الجمعة 10 يناير 2025
spot_img

تغييرات “ميتا” تعكس تقارب زوكربيرج مع ترمب

على الرغم من محاولات مارك زوكربيرج لسنوات لفصل منصات “ميتا” عن صراعات السياسة الحزبية، إلا أن التغييرات الأخيرة في استراتيجيات الشركة يبدو أنها تشير إلى محاولة للتقرب من الإدارة الأميركية المقبلة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وأوضحت الصحيفة في تحليلها المنشور، الأربعاء، أن المشاكل الكثيرة المرتبطة بإدارة هذه المنصات، والتي أصبحت بمثابة “حكومات شبه رسمية”، قد تجعل زوكربيرج يسعى لتجنب التورط العميق مع الحكومات الفعلية، التي قد تستخدم سلطاتها القانونية لفرض رقابة على أصوات معينة أو التلاعب بمواضيع حساسة سياسيًا.

ومع اقتراب بدء ولاية ترمب الثانية، قالت الصحيفة إن زوكربيرج يتبنى تحولًا كبيرًا في شركته نحو حركة “MAGA” (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، مما يكشف عن حالة من عدم اليقين داخل “ميتا” بشأن توجهها المستقبلي.

ميتا وتغييرات سياسية

حسب التقرير، بدأت هذه التحولات قبل الانتخابات الأميركية، عندما أشاد زوكربيرج، الذي واجه تهديدات بالسجن بسبب إسهاماته في تأمين نزاهة الانتخابات، بتصرفات الرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية، معتبرًا إياها “قوية ومُلهمة”.

وأكدت الصحيفة أن تسارع هذه التغييرات جاء بعد اللقاء الذي جمع بين ترمب وزوكربيرج في منتجع “مار إيه لاجو” في فلوريدا، حيث تم التحضير لرسم علاقة جديدة.

كما قامت “ميتا”، الأسبوع الماضي، بتغيير رئيس السياسة العالمية في الشركة، نيك كليج، وتعيين أعضاء جدد في مجلس إدارتها بينهم دانا وايت، المدير التنفيذي لرابطة Ultimate Fighting Championship، وهو صديق مقرب لترمب.

وفي مقطع فيديو نُشر على تطبيق “إنستجرام”، أعلن زوكربيرج عن استبدال برنامج تدقيق الحقائق في “ميتا” بميزة “ملاحظات المجتمع”، مستلهمًا من سياسة منصة “إكس”. كما تعمل الشركة على مراجعة قواعدها للسماح بمزيد من الانتقادات تجاه بعض المجموعات، مع نقل عمليات مراجعة المحتوى إلى تكساس لتفادي أي انحياز سياسي.

حرية التعبير والتحديات

عدّ زوكربيرج أن التغييرات تهدف إلى تخفيض الرقابة التي كانت قائمة سابقًا، مدعيًا أن “ميتا” تسعى للعودة إلى جذورها كمنصة تعبير حر. ومع ذلك، اعتبرت “نيويورك تايمز” هذه التفسيرات “هراء” ولفتت إلى أن زوكربيرج قام بتغيير آرائه بشأن حرية التعبير حسب الموجات السياسية السائدة.

في هذا السياق، تطرقت الصحيفة أيضاً إلى النظرية القائلة إن توجه زوكربيرج نحو اليمين منذ عام 2020 هو حقيقي وليس انتهازي. وأشارت إلى أن مؤسس “ميتا” استلهم أفكار الملياردير إيلون ماسك، حيث تبنى تعابير مشابهة له بخصوص الإعلام التقليدي ووجه اتهامات للموظفين بالتحيز السياسي.

التوجهات الجديدة ومتطلبات السوق

أكدت الصحيفة أن هذه الإجراءات تمثل أكبر إعادة ترتيب سياسي لشركة “ميتا” منذ 2016 عندما واجهت الانتقادات بسبب دورها في الانتخابات. ولفتت إلى أن المتضررين من القواعد الجديدة قد يشملون فئات قد تكون عرضة للتمييز أو قضايا التنمر عبر الإنترنت.

ورغم ذلك، قد يواجه زوكربيرج تحديات من حلفائه الجدد في اليمين، الذين قد يطلبون المزيد من الرقابة أو يصبحون أقل تسامحًا مع أخطائه. وقد لا تحقق المنافع التي يأملها زوكربيرج من علاقته مع ترمب النجاح المرجو، نظرًا لعدم الارتياح المحتمل الذي يشعر به ماسك تجاهه.

من الواضح أن “ميتا” الآن تواجه أزمة في التعريف عن نفسها: هل هي مجرد مزود لتطبيقات التواصل الاجتماعي؟ أم رائدة في الذكاء الاصطناعي؟ أم منصة تواصل اجتماعي تقليدية؟ وقد تعطي هذه السياسات الجديدة لزوكربيرج بعض الوقت للإجابة على هذه الأسئلة، لكن النمو المستدام يتطلب منه أكثر من مجرد “الانحناء للريح”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك