الأحد 1 يونيو 2025
spot_img

واشنطن تنشر منظومة NMESIS العسكرية قرب تايوان

هبطت طائرة نقل من طراز C-130 تابعة لسلاح الجو الأميركي في مطار جزيرة “باتان” شمال الفلبين، في نهاية الشهر الماضي، لتسليم وحدات منظومة دفاع صاروخي متطورة، ما يعكس جهود الولايات المتحدة لتعزيز تفوقها العسكري في مواجهة القوى العظمى بمنطقة المحيط الهادئ.

نقل الوحدة الاستراتيجية

وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن قوات مشاة البحرية الأميركية أرسلت “نظام اعتراض السفن الاستكشافية” المعروف باسم (NMESIS)، وهو عبارة عن قاذفة صواريخ مضادة للسفن في شاحنة يتم التحكم فيها عن بعد، إلى جزيرة باتان، التي تبعد 120 ميلاً (حوالي 193 كم) عن تايوان.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل “اختباراً رئيسياً” لقوات مشاة البحرية خلال عملية إعادة تنظيم تهدف إلى تشكيل قوة استجابة سريعة في حال اندلاع صراع مع الصين في الممرات المائية الإستراتيجية، وسط تصاعد التوترات بين الجانبين.

ورجحت التوترات المحتملة حول تايوان، التي تعد ديمقراطية وتطالب بكين بالسيادة عليها، وكذلك حول ممرات الشحن المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، استوجبت تدخل الولايات المتحدة في هذا الصراع المتصاعد.

استراتيجية مقاومة النفوذ الصيني

ونوهت الصحيفة إلى أن الصين قد أنشأت أكبر أسطول بحري في العالم خلال سنوات الوجود الأميركي في العراق وأفغانستان، حيث تسعى لتأمين مياه المحيط الهادئ. وتُعتبر منظومة “نميسيس” جزءاً من استراتيجية تهدف إلى إعاقة تقدم البحرية الصينية، مستفيدةً من الجغرافيا لتكبد السفن الحربية الصينية تكاليف مرتفعة.

وتستهدف القنابل البحرية النرويجية الصنع التي تطلقها المنظومة سفن العدو على مسافة تصل إلى 115 ميلاً (حوالي 185 كم) وتتبع أهدافًا متحركة بدقة. يستطيع مشاة البحرية الآن استخدام هذه الصواريخ من مواقع برية، مما يعزز من قدرتهم على التخفي والانتشار.

المركبات التي تحمل الصواريخ مُعدّة للعمل عن بعد، حيث يديرها مشغلون من مركبات دعم تُبقيهم بعيدًا عن أي نيران عدائية.

تحليل التهديدات الاستراتيجية

وأشار الكولونيل جون ليهان، قائد فوج مشاة البحرية الأميركية في هاواي، إلى أن وجود منظومة NMESIS في جزر المحيط الهادئ يُعقد عملية اتخاذ القرار للخصوم، حيث ينبغي عليهم دراسة التهديد الذي تشكله على أي سفينة قريبة.

وأكد ليهان: “عند إبقاء النظام في وضع ثابت على الأرض، يصبح من الصعب تحديد موقعه”. ويعتبر نظام “نميسيس” متفوقًا على أنظمة الصواريخ الأخرى، مثل HIMARS، الذي يواجه تحديات في استهداف أهداف بحرية متحركة.

ولفت أيضًا إلى أن نجاح نشر المنظومة يعد رسالة واضحة للخصوم المحتملين بأن قوات مشاة البحرية في حالة استعداد دائمة.

التأثير الاستراتيجي في المنطقة

رحب روميل أونج، نائب قائد سابق في البحرية الفلبينية، بوجود “نميسيس” في جزر غرب المحيط الهادئ، مشبّهًا ذلك بلعبة القذائف التي تعكس حالة من الارتباك والردع. ويُعتبر النظام الجديد جزءًا من تنويع قدرات القوة البحرية وتحسين جاهزيتها خلال النزاعات.

تعد الفلبين حليفة رئيسية للولايات المتحدة في آسيا، حيث وفرت الحكومة برئاسة فرديناند ماركوس الابن، الفرصة للجيش الأميركي للوصول إلى قاعدة عسكرية أكبر، مما يوفر الدعم اللوجستي والتقني اللازم.

مع غياب وجود قوات أميركية دائمة في الفلبين، فإن نقل القوات والمعدات إلى الجزر النائية يتطلب ترتيبات معقدة تحت تهديد استهداف العدو. وفي هذا السياق، أشار النقيب بنجامين دورسي من سرب النقل الجوي 39، إلى أهمية التخفي والسرعة في عملية النقل.

أوضح النقيب دورسي أن الهزة التي تشهدها القوة البحرية الأميركية تُظهر استعدادها لمواجهة أي تحديات، حيث تمثل “نظام NMESIS” عنصرًا حيويًا يتوجب على القوات تجهيزه كجزء أساسي من استراتيجيتها العسكرية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك