قُتل 13 شخصاً إثر غارة جوية روسية استهدفت مدينة زابوريجيا الأوكرانية، يوم الأربعاء، في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال الأسابيع الأخيرة. جاء ذلك بحسب ما أفاد به حاكم المنطقة، مشيراً إلى تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
تصعيد الضغوط العسكرية
تواصل موسكو توجيه ضرباتها لهدف مختلف في أوكرانيا، حيث تُظهر تقارير أن بعض هذه الهجمات تأتي في إطار الرد على عمليات كييف ضد الأراضي الروسية باستخدام أسلحة غربية الصنع. وقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف بأنه عمل “قاس”، داعياً المجتمع الدولي للوقوف مع أوكرانيا ضد روسيا من أجل تحقيق “سلام دائم”.
وتم تداول تسجيل فيديو يعرض حالات إصابة لأشخاص ممددين على الأرض في الشوارع المغطاة بالركام، بينما كان المسعفون يتسابقون لإجلاء الضحايا. الضربة الجوية جاءت بعد ساعات من هجوم أوكراني استهدف مستودعاً للوقود تابع سلاح الجو الروسي، والذي يبعد عن التداول المباشر مئات الكيلومترات.
تفاصيل القصف
وخلال حديثه في فيديو نشره على وسائل الإعلام المحلية، أوضح حاكم زابوريجيا إيفان فيدوروف أن “العدو استهدف منطقة سكنية باستخدام قنبلتين جويتين موجهتين”. وتم الإبلاغ عن 29 إصابة في الهجوم الذي خلف أيضاً دماراً واسعاً في الممتلكات ومختلف البُنى التحتية.
كما عرض الفيديو المعني مشاهد حريق مشتعل في المباني ومنظر سيارات مدمرة، بالإضافة إلى المجهودات التي يبذلها المتطوعون لمساعدة المدنيين المصابين.
إدانة عربية ودولية
في سياق متصل، أدان زيلينسكي استهداف المدنيين، مشيراً إلى ضرورة الضغط على روسيا بخصوص ممارساتها الإرهابية، مؤكداً أن “لا شيء أشد قسوة من قصف مدينة، مع العلم بما يسبب ذلك من معاناة للمدنيين”. تجدر الإشارة إلى أن مدينة زابوريجيا تقع على بُعد حوالي 35 كيلومتراً من خطوط القتال، وكانت تحتضن قبل اندلاع الحرب نحو 700 ألف نسمة.
عقب هذه التطورات، تسود الأنباء عن هجوم روسي محتمل جديد على العاصمة الإقليمية، التي تعرضت لضربات متكررة منذ بدء الغزو في عام 2022.
استهداف العدو في العمق
في وقت سابق، أعلن الجيش الأوكراني عن ضرب مستودع للوقود في روسيا، والذي يقع على مسافة 500 كيلومتر من الحدود، ويُستخدم للغارات الروسية على أوكرانيا. ويعتبر هذا الهجوم نتيجة لاستراتيجية الهجمات التي تنفذها الطائرات المسيّرة الأوكرانية داخل الأراضي الروسية.
وعلى صعيد مواز، أفادت تقارير أن حاكم منطقة ساروتوف الروسية أعلن حالة طوارئ في المنطقة بعد اندلاع حريق في “مؤسسة صناعية تعرضت لهجوم بواسطة مسيّرات”، حيث تم الإبلاغ عن مقتل اثنين من رجال الإطفاء أثناء محاولة إخماد الحريق.
تأثيرات عسكرية كبيرة
بدورها، أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن تدمير مستودع النفط الروسي سيؤثر سلباً على اللوجستيات الجوية لقوات الاحتلال، مما يقلل من قدرتها على تنفيذ ضربات ضد المدن الأوكرانية. وفي السياق ذاته، تمكنت الدفاعات الجوية الأوكرانية خلال الليل من إسقاط 41 طائرة مسيّرة روسية، بينما أسقطت أنظمة التشويش 22 طائرة أخرى.
وفي منطقة خيرسون، التي ضمتها روسيا، أفادت السلطات المحلية بمقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين جراء قصف المدفعية الروسية والمسيّرات.
يجدر بالذكر أن روسيا كانت قد أعلنت ضم مناطق زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك، مشددة على ضرورة تخلي أوكرانيا عن هذه المناطق قبل بدء أي مفاوضات للسلام.