الثلاثاء 8 أبريل 2025
spot_img

وصول طائرة عسكرية أمريكية عملاقة إلى إسرائيل لدعم منظومة “ثاد”

هبطت طائرة نقل عسكرية أمريكية من طراز C-5M “سوبر غالاكسي” – وهي الأضخم في أسطول القوات الجوية الأمريكية – في قاعدة نيفاتيم الجوية بدولة الاحتلال الإسرائيلية أمس السبت، في مهمة لوجستية استثنائية وسط تصاعد التهديدات الصاروخية الإيرانية والحوثية.

تفاصيل المهمة اللوجستية

انطلقت الطائرة العملاقة من قاعدة رامشتاين الجوية الألمانية، وحلّقت مسافة 2900 كيلومتر لتصل إلى النقب، وفق بيانات موقع “فلايت رادار24”. يُرجّح أن تكون الشحنة تضمّنت قطع غيار أو صواريخ لمنظومة “ثاد” الدفاعية المنتشرة بالمنطقة، بعد استخدامها مؤخرًا في اعتراض صواريخ باليستية أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية.

تستطيع الطائرة ـ التي يبلغ طولها 75 مترًا – حمل حمولات تصل إلى 127 طنًا، مع إمكانية التحميل من الأمام والخلف. حيث تتمتع بمحركات “جي إي” F138 بقوة دفع تتجاوز 90,700 كجم، مما يؤهلها لنقل المعدات العسكرية الثقيلة بسرعة فائقة.

منظومة “ثاد” الدفاعية تحت المجهر

تُعتبر “ثاد” (THAAD) الذراع الأمامي للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، حيث تتمتع بقدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية في طبقة الغلاف الجوي العليا. تعتمد المنظومة – المصنّعة من قبل “لوكهيد مارتن” – على تقنية الاصطدام المباشر بدون مواد متفجرة، بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت.

تحتوي كل بطارية على 6 منصات إطلاق متنقلة و48 صاروخًا اعتراضيًا، بدعم من رادار “AN/TPY-2” الذي يكشف التهديدات على بعد 1600 كم. تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد 12 مليون دولار، وفق تصريحات سابقة لوزارة الدفاع الأمريكية.

السياق الأمني الإقليمي

تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة هجمات صاروخية إيرانية وحوثية استهدفت قاعدة نيفاتيم خلال 2024، حيث سجّلت الأقمار الاصطناعية أكثر من 30 إصابة مباشرة في أكتوبر الماضي. ساهم نظام “السهم” الإسرائيلي و”ثاد” الأمريكي في تقليل الأضرار، وفق تحليلات مختبرات دولية.

تشير مصادر استخباراتية إلى تصاعد التهديدات من الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، مع تطور برامج صواريخ إيرانية مثل “فاتح-1” التي تدعي طهران قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الغربية.

تعاون عسكري متجذّر

يعود التعاون الدفاعي الأمريكي الإسرائيلي في مجال الصواريخ إلى 2019، عندما أجرى الجيشان تدريبات مشتركة على نشر منظومة “ثاد” سريعًا. تمّ نقل مكونات المنظومة آنذاك عبر طائرات C-17 من تكساس إلى النقب، في إطار استراتيجية “الانتشار السريع”.

تشابه هذه المهمة عمليات سابقة لنشر “ثاد” في كوريا الجنوبية 2017 والإمارات 2022، لكن باختلاف نوعي في حجم الشحنة وقدرات النقل الجوي الاستراتيجي التي توفرها الطائرة C-5M.

رغم عدم الإفصاح الرسمي عن محتوى الشحنة، تشير تحليلات عسكرية إلى احتمال نقل مكونات رادارية متطورة أو أجهزة استشعار جديدة، إلى جانب صواريخ اعتراضية بديلة عن تلك المُستخدمة في اعتراض هجوم 27 ديسمبر 2024.

موازين القوى الدفاعية عالميًا

تُظهر مقارنة مع أنظمة الدول الأخرى تفوّقًا أمريكيًا في مجال النقل الجوي الاستراتيجي:
– الطائرة الروسية أن-124 تحمل 150 طنًا لكنها تفتقد لتزويد الوقود جويًا
– الصينية Y-20 تبلغ سعتها 60 طنًا فقط

وتعمل أمريكا على دعم وحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي في ظل عدوانه على غزة، في ظلّ تحذيرات استخباراتية من تصعيد إقليمي محتمل خلال الأشهر المقبلة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك