الثلاثاء 9 سبتمبر 2025
spot_img

واشنطن لم تتحرك لإغاثة متضرري زلزال أفغانستان المدمر

spot_img

بعد مرور أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب أفغانستان وأودى بحياة أكثر من 2200 شخص، وتسبب في تشريد عشرات الآلاف، تترقب الأوساط الدولية موقف الولايات المتحدة من تقديم مساعدات طارئة، وسط تساؤلات حول إمكانية تدخل واشنطن لتقديم العون المنقذ.

ترقب المساعدات

تأتي هذه التساؤلات في ظل عدم اتخاذ الولايات المتحدة أي خطوة عملية نحو السماح بتقديم مساعدات طارئة، مما يثير القلق بشأن مصير المتضررين وحجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها أفغانستان.

يشير هذا التردد إلى تحول في السياسة الأميركية تجاه أفغانستان، خاصة بعد قرار إدارة الرئيس ترامب بوقف معظم المساعدات للبلاد، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور أصلاً.

تخفيض المساعدات

يعكس عدم استجابة واشنطن لأحد أسوأ الزلازل في أفغانستان منذ سنوات التوجه نحو تقليص دورها في جهود الإغاثة العالمية، وهو ما تجسد في تخفيضات كبيرة للمساعدات الخارجية وإغلاق وكالة المساعدات الخارجية الأميركية الرئيسية.

يذكر أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أُغلقت رسمياً، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة الفعالة للكوارث الإنسانية حول العالم.

تعازي واشنطن

اكتفت وزارة الخارجية الأميركية بتقديم “تعازيها الحارة” لأفغانستان في منشور على موقع “إكس”، دون الإعلان عن أي مبادرات ملموسة لتقديم المساعدة للمتضررين.

يشير مسؤولون سابقون في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى أنه حتى يوم الجمعة، لم توافق وزارة الخارجية على إعلان حالة الحاجة الإنسانية، وهي الخطوة الأولى في التصريح بالإغاثة الطارئة، والتي عادة ما تصدر خلال 24 ساعة من وقوع كارثة كبرى.

توصيات المساعدات

تفيد المصادر بأن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية نظروا في توصيات بتقديم مساعدات لمواجهة الكارثة، وأن البيت الأبيض ناقش الأمر، لكنه قرر عدم التراجع عن سياسة وقف المساعدات لكابل.

ورداً على سؤال حول إمكانية تقديم مساعدات طارئة لأفغانستان، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية بأنه “ليس لدينا ما نعلنه في الوقت الحالي”، وهو ما يثير المزيد من التساؤلات حول مستقبل المساعدات الأميركية للبلاد.

واشنطن و”طالبان”

كانت واشنطن حتى وقت قريب أكبر مانح للمساعدات لأفغانستان، التي خاضت فيها حرباً استمرت 20 عاماً، قبل أن تنسحب بشكل فوضوي وتسيطر حركة “طالبان” على كابل في عام 2021.

في نيسان الماضي، أوقفت إدارة ترامب جميع مساعداتها لأفغانستان تقريباً، والتي بلغت 562 مليون دولار، بسبب تقرير يفيد بأن المنظمات الإنسانية دفعت ضرائب ورسوم لـ “طالبان”.

موقف ترامب الثابت

أكد مسؤول في البيت الأبيض أن “الرئيس ترامب ثابت على موقفه بشأن ضمان عدم وصول المساعدات إلى أيدي نظام “طالبان”، الذي يواصل احتجاز مواطنين أميركيين بشكل غير مشروع”.

في المقابل، أكد ستيفن رودريغيز ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان أن الزلزال تسبب في تدمير البنية التحتية وسبل العيش الأساسية، وأن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات.

مساعدات دولية

تلقت أفغانستان تبرعات من بريطانيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند وباكستان وإيران وتركيا ودول أخرى، لكن الحاجة لا تزال أكبر بكثير، وفقاً لمسؤولين في الأمم المتحدة.

في غضون ذلك، ضرب زلزال آخر أفغانستان، مما يزيد من معاناة السكان المتضررين، حيث بلغت قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر، وشعر به سكان العاصمة كابل.

الوضع الإنساني

تواجه أفغانستان وضعاً إنسانياً صعباً، حيث تسببت الزلازل المتكررة في الأيام الأخيرة في خسائر فادحة في الأرواح وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية.

بلغت حصيلة الضحايا نحو 2200 قتيل وأكثر من 3600 جريح، وفقاً لحركة “طالبان” و”الهلال الأحمر” الأفغاني، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لتقديم المساعدة للمتضررين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك