spot_img
السبت 20 ديسمبر 2025
15.4 C
Cairo

10 أيام لإنجاز هدنة إنسانية في السودان

spot_img

أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن تحديد فترة زمنية مدتها عشرة أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، بدءًا من العام المقبل. وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواعيد زمنية للأطراف المتنازعة؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، منذ دخول واشنطن بشكل فعّال في هذا الملف.

في تصريحاته الصحفية يوم الجمعة، أكد روبيو أن “الهدف الفوري لواشنطن هو إيقاف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد”. وأشار إلى مدى انخراط الولايات المتحدة “بشكل مكثف” مع مجموعة من الأطراف الإقليمية، مُبرزًا المحادثات مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، بهدف تحقيق هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

تركيز على الهدنة

وأشار روبيو، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن “99 في المئة من تركيزنا ينصب على التوصل إلى هذه الهدنة الإنسانية في أسرع وقت ممكن”. وأكد أنه مع اقتراب العام الجديد والأعياد، تسنح فرصة كبيرة لكلا الطرفين للتوصل إلى اتفاق. وتابع قائلًا: “نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد”.

كما أعرب عن قلقه إزاء انتهاكات الالتزامات من كلا الجانبين، مشيرًا إلى التقارير التي تفيد بأن قوافل المساعدات الإنسانية تعرضت لهجمات. ووصف الوضع في السودان بأنه “مروع”، مع توقعات بتسليط الضوء على الأحداث في وقت لاحق مما يجعل الأطراف المشاركة في النزاع تبدو بشكل سيئ.

ضغط دولي على البرهان

في سياق متصل، ذكر مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط» أن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قد تلقى دعوة عاجلة خلال زيارته الأخيرة للرياض للامتثال لخريطة الرباعية. وأشار المصدر إلى أن البرهان طلب أسبوعًا للرد على هذه الدعوة بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأكد المصدر أن الخطة المطروحة لا تخرج عن إطار الإطار المتفق عليه بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. ورغم عدم تحديد روبيو خطة جديدة، فإن هناك مؤشرات على أن الإدارة الأميركية قد تضغط بشكل متزايد من أجل تحقيق الهدنة الإنسانية، مع ربط ذلك بإيصال المساعدات للمحتاجين.

التدخل السعودي

تصاعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات واشنطن بعد التدخل السعودي، حيث طلب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من الرئيس دونالد ترامب التدخل لوقف النزاع. ووفقًا لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض وأهميته في التعاون مع الأطراف المعنية لوقف الحرب.

تعكس تصريحات البرهان تحولًا في موقف الحكومة السودانية، التي كانت قد رفضت سابقًا مقترح الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر، وأكدت دول الرباعية التزامها بالعمل على تحقيق الحل السلمي.

جهود مستمرة لتحقيق السلام

من جانبه، صرح مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، بأن القوات ترحب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة. كما أبدى استعدادهم للتعاون مع أي جهود أو تسويات تهدف إلى إحلال السلام في السودان.

وفي تصريحات دبلوماسية، أشار دبلوماسي سوداني سابق إلى أن الإدارة الأميركية نادرًا ما تحدد سقفًا زمنيًا لأي ملف إلا بعد حصولها على مؤشرات واضحة، مع إمكانية نجاحها في الحصول على موافقة نهائية للطرفين بالنسبة للهدنة الإنسانية.

تحركات إماراتية ودولية

ظل التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار مطلبًا يشغل بال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، الذي رحب بتصريحات روبيو حول ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سودانيين. وأكد الشيخ عبد الله أن استقرار المنطقة يتطلب تحقيق هدنة إنسانية عاجلة تسهل تقديم الدعم للمدنيين.

في جانب آخر، يتوجه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك لعقد اجتماعات مع الأمين العام للأمم المتحدة ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. تأتي هذه الزيارة في ظل المعارك المستمرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في جنوب كردفان، مما يزيد من المخاوف من وقوع فظائع جديدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك