أدرجت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكبر شركة صينية في مجال تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، إضافة إلى أكبر شركة تقنية لديها، في قائمة سوداء ابتداءً من يونيو 2026. يهدف هذا القرار إلى منع تلك الشركات من التعاقد مع الوزارة، ويبعث برسالة قوية للشركات الأميركية حول المخاطر المحتملة المترتبة عن التعامل معها.
يوم الثلاثاء، نشرت الوزارة لائحة مفصلة بعد إصدار قائمة أولية يوم الاثنين في السجل الفيدرالي. وتشمل اللائحة الشركات التي تزعم وزارة الدفاع أنها تعمل في الولايات المتحدة لصالح الجيش الصيني أو نيابة عنه، أو تساهم في تطوير القدرات العسكرية الصينية.
شركات بارزة على القائمة
من بين الشركات المدرجة، تُعتبر شركة “كاتل” هي الأبرز، حيث تُعد أكبر شركة عالمية في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وتعتبر مورداً رئيسياً لشركة “تسلا” الأميركية، المملوكة لإيلون ماسك والذي يعد حليفاً للرئيس الأسبق دونالد ترمب. كما تم إدراج شركة “تينسينت” العملاقة في مجال التواصل الاجتماعي، وهي أكبر شركة تكنولوجيا في الصين من حيث القيمة السوقية.
بالإضافة إلى ذلك، شملت القائمة أكبر شركة صينية لصناعة الطائرات التجارية، وشركتين متخصصتين في تكنولوجيا المراقبة، وكذلك شركة “هيساي” التي تُستخدم أنظمتها في المركبات ذاتية القيادة والروبوتات. يأتي إدراج هذه الشركات في إطار جهود بايدن وترمب، بجميع الدوائر الحزبية، للحد من الطموحات العسكرية الصينية ومواجهة أنشطتها في مجال المراقبة.
خطوات تأمين سلاسل التوريد
أوضحت المتحدثة باسم البنتاغون، سيلينا رودتس، أن القائمة تمثل خطوة حاسمة نحو تأمين سلاسل التوريد، وتهدف إلى إبعاد الكيانات التي تدعم استراتيجية الاندماج العسكري والمدني للصين.
وأفاد خبراء بأن إدراج شركة “كاتل” يعتبر له مغزى كبير، حيث أن سيطرتها على البيانات المستخلصة من محطات شحن السيارات الكهربائية وأنظمة إدارة البطاريات قد تتيح للحكومة الصينية فرصة التجسس. ويُذكر أن القانون الصيني يلزم الشركات بالسماح للحكومة بالوصول إلى كافة البيانات الخاصة بها.
تداعيات الإدراج
على الرغم من أن بعض الشركات كانت مسبقاً مدرجة لدى وزارة الخزانة الأميركية، مما عرضها لقيود استثمارية بسبب علاقاتها المشتبه بها بالصين، إلا أن تصنيفها من قبل البنتاغون قد يؤثر على قدرتها على الاستمرار في السوق الأميركية. من بين هذه الشركات، شركة الذكاء الاصطناعي “سينس تايم غروب”، وشركات مرتبطة بـ”أفياشين أندستري”.
من جانبها، وصفت شركة “كاتل” تصنيف البنتاغون بأنه “خطأ”، مؤكدة عدم ارتباطها بأي نشاط عسكري، وأشارت إلى أنها ستتعاون بشكل استباقي مع الوزارة لمواجهة هذا التصنيف، بما في ذلك اتخاذ إجراءات قانونية إذا استدعى الأمر.
الردود الدولية
تأثرت شركة “تينسينت”، التي تتجاوز قيمة أسهمها 480 مليار دولار، انخفاضاً يقدر بحوالي 10 في المائة بعد إدراجها في القائمة السوداء. وأكدت الشركة في بيان لها أنها ليست جهة عسكرية أو موردًا عسكريًا، وأفادت بأنها ستعمل مع وزارة الدفاع لمعالجة أي سوء فهم.
من جهتها، اعتبرت السفارة الصينية أن إدراج هذه الشركات يمثل “قمعًا غير مبرر” للشركات الصينية، مما ينعكس سلبًا على ثقة الشركات الأجنبية في السوق الأميركية. ودعا المتحدث باسم السفارة، ليو بينجيو، واشنطن إلى “تصحيح الممارسات التمييزية بشكل فوري”.
إجراءات جديدة ضد الشراكات
رغم عدم تعرض شركتي “تينسينت” و”كاتل” سابقًا لعقوبات، فقد واجهتا تدقيقًا متزايدًا من المشرعين الأميركيين في السنوات الأخيرة نتيجة لتوسيع أعمالهما في الولايات المتحدة. ومن جهته، قاد السيناتور ماركو روبيو جهودًا لمنع شراكة لبناء مصنع بطاريات للسيارات الكهربائية بقيمة 3.5 مليار دولار بين شركتي “كاتل” و”فورد” في ولاية ميشيغان.
وقدم روبيو ضمن صلاحياته في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ تشريعات لمنع “كاتل” من الحصول على أي إعانات مناخية أميركية، مشددًا على ضرورة مراجعة التهديدات المحتملة للأمن القومي المرتبطة بهذه الصفقة.
ردود الفعل على العقوبات المتبادلة
يُشار إلى أن نشر القائمة جاء بعد أن أضافت وزارة التجارة الصينية مؤخرًا 10 شركات أميركية إلى “قائمة الكيانات غير الموثوقة”، وفرضت ضوابط جديدة على التصدير كإجراءات رد على العقوبات الأميركية. ومع ذلك، يعتبر توقيت الإدراج من البنتاغون للكونغرس مجدداً بداية العام المنصرم تنسيقًا له طابع خاص.
أيضًا، فإن إدراج الشركات الأميركية في القائمة الصينية كان خطوة رمزية بشكل رئيسي، نظرًا لأن تلك الشركات كانت مسجلة سابقًا في قائمة وزارة التجارة الصينية، مما يمنعها من تصدير الأسلحة والخدمات الدفاعية للصين.