الأحد 21 سبتمبر 2025
spot_img

وزير ري مصري سابق: سد النهضة يهدد مصر والسودان

spot_img

وصف وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام الخطوات الأخيرة لإثيوبيا في تشغيل سد النهضة بأنها “مهزلة حقيقية” نظراً لسوء إدارة السد من الجانب الإثيوبي.

تحذيرات جديدة

وحذر وزير الري المصري الأسبق من أن عملية ملء السد بشكل كامل وتشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر تعرض السودان لمخاطر جسيمة، بينما تهدد مصر بتقلص حصتها من مياه النيل، خاصة مع توقعات الجفاف المنخفض اعتبارًا من العام المقبل.

وفي مداخلة هاتفية لقناة محلية مصرية، اعتبر “علام” هذا التصرف “غير مسؤول”. وأشار إلى أن ملء المخزون المخصص للطوارئ من قبل إثيوبيا يمثل تهديداً مباشراً للسودان، ويعد “خطأ خطيراً” لأنه يجب استخدام المفيض فقط في حالة اقتراب السد من الانهيار، مما قد يؤدي إلى إهدار كميات هائلة من المياه.

تصنيف السعة التخزينية

وأوضح علام أن السعة التخزينية لسد النهضة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: مخزون حيوي لتوليد الكهرباء، مخزون للطوارئ لمواجهة الفيضانات العالية، ومخزون للمواد الرسوبية.

وأضاف أن استخدام إثيوبيا لمخزون الطوارئ يمثل تهديداً مباشراً للسودان، حيث قد يؤدي أي فيضان عالي إلى غمر الأراضي السودانية، نتيجة لعدم وجود مخزون احتياطي.

الوضع في مصر

أما بالنسبة لمصر، فقد أكد علام أن الوضع مختلف من حيث المخاطر الفورية، لكنه أشار إلى أن التأثيرات السلبية ستظهر خلال فترات الجفاف الممتدة. كما أشار إلى قدرة مصر على استيعاب أي فيضانات قادمة عبر السد العالي، مما يمنحها وقتاً كافياً للتعامل مع المتغيرات.

واختتم علام قائلاً إن هذا يعكس “سياسة إثيوبيا في إدارة السد أحادياً دون تشاور مع دولتي المصب”، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.

سد النهضة: المشروع الضخم

يعد سد النهضة الإثيوبي، الذي بدأ بناؤه في 2011 على النيل الأزرق، أكبر مشروع هيدروكهربائي في إفريقيا بسعة تخزين تصل إلى 74 مليار متر مكعب، وقادر على توليد 5,150 ميغاواط من الكهرباء.

وتعتبر مصر أن سد النهضة يمثل تهديداً مباشراً، حيث تعتمد على النيل بنسبة 97% من احتياجاتها المائية، وهو ما يعادل حوالي 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وفقاً لاتفاقية 1959. كما يواجه السودان مخاطر الفيضانات والجفاف.

أزمة دبلوماسية مستمرة

وقد بدأ الملء الأول للسد في 2020 دون اتفاق، مما أثار أزمة دبلوماسية مع محادثات فاشلة بوساطة أمريكية-أفريقية في 2020-2021، تلاها رفض إثيوبيا لتقارير مكاتب الخبراء في 2023.

في 2025، أعلنت إثيوبيا عن الملء الرابع الكامل بحوالي 70 مليار متر مكعب، رغم احتجاجات مصرية وسودانية، مما أدى إلى تهديدات مصرية بـ”الدفاع عن حقوقها”، ودعماً دولياً متزايداً لمفاوضات جديدة.

تقديرات الخبراء

وتشير تقديرات الخبراء إلى أن سد النهضة قد يقلل حصة مصر بنسبة 20% خلال أوقات الجفاف، مما يهدد الزراعة والسكان، حيث يعتمد أكثر من 100 مليون مصري على النيل. وفقاً لتقارير البنك الدولي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك