هبطت طائرات عسكرية تابعة لـ”الجيش المصري” في مطار مقديشو بالصومال اليوم، حاملة معدات عسكرية وضباطًا مكلفين بمراقبة مراكز القيادة العسكرية في منطقة هيران الصومالية، الواقعة على طول الحدود مع إثيوبيا.
وفقًا لمصادر إعلامية دولية، يخطط الجيش المصري لنشر 10,000 مقاتل في مناطق جنوب غرب الصومال وهيرشابيل وجالمودوج، من بين هؤلاء الجنود سينضم 5,000 مقاتل إلى قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال، بينما سيعمل 5,000 جندي آخرون بشكل مستقل عن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي.
لحظة وصول الجيش المصري
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وإثيوبيا، تُظهر هبوط الطائرات العسكرية المصرية في مطار مقديشو محملة بالمعدات العسكرية.
وأكد ناشرو مقاطع الفيديو أن هذه الطائرات تُقل ضباطًا مكلفين بمراقبة العمليات العسكرية في هيران.
في السياق نفسه، ذكر موقع “Garowe Online” الصومالي أن مصر أرسلت طائرتين من طراز C-130 محملتين بالقوات إلى الصومال.
تعاون عسكري بين مصر والصومال
ويأتي ذلك في إطار تعزيز التعاون العسكري والدبلوماسي بين مصر والصومال، وفقا لم تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة، هذه الزيارة التي شهدت توقيع بروتوكول عسكري بين الجانبين بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
التعاون العسكري بين مصر والصومال جاء بعد زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة، حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وخلال هذه الزيارة تم التوقيع على بروتوكول عسكري بين البلدين بهدف تعزيز التعاون الدفاعي والأمني.
هذا البروتوكول يشمل تبادل المعلومات والتنسيق العسكري بين القوات المسلحة المصرية والصومالية، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي والتدريبي من مصر للصومال.
توقيع هذا البروتوكول أثار تساؤلات حول تأثيره على الوضع في مقديشو، خاصة في ظل الصراعات القائمة في منطقة القرن الإفريقي.
تساؤلات عديدة طرحت حول مدى قدرة هذا التعاون العسكري على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في وقت تشهد فيه مناطق عديدة في الصومال اضطرابات أمنية.
لحماية السيادة الصومالية
وتُعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الصومالي إلى مصر هي الثانية خلال هذا العام، حيث أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مجددًا، دعم مصر الكامل لسيادة الصومال ووحدته، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على استقرار منطقة القرن الإفريقي.
ويأتي الدعم المصري في ظل تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا بعدما وقعت الأخيرة اتفاقًا مع إقليم أرض الصومال لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية هناك، وهو الأمر الذي لاقى اعتراضات من مصر، حيث تعتبر هذه الخطوة تهديدًا لاستقرار المنطقة ووحدة الأراضي الصومالية.
وفي إطار السعي لتحقيق السلام في الصومال، عرضت مصر وجيبوتي المشاركة في قوة سلام إفريقية جديدة من المتوقع أن تبدأ مهامها في مطلع العام المقبل، هذا العرض جاء بعد قرار الحكومة الصومالية بعدم تمديد مهمة بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية، التي تتضمن قوات من إثيوبيا، مما يفتح الباب أمام تشكيل قوة جديدة تهدف إلى دعم الاستقرار في البلاد.
اثيوبيا تهدد السلام الإقليمي
ويشكل النزاع بين إثيوبيا والصومال تهديدًا متزايدًا بتصعيد عسكري إقليمي قد يؤثر بشكل خطير على أمن المنطقة واستقرار الملاحة في البحر الأحمر، خاصة وأن هذه المنطقة تعيش حالة من التوتر المستمر.
حيث تعود جذور الصراع بين الدولتين إلى عقود مضت، عندما ضم الاحتلال البريطاني منطقة أوغادين الصومالية إلى إثيوبيا، مما أشعل نزاعًا طويل الأمد بين الطرفين.
أرض الصومال الانفصالي “صومالي لاند”
واليوم، يتفاقم الصراع بسبب رغبة إثيوبيا في تأمين منفذ بحري لها من خلال إنشاء قاعدة في أرض الصومال، بعد إعلانها عن توقيع اتفاقية مع إقليم أرض الصومال الانفصالي “صومالي لاند” -الذي لا يحظى باعتراف دولي- لاستخدام جزء من سواحله المطلة على البحر الأحمر كقاعدة عسكرية بحرية ومنفذ ساحلي لإثيوبيا، وهي خطوة أثارت قلقًا إقليميًا ودوليًا، وهو ما أشرنا إليه في تقرير سابق بعنوان: الصوماليلاند وإثيوبيا.. من لا يملك يعطي من لا يستحق.
يحيث ُنظر إلى هذا التحرك من قبل أديس أبابا على أنه انتهاك للسيادة الصومالية وخرق للقوانين الدولية، فضلاً عن كونه محاولة لإثارة النزاعات وزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
في هذا السياق، تدخلت مصر لدعم الحكومة الصومالية في مقديشو عبر توقيع بروتوكول تعاون عسكري، يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للصومال ومواجهة التحديات الأمنية الناجمة عن التحركات الإثيوبية، وهو ما أشرنا إليه أيضا في تقرير مُفصل بعنوان: هل تستعد مصر للتدخل عسكرياً لوقف الصراع الدموي بين إثيوبيا والصومال؟