في خطوة تصعيدية، أصدر أكثر من 1000 موسيقي، منهم كيت بوش وكات ستيفنز، ألبوماً بعنوان “هل هذا ما نريده؟”، يوم الثلاثاء، للاحتجاج على التعديلات المقترحة على قوانين حقوق الملكية البريطانية. هذه التعديلات قد تتيح لشركات التكنولوجيا استخدام أعمالهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
تشهد الصناعات الإبداعية في جميع أنحاء العالم تحديات قانونية وأخلاقية، نتيجة لصعود نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها إنتاج محتوى خاص بها بعد التدريب على مواد مشهورة، دون دفع تعويضات للمؤلفين الأصليين.
التغييرات المثيرة للجدل
تسعى الحكومة البريطانية، تحت قيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، إلى تعزيز مكانة البلاد كزعيم في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال تخفيف القوانين التي تمنح المبدعين في المجالات الأدبية والدرامية والفنية حق التحكم في استخدام أعمالهم.
التغييرات المقترحة ستتيح لمطوري الذكاء الاصطناعي التدريب على أي محتوى قانوني، مما يتطلب من المبدعين اتخاذ خطوة استباقية لإبعاد أعمالهم عن هذه الاستخدامات.
وقد انتقد فنانون بارزون هذه التغييرات بشدة، مشيرين إلى أنها تهدد مبدأ حقوق الملكية الذي يكفل لهم السيطرة الحصرية على إنتاجاتهم الفنية.
صوت الفنانين المفقود
وطرحت كيت بوش تساؤلاً خلال تعبيرها عن موقفها، قائلةً: “في موسيقى المستقبل، هل ستكون أصواتنا غير مسموعة؟”، في إشارة إلى نجاح أغنيتها “Running Up That Hill” الذي انتعش بفضل مسلسل Stranger Things على نتفليكس.
الألبوم المكون من تسجيلات من استوديوهات خالية، يعكس التأثير المحتمل على المؤسسات الفنية وأرزاق الفنانين في حال تنفيذ هذه التعديلات.
تنتهي فترة المشاورات العامة حول التغييرات القانونية في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، مما يزيد من حدة التوترات بين الحكومة والمبدعين.
رد الحكومة
رداً على إصدار الألبوم، صرح متحدث باسم الحكومة بأن نظام حقوق الملكية الحالي يمثل عائقاً أمام نمو الصناعات الإبداعية والمجالات الإعلامية، مؤكدًا أن الحكومة تواصل الحوار مع هذه القطاعات.
وأضاف المتحدث أنه “لم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية”، مشيرًا إلى أن مقترحات الحكومة ستُناقش في الوقت المناسب.
يأتي هذا التصريح في ظل دعوات من موسيقيين بارزين، بما في ذلك آني لينوكس وبيلي أوشن، لمراجعة هذه الخطط.
المخاوف من الاستغلال
صرح إد نيوتن ريكس، مؤسس منظمة “فيرلي تريند” غير الربحية، أن “اقتراح الحكومة سيسلم معاناة الموسيقيين إلى شركات الذكاء الاصطناعي مجاناً”، محذراً من أن هذه الشركات ستستغل أعمال الفنانين لمنافستهم.
وشدد على إمكانية بريطانيا لأن تكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي دون التضحية بالصناعات الإبداعية التي تتمتع بمكانة عالمية.