الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

وساطة توغو تهدف لإنهاء أزمة شرق الكونغو

تشهد محادثات السلام في شرق الكونغو الديمقراطية تطوراً جديداً، حيث قام رئيس توغو، فور غناسينغبي، بزيارة كينشاسا كجزء من جهوده لوقف النزاع المتصاعد الذي بدأ في يناير الماضي. تأتي هذه الخطوة مع تزايد سيطرة المتمردين المدعومين من رواندا على مناطق استراتيجية في المنطقة.

جهود تسوية النزاع

تُعتبر زيارة غناسينغبي تجسيداً لجهود أفريقية سابقة وأخرى حالية من قطر، تهدف لإنهاء الصراع المستمر. وقد أشار خبراء لموقع «الشرق الأوسط» إلى أن هذه الخطوة قد تُمثل “دفعة جديدة” نحو تسوية الأزمة، رغم التحديات المتمثلة في “افتقار البلاد إلى هياكل ومؤسّسات ذات نفوذ تدعم فرص السلام والاستقرار”.

وفي سياق مستجدات الأزمة، أجرى غناسينغبي، الذي قاد الوساطة الأفريقية منذ 2022، لقاءً مع الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي في كينشاسا يوم الخميس. وركز اللقاء على تطورات جهود حل النزاع مع المتمردين، وذلك في إطار دوره كوسيط للاتحاد الأفريقي، كما أفادت الرئاسة الكونغولية ووسائل الإعلام الأفريقية.

مشاركة دولية فعالة

في سياق متصل، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفيًا مع تشيسيكيدي، ناقش خلاله الأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية. وأكد السيسي على “حرص مصر على دعم جميع المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية لهذه الأزمة، بما يُعيد الاستقرار للمنطقة”.

يُعتبر وصول غناسينغبي إلى كينشاسا خطوة حاسمة في محاولة إيجاد حل للأزمة المستمرة. ويرجع ذلك إلى علاقاته القوية مع القادة الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك الرئيس الرواندي بول كاغامي، مما قد يُفسح المجال لتحقيق تقدم في جهود السلام.

تصعيد النزاع

تجدد النزاع في شرق الكونغو منذ ثلاثة عقود بشكل ملحوظ في يناير الماضي، حيث شن المتمردون، الذين تقودهم عرقية “التوتسي” والمدعومون من رواندا، هجومًا واسع النطاق. وقد تقدمت هذه القوات نحو مدينة غوما، ثاني أكبر مدن شرق الكونغو، والتي تعتبر عاصمة إقليم شمال كيفو الغني بالموارد، وأيضاً نحو مدينة بوكافو، كبرى مدن شرق الكونغو وعاصمة إقليم جنوب كيفو.

وفقًا للخبير في الشؤون الأفريقية، عبد الناصر الحاج، فإن “الرئيس التوغولي يتمتع بقدرات تؤهله للوساطة بين طرفي الأزمة، لكنه سيواجه تحديات كبيرة بسبب تاريخ فشل الوساطات الأفريقية السابقة”.

الوضع معقد

الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، مدير “مركز دراسات شرق أفريقيا” في نيروبي، يرى أن أزمة الكونغو متشعبة مع وجود عدة لاعبين، ويعتبر أن دخول توغو كوسيط هو جزء من جهود مستمرة بدأت في قطر. وقد جاء ذلك بعد فشل محادثات سابقة في أنغولا بين حكومة الكونغو وحركة “إم23” لوقف إطلاق النار.

منذ عام 2021، جرت أكثر من عشرة اتفاقات لوقف إطلاق النار في شرق الكونغو، ولكن جميعها باءت بالفشل. وفي مطلع أبريل الحالي، شهدت الدوحة محادثات “سرية” بين المتمردين ومسؤولين من الكونغو، بينما تأجلت محادثات علنية بعد تلك الفترة.

الدور الأمريكي والموقف الرواندي

أشار المستشار الأميركي الأول للشؤون الأفريقية، ماساد بلس، ونائبة مساعد وزير الخارجية، كورينا ساندرز، إلى أن التدخل العسكري لرواندا في شرق الكونغو يُعتبر “غير مقبول” وسبباً رئيسياً لعدم الاستقرار، موضحين أن “جماعة (إم23) لم تكن لتصل إلى ما هي عليه اليوم دون الدعم الخارجي، وخاصة من رواندا”.

تعد حركة “إم23” واحدة من حوالي 100 جماعة مسلحة في شرق الكونغو، والتي تتنافس على النفوذ في منطقة غنية بالمعادن الثمينة. ويعتقد إبراهيم أن المحادثات المرتقبة في الدوحة ستساهم في جهود حل الأزمة، مستنداً إلى خبرة قطر في الوساطات.

التحديات المستقبلية

وفي ختام الأحاديث، أكد الحاج أن “المحادثات المرتقبة في الدوحة تحمل أملاً، بفضل الرصيد الذي تمتلكه الدوحة من خبرات في الوساطات”. لكنه حذر من أن الوضع المعقد في الكونغو والافتقار إلى هياكل ومؤسسات واضحة قد يعوق تلك الجهود.

اقرأ أيضا

اخترنا لك