الثلاثاء 29 يوليو 2025
spot_img

واشنطن تستنزف ربع مخزون صواريخ “ثاد” في نزاع إسرائيل إيران

spot_img

أظهرت تقارير حديثة أن الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ “ثاد” الاعتراضية خلال النزاع الذي دار بين إسرائيل وإيران لمدة 12 يوماً في يونيو الماضي، حيث اعترضت القوات الأميركية مئات الصواريخ الباليستية التي أطلقتها طهران.

استنزاف حاد لمخزون “ثاد”

أكدت مصادر مطلعة لشبكة CNN، أن القوات الأميركية استخدمت ما بين 100 إلى 150 صاروخاً من طراز “ثاد” للتصدي لوابل الهجمات الإيرانية، ما يشكل ضغطاً كبيراً على مخزون الولايات المتحدة من هذه المنظومة الدفاعية.

وذكرت الشبكة أن المعدلات الحالية للاعتراض تفوق القدرات الإنتاجية لوزارة الدفاع الأميركية، التي تملك سبع بطاريات من منظومة “ثاد”، استخدمت اثنتين منها خلال النزاع في إسرائيل.

وحذرت مصادر من أن الاستخدام المكثف لصواريخ “ثاد” في فترة زمنية قصيرة، ساهم في إظهار نقاط ضعف في شبكة الدفاع الصاروخي الأميركية، وطرح تساؤلات حول مستوى الدعم الشعبي لعمليات الدفاع عن إسرائيل في ظل التوترات المستمرة.

مخاوف من العجز

وعلى صعيد متصل، أشار مسؤولون دفاعيون وخبراء إلى أن الاستنزاف السريع لمخزون “ثاد” أثار مخاوف بشأن الوضع الأمني الأميركي وقدرتها على تلبية الاحتياجات المستقبلية بسرعة. وقد أنتجت الولايات المتحدة العام الماضي 11 صاروخاً فقط من طراز “ثاد”، ويتوقع أن يتسلم الجيش 12 صاروخاً إضافياً في السنة المالية الحالية.

وفي هذا السياق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، كينجسلي ويلسون، أن الجيش “في أقوى حالاته” ويملك الإمكانيات اللازمة لتنفيذ أي مهمة. وأشارت إلى الضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، معتبرة أنها حققت أهدافاً استراتيجية رغم التقييمات التي تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني لم يتضرر بشكل حاد.

أثر الحرب على النظام الدفاعي

ومع ذلك، رفض مسؤول في وزارة الدفاع الإدلاء بمعلومات دقيقة حول مخزون “ثاد”، مشيراً إلى مخاوف متعلقة بأمن العمليات، لكنه أكد قدرة الوزارة على مواجهه أي تهديدات قائمة.

ورغم استخدام صواريخ “ثاد” بشكل مكثف، تمكنت بعض الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى أهدافها داخل إسرائيل، ما يثير القلق حول فاعلية أنظمة الدفاع.

عن منظومة “ثاد”

تعد “ثاد” منظومة متنقلة متقدمة تستطيع التعامل مع الصواريخ الباليستية بكفاءة، حيث تتكون كل بطارية من 95 جندياً، 6 قاذفات و48 صاروخاً اعترضياً، تُنتج من قبل شركة “لوكهيد مارتن”. وتبلغ تكلفة كل صاروخ نحو 12.7 مليون دولار.

وفي ظل التحديات المتزايدة، تخطط الولايات المتحدة لشراء 37 صاروخاً من طراز “ثاد” في العام المقبل، مع التركيز على تعزيز إنتاج الأسلحة الضرورية لتلبية الاحتياجات العسكرية المتزايدة.

تحذيرات من الخبراء

وحذر خبراء الدفاع من ضرورة زيادة وتيرة إنتاج صواريخ “ثاد” لمواجهة العجز الحالي. وأشاروا إلى أن هذا النقص يمكن أن يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على حماية حلفائها، مشيدين بالتزام واشنطن الدفاعي تجاه إسرائيل، لكنهم حذروا من إمكانية تزايد مشكلات الاعتراض مستقبلاً.

كما أكد ضابط متقاعد أن وزارة الدفاع تعمل على مراجعة مخزونات الذخائر الحيوية وتحسين القدرة الإنتاجية العاملة، في خطوة تأخرت كثيراً. وأصبحت المخاوف بشأن المخزون الاستراتيجي للصواريخ الاعتراضية تمثل تحدياً رئيسياً في ظل الوضع العالمي المتغير.

تمركز بطاريات “ثاد”

تنشط تسع بطاريات “ثاد” حول العالم، حيث يملك الجيش الأمريكي سبعاً منها، مع خطط لزيادة عدد البطاريات في الفترة المقبلة. ويُظهر التوزيع الجغرافي لهذه البطاريات، التي تشمل مواقع في أميركا وكوريا الجنوبية، التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها في المنطقة.

على الرغم من نجاح معظم الأنظمة الدفاعية في اعتراض الصواريخ، إلا أن تقييمات أخيرة أشارت إلى أن عدداً من الصواريخ الإيرانية نجح في تجاوز الدفاعات، مما أدى إلى أضرار كبيرة داخل الأراضي الإسرائيلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك