متسلطاً”، حيث يطلب الكثير من مساعديه.

تطلعات جديدة

يبدو أن الكثيرين يطمحون لشغل منصب بون في حال قبوله الاستقالة، ومن بين الأسماء المطروحة نيكولا روش، سفير فرنسا لدى إيران، ونيكولا دو ريفيير، مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة. لكن يبقى مصير استقالته معلقًا في انتظار قرار ماكرون النهائي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك