على صعيد تطور العدوان في غزة.. قام فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا“، أمس، بفضح الاحتلال وتعرية ازدواجية معايير المجتمع الدولي، وقال إن عدد القتلى بين الأطفال والنساء في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تجاوز عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الحرب التي اندلعت منذ نحو 22 شهرًا بين روسيا وجارتها.
وأكد لازاريني، في مقابلة صحفية، أن الوضع في غزة يعد غير مسبوق وصاعق بجميع المقاييس، لافتا إلى أن عدد القتلى بين المدنيين وموظفي الأمم المتحدة في غزة هو الأعلى في التاريخ، وأشار إلى أن مستوى الدمار في غزة أيضًا لا يسبق له مثيل، حيث تم تدمير 60% من البنية التحتية وأصبح 90% من سكان غزة نازحين.
عدد شهداء غزة من الأطفال والنساء
وكشفت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الجمعة، أن الهجوم على القطاع أسفر عن استشهاد 8 آلاف طفل و6200 امرأة منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ارتفاع عدد قتلى موظفيها في قطاع غزة إلى 135 منذ السابع من أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك في في الوقت الذي أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا -في 21 نوفمبر الماضي-، بأن نحو 10 آلاف مدني، بينهم أكثر من 560 طفلًا، قتلوا منذ بداية الهجوم الروسي على جارتها في 24 فبراير 2022.
الجرافات تدفن المصابين أحياء
وفي سياق متصل، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان انضمامه إلى السلطة الفلسطينية في المطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل حول معلومات تفيد باستخدام جيش الاحتلال للجرافات في دفن مصابين فلسطينيين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأوضح المرصد، الذي يتخذ في جنيف مقرا له، أنه تلقى شهادات وشكاوى تؤكد أن الجرافات قامت بدفن فلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى قبل انسحابها، مشيرا إلى وجود جثة على الأقل كان يمكن رؤيتها وسط الرمال، وأن مواطنين أكدوا أن صاحبها كان مصابًا قبل دفنه وقتله.
وقال المرصد إنه قبل نحو 9 أيام، اقتربت الدبابات من المستشفى، ونصب قناصة الاحتلال بنادقهم فوق البنايات المرتفعة، مستهدفين أي شخص يتحرك في المنطقة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن فرقه مستمرة في توثيق ما حدث في مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك المعلومات حول قتل أحياء ومصابين بدفنهم في ساحة المستشفى، مشددا على أهمية فتح تحقيق دولي في جملة الانتهاكات الفظيعة التي استهدفت المرضى والنازحين والفرق الطبية خلال الأيام الماضية.
حرق مخازن الأدوية
وأوضح البيان أن خلال اقتحام المستشفى، دمرت قوات الاحتلال البوابات الخارجية وجزءًا من مبنى الإدارة والصيدلية، وأحرقت مخزن الأدوية قبل تدميره، ودمرت بئر المياه ومولد الكهرباء ومحطة الأكسجين، وأشار إلى أنه تم حفر حفرة كبيرة في ساحة المستشفى، ونُبشت نحو 26 جثة لقتلى دُفِنوا في أوقات سابقة في المكان لتعذُّر دفنهم في المقابر، حيث قامت الجرافة بإخراجهم بشكل مهين متناسين كرامة الميت.
وأكد المرصد استلامه شهادات حول وفاة أحد المسنين نتيجة الجوع والعطش داخل المستشفى، ووفاة آخر بعدما أُطلقت تجاهه أحد كلاب الاحتلال، في حين توفي عدد من الأطفال والمرضى اللذين كانوا داخل غرفة العناية المركزة بسبب عدم تلقيهم الرعاية الصحية المناسبة.
وأضاف المرصد أن الفظائع التي ارتكبها الاحتلال في مستشفى كمال عدوان تمثل امتدادًا للهجمات المتكررة على المرافق والفرق ووسائل النقل الطبية ضمن سياسة ممنهجة منذ 7 أكتوبر الماضي، تستهدف تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، ما يُعتبر جريمة حرب وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
السلطة الفلسطينية
وطالبت السلطة الفلسطينية يوم السبت بإجراء تحقيق في المعلومات التي تفيد بأن الاحتلال دفن مواطنين أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان، وصرحت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، أن المعلومات والشهادات من المواطنين والفرق الطبية ووسائل الإعلام تشير إلى دفن الاحتلال مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياء قبل حصارهم من قبل الاحتلال.
وفي سياق متصل، أكد مدير الصحة العامة في قطاع غزة، منير البرش، أن الاحتلال ارتكب كارثة إنسانية وحوّل مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة عسكرية، معبرًا عن تعمُّد الاحتلال إذلال الفرق الطبية والجرحى، وأضاف أن الاحتلال قام بتحويل المستشفى إلى ثكنة عسكرية وتدمير البنية التحتية الطبية والمرافق الطبية.
شبكة دال الإخبارية