في تصريح مفاجئ، نفى وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف بشكل قاطع التقارير التي تحدثت عن توقيع بلاده صفقة لشراء مقاتلات J-35A الشبحية المتطورة من الصين. وأكد أن الادعاءات حول قرب تسليم هذه الطائرات مجرد تكهنات إعلامية تهدف إلى تعزيز مبيعات الأسلحة الصينية.
نفي صفقة مقاتلات J-35A
أثارت تصريحات آصف، التي جاءت ردًا على أسئلة حول احتمال شراء 40 طائرة بحلول عام 2026، تساؤلات حول خطط تحديث الجيش الباكستاني، والديناميكيات الجيوسياسية الأوسع في جنوب آسيا، حيث تبقى التوترات مع الهند المجاورة خلفية ثابتة. يأتي هذا النفي وسط اهتمام متزايد بتوازن القوى الجوية في المنطقة، مع تزايد دور الصين كمورد عالمي للأسلحة، مما يثير تدقيقًا من واشنطن إلى نيودلهي.
رد رسمي باكستاني
تعد تصريحات آصف أول رد رسمي من المؤسسة الدفاعية الباكستانية على التقارير التي اكتسبت زخمًا في الأشهر الأخيرة، والتي تشير بعضها إلى أن عمليات التسليم يمكن أن تبدأ في وقت مبكر من أغسطس 2025. وزعمت هذه التقارير، التي ضخمتها وسائل التواصل الاجتماعي والمنافذ الإعلامية الدولية، أن باكستان ستكون أول مشتر أجنبي لطائرة J-35A، وهي مقاتلة شبح من الجيل الخامس طورتها شركة شنيانغ لصناعة الطائرات الصينية.
خصم صيني وشراكة استراتيجية
تضمنت التكهنات تأكيدات بتقديم الصين خصمًا بنسبة 50٪، مما يضع باكستان كشريك رئيسي في دفع بكين لتوسيع صادراتها الدفاعية. بالنسبة للجمهور الأمريكي، يثير هذا التطور تساؤلات حول المشهد العسكري المتغير في جنوب آسيا، وطموحات الصين في سوق الأسلحة العالمي، والآثار المترتبة على الاستقرار الإقليمي في منطقة حيوية للمصالح الاستراتيجية الأمريكية.
دقة وزير الدفاع الباكستاني
خلال المقابلة مع Arab News، كان خواجة آصف قاطعًا في رفض الصفقة التي أشيع عنها. وقال: “أعتقد أن هذا موجود فقط في وسائل الإعلام، كما تعلمون. إنه موجود فقط في وسائل الإعلام وهو جيد للمبيعات، مبيعات الدفاع الصينية”، مما يشير إلى أن التقارير كانت مدفوعة بمصالح تجارية وليست قائمة على حقائق.
تأثير التصريحات الباكستانية
كانت تصريحاته بمثابة دحض مباشر للادعاءات التي انتشرت على نطاق واسع، بما في ذلك التأكيدات بأن باكستان قد وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاقية لشراء 40 طائرة من طراز J-35A مجهزة بصواريخ PL-17 المتطورة جو-جو طويلة المدى. ويؤكد نفي آصف النهج الحذر الذي تتبعه باكستان في الإعلان عن خطط شراء الأسلحة، لا سيما في ظل التوترات المستمرة مع الهند في أعقاب الاشتباكات التي وقعت في وقت سابق من هذا العام على طول خط السيطرة في كشمير.
تأكيد عدم وجود اتفاق رسمي
تحمل تصريحات وزير الدفاع الباكستاني وزنًا باعتبارها أول توضيح رفيع المستوى بشأن هذه المسألة، مما يشير إلى عدم وجود اتفاق رسمي مع الصين بشأن J-35A. يأتي هذا بعد شهور من التكهنات التي تغذيها تقارير لم يتم التحقق منها، والتي تشير بعضها إلى أن الطيارين الباكستانيين قد بدأوا بالفعل التدريب في الصين لتشغيل الطائرة المتطورة.
تهدئة التوقعات الإقليمية
يشير رفض آصف لهذه الادعاءات إلى جهد متعمد لتهدئة التوقعات وتجنب تصعيد التوترات الإقليمية، لا سيما مع الهند، التي تراقب عن كثب مشتريات باكستان العسكرية. وبالنسبة للقراء الأمريكيين، تبرز تصريحات آصف تحديات التعامل مع المعلومات التي لم يتم التحقق منها في القطاع الدفاعي، حيث يمكن للشائعات أن تؤثر على تصورات التوازن الاستراتيجي.
