في اجتماع حاسم عُقد يوم الخميس، أكد “تحالف الراغبين” دعمه القوي لأوكرانيا، بمشاركة رفيعة المستوى شملت 33 رئيس دولة وحكومة، وممثلين عن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الممثل الشخصي للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف.
يهدف التحالف إلى تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والضغط على الولايات المتحدة للكشف عن التزاماتها في هذا الصدد.
أبعاد اجتماع تحالف دعم أوكرانيا
شارك سبعة رؤساء دول وحكومات حضورياً في الاجتماع، بما في ذلك الرئيس الفرنسي والرئيس الأوكراني وستيف ويتكوف. بينما تابع 29 رئيس دولة وحكومة آخرون الاجتماع عن بعد، بما في ذلك المستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني ورئيسة الوزراء الإيطالية.
عقد ويتكوف سلسلة من الاجتماعات الثنائية والجماعية لوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية التي وافق عليها الأوروبيون وكندا واليابان وأستراليا لتقديمها إلى كييف، والسعي لفهم واضح لمساهمة واشنطن العملية في هذا السياق.
وحدة أوروبية لدعم كييف
سعى الأوروبيون من خلال إظهار وحدتهم وتصميمهم على دعم أوكرانيا، إلى تحفيز الرئيس ترامب على اتخاذ موقف حاسم تجاه الأزمة الأوكرانية.
بعد انتهاء اجتماعات الإليزيه، أجرى عدد من المسؤولين الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس زيلينسكي، اتصالاً جماعياً مع الرئيس ترامب لعرض قراراتهم والتعرف على آخر المستجدات بشأن قراراته.
تصريحات ماكرون حول الضمانات الأمنية
أكد الرئيس الفرنسي ماكرون أن “أوروبا مستعدة للمرة الأولى لهذا المستوى من الانخراط والقوة” لدعم أوكرانيا، وأن العمل التحضيري قد أنجز وسيتم اعتماده سياسياً خلال الاجتماع.
أشار مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إلى أن حلفاء أوكرانيا ينتظرون الآن معرفة “ما يرغب الأميركيون في تقديمه بشأن مساهمتهم”.
بناء قوة متعددة الجنسيات
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن “تحالف الراغبين” سيعمل خلال اجتماع باريس على بناء قوة متعددة الجنسيات لأوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة.
قلق أوروبي متزايد
عقد الاجتماع في ظل أجواء يسودها التشاؤم بشأن نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تجاهل الموعد الذي حدده الرئيس ترامب لعقد قمة بينه وبين الرئيس زيلينسكي.
أثارت تصريحات بوتين من بكين، التي أكد فيها أن بلاده “ستحقق أهدافها في أوكرانيا بالسبل العسكرية إذا ما أخفقت المفاوضات”، قلقاً أوروبياً، إلى جانب ظهوره مع الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس كوريا الشمالية.
انتقادات ترامب لبوتين
أعرب الرئيس ترامب عن إحباطه من الرئيس بوتين، قائلاً: “أنا محبط جداً من الرئيس بوتين… آلاف الأشخاص يموتون، إنها حرب لا معنى لها”.
تشاؤم من اتفاق سلام قريب
أعرب كير ستارمر عن عدم ثقته في الرئيس بوتين، بينما نقل عن وزير الدفاع الألماني أنه “لا توجد مؤشرات” تدل على وقف لإطلاق النار أو التوصل لاتفاق سلام قريب.
يرى البعض أن الأوروبيين يسعون إلى استغلال غضب الرئيس ترامب من الرئيس بوتين لحمله على تبني سياسة متشددة تجاه روسيا وتنفيذ وعده بتقديم “ضمانات أمنية” لأوكرانيا.
رهانات على تجاوب ترامب
يعول الأوروبيون على “تجاوبهم” مع مطالب الرئيس ترامب، بما في ذلك بدء تمويل شراء أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا ورفع ميزانياتهم الدفاعية.
نتائج باريس: ضمانات أمنية
خرج المجتمعون في باريس بنتائج إيجابية فيما يتعلق بتوفير الضمانات لأوكرانيا لمرحلة ما بعد الحرب.
أكد الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس زيلينسكي، أن “تحالف الراغبين” سيكون جاهزاً لتفعيل هذه الضمانات بغض النظر عن الصيغة التي سيتوقف القتال بموجبها.
قوة طمأنة متعددة الجنسيات
أكد ماكرون وزيلينسكي أن 26 دولة، غالبيتها الساحقة أوروبية، أكدت مساهمتها في نشر “قوة طمأنة” بمشاركات مختلفة براً أو جواً أو بحراً.
لم يقدم الرئيس ماكرون تفاصيل حول طبيعة هذه المساهمات، لكنه أكد أنه تم التوصل إليها من خلال عمل دقيق لقادة أركان الجيوش الأوروبية وبالتعاون مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية.
تكامل بين الأطراف المساهمة
أكد الرئيس الفرنسي أن ثلاث دول أوروبية رئيسية (ألمانيا وإيطاليا وبولندا) هي جزء من مجموعة الـ 26 دولة. ومع ذلك، يرفض المسؤولون الألمان والإيطاليون إرسال قوات لأوكرانيا.
المتوافق عليه داخل المجموعة هو أن تقدم كل دولة ما هي راغبة فيه أو قادرة عليه، وهناك “تكامل” بين الأطراف التي تتشكل منها.
النفط الروسي يثير الجدل مجدداً
استغل الرئيس ترامب الاتصال الأوروبي لتذكيرهم بضرورة التوقف عن شراء النفط الروسي، الذي يؤمن نحو 1.1 مليار دولار لموسكو ويساهم في تمويل المجهود الحربي الروسي.
أشار الرئيس زيلينسكي إلى أن دولتين أوروبيتين (المجر وسلوفاكيا) تواصلان شراء النفط الروسي، فيما تفيد معلومات أخرى بأن الغاز الروسي المسال ما زال يتدفق في بعض الأسواق الأوروبية.
عقوبات إضافية على روسيا؟
يريد الأوروبيون مواصلة الضغط على روسيا لحملها على تغيير مقاربتها ووضع حد للحرب، من خلال فرض عقوبات إضافية، بعضها يتناول النفط والغاز الروسيين.
حذرت برلين من أنه “إذا واصلت روسيا كسب الوقت، فإن أوروبا ستزيد من ضغط العقوبات لزيادة فرص الحل الدبلوماسي”. وأوضح الرئيس ماكرون أن الأوروبيين سيفرضون عقوبات جديدة “بالتنسيق مع الولايات المتحدة” إذا واصلت موسكو رفض إحلال السلام في أوكرانيا.