في حادثة هزت جنوب لبنان صباح الاثنين، أعلن “حزب الله” عن اغتيال أحد قادته البارزين بغارة نفذها الاحتلال استهدفت سيارته في قضاء بنت جبيل بجنوب البنان، القائد الذي فقد حياته هو وسام طويل، والذي يلقب بـ “الحاج جواد”، شغل منصب نائب قائد قوة “الرضوان”، وهو أحد الشخصيات الرئيسية في الهيكل العسكري لـ”حزب الله”.
كيف تمت عملية الاغتيال؟
وفقًا للمصادر الأمنية، فإن الغارة الإسـ ـرائيـ ـلية استهدفت سيارته من نوع “رابيد” بصاروخ موجه أثناء قيادتها على طريق محلة الدبشة ببلدة خربة سلم، وتسبب الغارة في وقوع إصابات وجنوح السيارة إلى جانب الطريق واحتراقها.
في بيان رسمي، أكد “حزب الله” استشهاد القائد وسام حسن طويل، نائب قائد قوة “الرضوان”، وعبر البيان عن الفخر والاعتزاز بتضحياته كقائد ومجاهد في صفوف المقاومة، ولأنه استشهد على طريق القدس.
ما هي قوة الرضوان
يُذكر أن “قوة الرضوان” تُعد وحدة قوات النخبة في “حزب الله“، ومن مهامها المعلنة التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
وقالت إســ ــر ائيل أن هذه الوحدة “قوة الرضوان” شاركت في المواجهات المتصاعدة على الحدود اللبنانية منذ السابع من أكتوبر.. وهي قوة مدرّبة على القتال في الظروف القاسية والمناطق الوعرة، وتقوم بمهام تعتبر حساسة، حيث يُخضع مقاتلوها لتدريبات مكثفة داخل وخارج لبنان، ويتلقون تدريباً على استخدام مختلف أنواع الأسلحة، حتى تلك التي لا تستخدمها باقي وحدات “حزب الله”، ويُقدر عدد المقاتلين في هذه الوحدة بحوالى 2500 مقاتل.
من هو وسام طويل؟.. ومسيرته داخل حزب الله
وكشف حزب الله، عن تفاصيل ومسيرة حياة القيادي الراحل وسام طويل، والذي يُعرف باسمه العسكري “الحاج جواد”، حيث قال الإعلام الحربي لحزب الله، إنه ولد في 20 سبتمبر عام 1975 في بلدة خربة سلم بجنوب لبنان، وانضم إلى صفوف “حزب الله” في عام 1989، وهو متزوج ولديه 4 أبناء.
خضع وسام حسن طويل للعديد من الدورات العسكرية وتدرج في مراحل التدريب العسكري إلى أن بلغ أعلى مستوياته، وأشار “حزب الله” إلى أنه ساهم بشكل كبير وفعال في بناء وتطوير الجهاز التدريبي في الحزب، وشارك في العديد من العمليات، خاصة العمليات ذات الطابع النوعي، قبل تحرير الجنوب اللبناني في العام 2000.
وتسلم وسام طويل، مهمة الاستطلاع في محور إقليم التفاح بعد العدوان الإسر ائـ ــيلي على لبنان في إبريل 1996، وبعدها تولى نيابة مسؤولية المحور ذاته.
أُصيب بجروح بالغة في رقبته أثناء مشاركته في عملية “سجد” النوعية ضد الجيش الإسـ ـرا ئيلي في عام 1999، وشارك أيضا في العمليات النوعية التي استهدفت مواقع العدو في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بعد تحرير الجنوب في عام 2000، كمت شارك بنجاح في عملية أسر الجنود الإسر ائــ ـيليين في جنوب لبنان عام 2006، وكذلك في حرب تموز.
علاقته بحسن نصر الله وقاسم سليماني
كان لـ”وسام طويل” بصمة كبيرة في ميادين سوريا والعراق، وكان من أبرز مرافقي قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، بالإضافة إلى مرافقته عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، وذكرت مصادر أنه شقيق الزوجة الثالثة لزعيم التنظيم حسن نصرالله، أمين عام حزب الله.
وأوضحت مصادر أنّ وسام حسن طويل هو شقيق الشهيد القائد فادي حسن طويل الذي انضم إلى صفوف المقاومة الإسلامية عام 1982 وشارك في عدة مهام جهادية، استشهد على إثرها عام 1987 خلال عملية بدر الكبرى.
وأشار الإعلام الحربي في “حزب الله”، إلى أن “طويل” رافق العديد من الشهداء والقادة في المقاومة الإسلامية، مثل الحاج رضوان، عماد مغنية، السيد ذو الفقار، الحاج أبو محمد الإقليم، الحاج أبو عيسى الإقليم، الحاج حاتم حمادة، الحاج علاء البوسنة، الحاج خالد بزي، الحاج محمد سرور، وغيرهم.. ومع بداية الحرب على سوريا، كان وسام طويل من أوائل الملتحقين في صفوف قوات حزب الله المشاركة في المعارك السورية بجانب قوات الجيش السوري، وضد التنظيمات الإرهابية.
وبحسب “حزب الله”، فإنه منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، قاد الراحل وسام طويل العديد من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع جيش العدو عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وتعزيزًا لمقاومته الباسلة والشريفة.
لقطات لوصيته وتدريباته
وبث “حزب الله” اللبناني مقاطع فيديو تسلط الضوء على مسيرة القيادي الراحل وسام طويل، حيث تظهر اللقطات “وسام طويل” خلال مسيرته داخل الحزب، ومع قادة عسكريين رفيعي المستوى داخل التنظيم سبق أن استهدفتهم إسرائيل في أحداث سابقة، بما في ذلك عماد مغنية ومصطفى بدر الدين.
ويُظهر الفيديو لقطات قديمة لـ”طويل” يتحدث فيها عن وصيته، ويظهر أيضا عرضا لتدريبات عسكرية شارك فيها القيادي الراحل، حيث كان يظهر بجوار عماد مغنية وعناصر أخرى.
ويتضمن الفيديو مشاهد لطويل خلال معارك الجرود ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى الحدود اللبنانية الشمالية الشرقية، إضافة إلى لقطات له إلى جانب مصطفى بدر الدين خلال هذه المعارك، وأثناء إلقاء إحدى المحاضرات.
لماذا اغتالت إسرائيل وسام الطويل؟
ويأتي استهداف القيادي في حزب الله وسام طويل، عقب عملية قصف نفذها حزب الله يوم السبت، استهدفت قاعدة المراقبة الجوية “ميرون”، والتي ألحقت أضرارًا بالقاعدة، وفقًا لاعتراف جيش الاحتلال، حيث وصف الحزب هذا الهجوم بأنه جاء في إطار رد أولي على اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي اغتيل أيضا في ضربة جوية نفذها الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وردًا على اغتيال القائد وسام طويل، نفذ “حزب الله” سلسلة من العمليات ضد مواقع عسكرية للمحتل وتجمعات للجنود عبر الحدود، حيث أفاد المحتل بإصابة شخصين، أحدهما جندي، جراء الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان يوم الاثنين.