تتصاعد حدة التوتر في قطاع غزة مع تجدد الاشتباكات وتصاعد الغارات الإسرائيلية، ما يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش. يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها مصر بالتنسيق مع قطر وتركيا والولايات المتحدة، سعيًا لتثبيت التهدئة واستئناف مفاوضات المرحلة الثانية.
تصعيد عسكري مفاجئ
شهدت الهدنة في غزة انتكاسة خطيرة، حيث أفادت مصادر طبية بمقتل 21 فلسطينيًا على الأقل جراء غارات إسرائيلية مكثفة. الجيش الإسرائيلي زعم أن هذه الضربات تأتي ردًا على هجوم شنته حركة حماس، معلنًا عن تصفية خمسة من كوادرها.
وتشهد المنطقة تصعيدًا متزايدًا منذ أيام، حيث تتهم إسرائيل حركة حماس بخرق اتفاق الهدنة الذي بدأ في 10 أكتوبر الماضي.
تحركات دبلوماسية عاجلة
في ظل هذه التطورات، وصل وفد رفيع المستوى من حركة حماس إلى القاهرة، استجابة لدعوة مصرية. يهدف الوفد، بقيادة خليل الحية، إلى بحث “الخروقات المتكررة” من قبل إسرائيل وتأمين وقف دائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة ترتيبات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وتأتي هذه الزيارة بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن فيها عن مقتل خمسة من كبار قادة حماس، زاعمًا أن ذلك جاء ردًا على محاولة الحركة مهاجمة جنود إسرائيليين.
اتهامات متبادلة
اتهم القيادي في حماس، عزت الرشق، إسرائيل باختلاق الذرائع لتقويض الاتفاق والعودة إلى القتال. وطالب الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل للكشف عن هوية المسلح الذي تدعي الحركة أنها أرسلته.
كما نفى الرشق صحة التقارير الإسرائيلية التي تزعم إبلاغ حماس للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بانتهاء الاتفاق، مؤكدًا على مطالبة الوسطاء بالتدخل لإلزام إسرائيل بتنفيذ بنوده.
جهود مصرية مكثفة
يؤكد خبراء ومحللون أن التحركات الحالية تهدف إلى إنقاذ الاتفاق والتوصل إلى تفاهمات عاجلة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي. ويتوقعون ضغوطًا أميركية على إسرائيل لتجنب انهيار الاتفاق.
ويرى الدكتور أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن لقاءات حماس في القاهرة تهدف إلى الحصول على ضمانات بتحركات أكبر من الوسطاء لوقف الخروقات الإسرائيلية، وإنقاذ الاتفاق قبل البدء في المرحلة الثانية.
تنسيق إقليمي ودولي
أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث تطورات الوضع في غزة.
وأكد عبد العاطي على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات، مشددًا على استمرار التنسيق الوثيق بين مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ بشكل كامل، بما في ذلك إدخال المساعدات الإنسانية وتحسين الأوضاع المعيشية في غزة.


