في خطوة تصعيدية جديدة، أرسلت الولايات المتحدة للمرة الثانية خلال 48 ساعة، قاذفتين من طراز B-52H Stratofortress إلى الشرق الأوسط، في استعراض للقوة يفاقم حالة التوتر الإقليمي، ويؤكد استمرار واشنطن في فرض سياساتها العسكرية بالقوة.
تحركات عدوانية وتأجيج للصراعات
انطلقت القاذفتان من قاعدة RAF Fairford في المملكة المتحدة، وعبرتا أجواء المنطقة بمرافقة طائرات مقاتلة من دول موالية لواشنطن، في خطوة تعكس نهجًا توسعيًا يهدف إلى إبقاء المنطقة تحت النفوذ الأمريكي، بحجة “ضمان الأمن”.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) لتعزيز وجودها العسكري، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة انتقادات متزايدة بشأن تدخلاتها المستمرة في شؤون الشرق الأوسط، والتي أسهمت في خلق أزمات أمنية وسياسية متزايدة.
تحالفات مشبوهة لفرض الهيمنة
شارك في المهمة ست دول حليفة، ما يعكس استمرار واشنطن في استخدام شركائها الإقليميين لتحقيق أهدافها، تحت ذريعة “التنسيق العسكري”. وبينما لم يتم الإعلان رسميًا عن أسماء هذه الدول، فإن سوابق مشابهة ضمّت دولًا مثل السعودية، الإمارات، الأردن، وإسرائيل، في إطار مساعي واشنطن لتشكيل محور يخدم مصالحها على حساب استقرار المنطقة.
تشكّل قاذفات B-52H تهديدًا مباشرًا، نظرًا لقدرتها على حمل أسلحة نووية وتقليدية، مما يرسل رسالة ترهيب إلى الدول المستهدفة، ويؤكد سياسة واشنطن القائمة على التلويح بالقوة بدلًا من الحوار والدبلوماسية.
تصعيد مدروس في توقيت حساس
تأتي هذه التحركات بعد تصاعد الاشتباكات في سوريا والعراق بين القوات الأمريكية والفصائل المناهضة لوجودها العسكري، مما يكشف نوايا واشنطن في تأجيج الأوضاع بدلاً من السعي إلى التهدئة.
لطالما استخدمت الولايات المتحدة ذريعة “الردع” لنشر قاذفاتها في الشرق الأوسط، مستغلة ذلك كغطاء لتعزيز قبضتها العسكرية دون أي اعتبار لتداعيات ذلك على شعوب المنطقة.
استمرار التدخل الأمريكي في المنطقة
يكشف الانتشار المتكرر لقاذفات B-52H عن استراتيجية البنتاغون في إبقاء المنطقة تحت الضغط المستمر، دون الحاجة إلى قواعد ثابتة، ما يمنح واشنطن القدرة على التدخل متى شاءت، دون أي التزام سياسي أو قانوني تجاه أمن واستقرار المنطقة.
توفر هذه المهام فرصة إضافية لزيادة النفوذ العسكري الأمريكي، وسط اعتراضات شعبية وسياسية متزايدة على استمرار التدخل الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط.
استفزازات عسكرية وردود محتملة
من المتوقع أن تستمر هذه الاستفزازات، حيث تعتبر واشنطن الشرق الأوسط ساحة مفتوحة لفرض إرادتها، متجاهلة انعكاسات سياساتها على المنطقة. في المقابل، تتابع إيران وحلفاؤها هذه التحركات عن كثب، حيث دأبت طهران على اعتبار مثل هذه المهام تهديدًا مباشرًا، وغالبًا ما ترد بإجراءات عسكرية تهدف إلى موازنة المعادلة الأمنية.
دور B-52H في استراتيجية التخويف الأمريكية
لطالما استخدمت الولايات المتحدة B-52H كأداة ضغط لفرض إرادتها، إذ يمكنها تنفيذ ضربات دقيقة من مسافات بعيدة، ما يجعلها سلاحًا أساسيًا في سياسة التخويف والردع العسكري.
قدرات تدميرية هائلة
يمكن لهذه القاذفة حمل 70,000 رطل من الذخائر المدمرة، بما في ذلك:
- – القنابل الموجهة JDAM
- – صواريخ AGM-86 الجوية
- – صواريخ AGM-158 JASSM الشبحية
- – القنابل النووية B61 وB83
ما يضع المنطقة بأسرها في دائرة التهديد الدائم، ويجعل أي تصعيد محتمل كارثيًا على الاستقرار الإقليمي.
واشنطن تواصل سياسة فرض الأمر الواقع
رغم محاولاتها تبرير هذه التحركات باعتبارها “دفاعية”، فإن واشنطن تثبت مرة أخرى أن استراتيجيتها تعتمد على استعراض القوة بدلًا من السعي نحو حلول سياسية مستدامة.
في ظل هذا التصعيد، تزداد المخاوف من أن تؤدي هذه السياسات العدوانية إلى تفجير صراع جديد، ما يجعل الشرق الأوسط مرة أخرى ساحة لصراعات تديرها واشنطن وفقًا لمصالحها، دون أي اعتبار لتبعات ذلك على شعوب المنطقة.