بداية التكهنات حول J-35A
ظهرت الشائعات حول صفقة باكستان والصين J-35A لأول مرة في أواخر عام 2024، واكتسبت زخمًا بعد الظهور رفيع المستوى للطائرة في معرض تشوهاي الجوي في تشرين الثاني/نوفمبر. وذكرت قناة 24 نيوز إتش دي الباكستانية أن القوات الجوية الباكستانية وافقت على شراء 40 طائرة، ومن المتوقع أن يتم تسليمها في غضون عامين لتحل محل طائرات إف-16 الأمريكية القديمة ومقاتلات ميراج الفرنسية.
تبادل عسكري رفيع المستوى
زعمت منصات أخرى، بما في ذلك Defence Security Asia، أن الصين كانت تسرع عملية التسليم في وقت مبكر من أغسطس 2025، مشيرة إلى تبادلات دبلوماسية وعسكرية رفيعة المستوى بين إسلام أباد وبكين. علاوة على ذلك، ضخمت المنشورات على X التكهنات، حيث ادعى بعض المستخدمين أن الطيارين الباكستانيين كانوا يتدربون بالفعل على J-35A في الصين، على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي يدعم هذه التأكيدات.
مكاسب الصين الدفاعية
كما أشارت التقارير إلى أن الصين عرضت على باكستان خصمًا كبيرًا، وربما خفضت تكلفة الطائرات إلى النصف، كخطوة استراتيجية لتأمين باكستان كأول عميل تصدير لـ J-35A. ومثل هذه الصفقة علامة فارقة لصناعة الدفاع الصينية، التي كافحت للتنافس مع الشركات المصنعة الغربية في سوق الطائرات المقاتلة المتطورة.
التوترات الهندية الباكستانية
اكتسبت التكهنات زخمًا وسط تصاعد التوترات بين الهند وباكستان في أعقاب هجوم شنه مسلحون في كشمير التي تديرها الهند في نيسان/أبريل، مما أدى إلى مواجهة عسكرية وجيزة ولكنها مكثفة في الفترة من 7 إلى 10 مايو. وأشار المحللون إلى أن اندفاع الصين المزعوم لتزويد باكستان بمقاتلات متطورة كان ردًا على هذه الاشتباكات، بهدف تعزيز قدرات حليفها ضد القوات الجوية الهندية الحديثة.
ديناميكيات إقليمية متغيرة
يعكس الانتشار السريع لهذه الشائعات الطبيعة المتقلبة للتقارير الدفاعية، حيث يمكن للادعاءات التي لم يتم التحقق منها أن تشكل بسرعة روايات حول ديناميكيات القوة الإقليمية. وبالنسبة للجمهور الأمريكي، يؤكد هذا على أهمية تمييز الحقيقة عن التكهنات في منطقة لها تداعيات بعيدة المدى على الأمن العالمي.
قدرات J-35A القتالية
تعد Shenyang J-35A، محور الجدل، مقاتلة شبح من الجيل الخامس مصممة لتعزيز قدرات الصين في القتال الجوي والتنافس مع نظيراتها الغربية مثل U.S. F-35 Lightning II. تم تطوير J-35A بواسطة شركة شنيانغ لصناعة الطائرات، وهي شركة تابعة لشركة صناعة الطيران الصينية المملوكة للدولة، وهي نسخة برية من سلسلة J-35، وتختلف عن نظيرتها البحرية، المصممة لعمليات حاملات الطائرات.
تصميم J-35A
تتميز الطائرة، التي تم الكشف عنها علنًا في معرض تشوهاي الجوي، بتصميم أنيق يتجنب الرادار ويبلغ المقطع العرضي الراداري المبلغ عنه 0.001 متر مربع، أي ما يعادل F-35، مما يجعل من الصعب اكتشافها في سيناريوهات القتال. J-35A هي مقاتلة متعددة المهام ذات مقعد واحد ومحركين، ومحسّنة لتحقيق التفوق الجوي ومهام الضربات السطحية.
إمكانيات تكنولوجية متطورة
تتضمن إلكترونيات الطيران المتقدمة رادارًا نشطًا ممسوحًا ضوئيًا إلكترونيًا، مما يعزز اكتشاف الأهداف وتتبعها، ونظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء للاشتباك مع التهديدات دون الاعتماد على انبعاثات الرادار. الطائرة مجهزة بمداخل تفوق سرعة الصوت بدون محول لتحسين كفاءة المحرك ومظلة فقاعية قطعة واحدة لتحسين رؤية الطيار.
قدرات J-35A التسليحية
يمكنها حمل مجموعة من الأسلحة، بما في ذلك صاروخ PL-17 جو-جو طويل المدى، والذي يبلغ مداه أكثر من 200 ميل، مما يمنحها القدرة على الاشتباك مع الأهداف على مسافات كبيرة. إن حجم J-35A الأصغر مقارنة بمقاتلة الشبح الصينية الأخرى، J-20، يجعلها خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة لأسواق التصدير، مع متطلبات صيانة أبسط.
مقارنة J-35A بالمقاتلات الإقليمية
بالمقارنة مع المقاتلات الإقليمية الأخرى، ستمثل J-35A قفزة كبيرة للقوات الجوية الباكستانية، التي تشغل حاليًا مزيجًا من طائرات JF-17 Thunder الصينية وF-16 Fighting Falcon الأمريكية وطائرات Mirage الفرنسية القديمة. تفتقر القوات الجوية الهندية، المجهزة بمقاتلات رافال الفرنسية ومقاتلات سو-30 إم كيه آي الروسية، إلى منصة شبحية، مما يمنح باكستان ميزة محتملة إذا تم الحصول على J-35A.
رافال مقابل J-35A
تعد رافال، وهي مقاتلة من الجيل 4.5، قادرة للغاية برادار وأسلحة متطورة، لكن المقطع العرضي الراداري الأكبر يجعلها أكثر قابلية للاكتشاف من طائرة شبح من الجيل الخامس. وبالمثل، واجهت طائرة Su-57 الروسية، وهي مقاتلة أخرى من الجيل الخامس، تأخيرات في الإنتاج ونجاحًا محدودًا في التصدير، مما يجعل J-35A بديلاً قابلاً للتطبيق للدول التي تسعى إلى تكنولوجيا متقدمة بتكلفة أقل.
تحدي الهيمنة الأمريكية
بالنسبة للقراء الأمريكيين، يسلط ظهور J-35A الضوء على براعة الصين المتزايدة في تكنولوجيا الفضاء، مما يتحدى الهيمنة الأمريكية في سوق المقاتلات الشبحية. تشير قدرات الطائرة، على الرغم من عدم اختبارها في القتال، إلى أن الصين تعمل على تضييق الفجوة مع الشركات المصنعة الغربية، مما يثير مخاوف بشأن انتشار الأسلحة المتقدمة في مناطق متقلبة مثل جنوب آسيا.
تأثير التعاون الصيني الباكستاني
تعد علاقة باكستان الدفاعية مع الصين حجر الزاوية في استراتيجيتها العسكرية، مدفوعة بالمصالح المشتركة في مواجهة النفوذ الإقليمي للهند. كانت الصين أكبر مورد للأسلحة لباكستان، حيث تمثل 81٪ من وارداتها من الأسلحة في الفترة من 2020 إلى 2024، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
ممر الصين وباكستان الاقتصادي
تشمل الصفقات السابقة JF-17 Thunder، وهي مقاتلة خفيفة الوزن متعددة المهام تم تطويرها بالاشتراك بين البلدين، وJ-10C، وهي مقاتلة من الجيل 4.5 تم الحصول عليها في عام 2022 لمطابقة طائرات رافال الهندية. وقد عززت هذه المشتريات القوات الجوية الباكستانية، لكن احتمال وجود مقاتلة شبح من الجيل الخامس مثل J-35A سيغير التوازن الإقليمي بشكل كبير، لا سيما بالنظر إلى افتقار الهند إلى تكنولوجيا مماثلة حتى يتم تشغيل طائراتها القتالية المتوسطة المتقدمة، والمقرر لها عام 2035.
تزايد التنافس الإقليمي
تعد العلاقات بين الهند وباكستان، التي تميزت بثلاث حروب كبرى ونزاعات مستمرة حول كشمير، إضافة إلى إلحاح الجدل حول التحديث العسكري الباكستاني. وشهدت اشتباكات أيار/مايو، التي اندلعت بسبب هجوم شنه مسلحون في باهالجام، قيام طائرات J-10C الباكستانية بالإبلاغ عن تشويش مقاتلات رافال الهندية، مما يدل على التعقيد المتزايد للترسانة الباكستانية التي قدمتها الصين.
طموحات تصدير الأسلحة الصينية
تشير إشارة آصف إلى أن شائعات J-35A كانت عبارة عن تكتيك تسويقي إلى طموحات الصين الأوسع في سوق الأسلحة العالمي. تاريخيًا، كافحت بكين للتنافس مع الولايات المتحدة وروسيا في تصدير الطائرات المقاتلة المتطورة، حيث وجدت طائراتها J-10 وJF-17 مشترين بشكل أساسي بين الحلفاء المقربين مثل باكستان.
توسيع قاعدة العملاء
تمثل J-35A، كمنصة من الجيل الخامس، فرصة للصين لتحدي الهيمنة الغربية، خاصة في الأسواق التي تكون فيها التكلفة عاملاً مهمًا. إن التصدير الناجح إلى باكستان من شأنه أن يثبت صحة قدرات الطائرة ويجذب مشترين محتملين آخرين، مثل مصر أو الجزائر، وفقًا لما ذكرته بعض المنافذ.
تأثير الشائعات في السوق
لدى صناعة الدفاع الصينية سجل حافل في استخدام الإعلانات البارزة لإثارة الاهتمام، كما يتضح من تقديم J-10C إلى باكستان في عام 2022. قد يكون ظهور J-35A في تشوهاي، إلى جانب تقارير عن الاهتمام الباكستاني، قد تم تضخيمه لتعزيز صورة الصين كمورد موثوق به للتكنولوجيا المتطورة. ومع ذلك، يشير نفي آصف إلى أن مثل هذه التقارير ربما بالغت في تقدم الصفقة، ربما للضغط على مشترين آخرين أو الإشارة إلى القوة للمنافسين الإقليميين مثل الهند.
صمت الصين عن الصفقة
التزمت وزارة الدفاع الصينية وشركة شنيانغ لصناعة الطائرات الصمت بشأن شائعات J-35A، ولم تؤكد أو تنفي الاهتمام المزعوم لباكستان. هذا التحفظ هو سمة مميزة لنهج الصين في صادرات الدفاع، حيث غالبًا ما تتأخر التصريحات الرسمية حتى يتم الانتهاء من الصفقات. قد يعكس عدم التعليق المفاوضات الجارية، حيث أن نفي آصف لم يستبعد المناقشات المستقبلية، أو قرارًا استراتيجيًا لتجنب تصعيد التوترات مع الهند، التي تراقب عن كثب العلاقات العسكرية بين الصين وباكستان.
تفسيرات المحللين الدوليين
قدم المحللون الدوليون تفسيرات متنوعة لصمت الصين. يشير البعض إلى أن بكين حذرة بشأن الإعلان عن صفقة يمكن أن تثير الهند أو تجذب التدقيق من القوى الغربية. ويجادل آخرون بأن الصين قد تستخدم الشائعات لقياس اهتمام السوق دون الالتزام بجدول زمني محدد. يترك غياب التأكيد الرسمي مجالًا للتكهنات، مما يبقي J-35A في دائرة الضوء مع السماح للصين بالحفاظ على الغموض الاستراتيجي.
الآثار المستقبلية على باكستان
قد يخفف نفي آصف من التوقعات بصفقة J-35A الوشيكة، لكنه لا يستبعد اهتمام باكستان بتحديث قواتها الجوية. تواجه القوات الجوية الباكستانية، التي تعتمد على مزيج من الطائرات المقاتلة القديمة والمتوسطة، ضغوطًا لمواكبة مشتريات الهند، بما في ذلك طائرات رافال الإضافية وترقيات لأسطولها من طائرات سو-30 إم كيه آي. إن الحصول على J-35A في المستقبل، حتى لو تأخر، من شأنه أن يمنح باكستان ميزة كبيرة، مما قد يغير توازن القوى الجوية في جنوب آسيا لعقد من الزمن حتى ينضج برنامج المقاتلات الشبحية الهندي.
الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية
كما يسلط النفي الضوء على نهج باكستان الحذر في الإعلان عن خططها الدفاعية، على الأرجح لتجنب استفزاز الهند أو توتر العلاقات مع شركاء آخرين، مثل الولايات المتحدة، التي تزودها بطائرات F-16 ومعدات أخرى. بالنسبة للصين، تؤكد هذه الحلقة تحديات اقتحام سوق المقاتلات المتطورة، حيث تلعب الموثوقية والتكلفة والاعتبارات السياسية دورًا حاسمًا. إذا حصلت باكستان على J-35A، فسيمثل ذلك علامة فارقة لصناعة الدفاع الصينية، لكن تصريحات آصف تشير إلى أن مثل هذه الصفقة لا تزال بعيدة عن اليقين.