الجمعة 21 نوفمبر 2025
spot_img

هل يستطيع “الناتو” بناء جدار مضاد للمسيرات الروسية؟

spot_img

حذر خبراء من أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو الجهة الأنسب لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة الروسية لقارة أوروبا، وليس الاتحاد الأوروبي. هذا التحذير جاء بعد اقتحام ما يصل إلى 20 طائرة مسيرة روسية المجال الجوي لبولندا في 9 سبتمبر الماضي، مما دفع الحلفاء الأوروبيين إلى العمل على تعزيز دفاعاتهم الجوية.

ردود فعل أوروبا

عقب هذا الانتهاك، أطلق الحلفاء في بولندا وإيطاليا وألمانيا عملية دفاعية شاملة، تضمنت استخدام طائرات الإنذار المبكر من نوع E-3A وF-16 البولندية وF-35 الهولندية، بالإضافة إلى طائرات تزويد الوقود البلجيكية من طراز A330 MRTT. تم الاستجابة لهذا التهديد من خلال إطلاق أكثر الدفاعات التكتيكية تطوراً.

في هذا السياق، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال خطابها السنوي عن حالة الاتحاد عن خطط لبناء “جدار أوروبي مضاد للطائرات”. ووصفت هذا التحرك بأنه ليس طموحاً مجرداً، بل أساس لضمان دفاع قوي.

التحديات الأوروبية

رغم هذه الخطط، يبدو أن هناك تراجعًا في قدرة الردع الأوروبية، خاصة بعد توغل طائرة مسيرة روسية أخرى فوق رومانيا. وكانت هذه الحادثة السبب وراء إغلاق عدة مطارات أوروبية بشكل مؤقت.

وفي السياق نفسه، شهدت بلجيكا هجمات بالطائرات المسيرة على قاعدة كلاين بروجل العسكرية، مما يزيد من الضغط على أوروبا لاتخاذ خطوات فعالة لمواجهة التهديدات الروسية.

جهود التصدي

تكمن المشكلة في أن العديد من قادة الاتحاد الأوروبي، خاصة من الدول الجنوبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، أبدوا قلقهم من مشروع “الجدار الأوروبي”. وقد عبرت دول مثل فرنسا وألمانيا عن معارضتها، نظراً لأن أفضل الدول المصنعة للطائرات المسيرة مثل تركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

تسعى الدول الأوروبية إلى التعاون من خلال الناتو، حيث يتعين تبني مزيج من الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية لمكافحة هذه الظاهرة الحديثة.

الفجوة التكنولوجية

تكشف المقارنات بين تكاليف الأسلحة الهجومية والدفاعية عن فجوة كبيرة، حيث تتراوح تكلفة إنتاج الطائرات المسيرة الروسية بين 10,000 دولار، بينما تصل تكاليف الاعتراض بمعدات الناتو إلى مئات الملايين من الدولارات.

رغم انخفاض تكلفة الطائرات الروسية، فإن روسيا وإيران قادرتان على إنتاج الآلاف منها شهريًا، مما يعزز من قدرتها على اختراق الدفاعات الغربية بسهولة نسبية.

نظام الدفاع الأوكراني

شدد على التعقيدات التي تواجهها الأنظمة الدفاعية بالقارة الأوروبية، حين يظهر نظام Sky Fortress الأوكراني كحل مبتكر لمواجهة الطائرات المسيرة. يستخدم هذا النظام مجموعة من أجهزة الاستشعار المتصلة لتعزيز فعاليتهم ضد الطائرات الروسية.

إن جهود أوكرانيا في الرد على هذه التهديدات تقدم نماذج يحتذى بها، حيث تظل فعالية النظام الأوكراني تتسم بالمرونة حتى مع التحسينات التي أجرتها روسيا.

الدروس المستفادة

تؤكد هذه الأحداث على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية والتعاون مع حلف الناتو لمواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة. لا يكفي الاعتماد على الدفاع فقط؛ يجب أن تتخذ أوروبا خطوات استباقية لضرب مواقع الإنتاج الروسية.

تسعى روسيا إلى زيادة إنتاجها من الطائرات المسيرة، مما يتطلب استجابة فعالة وسريعة من القوى الغربية لضمان أمن القارة.

موقف الناتو

بفضل القيادة العسكرية القوية في الناتو، يمكن للحلف تقديم استجابات سريعة تجاه التهديدات الروسية. رغم ذلك، ستبقى العمليات الدفاعية في الاتحاد الأوروبي معقدة وبيروقراطية دون وجود استراتيجية فعالة لتصدي هذه المشكلات.

ينبغي على الحلف أن يقود الجهود لمواجهة التهديدات الروسية بشكل أكثر فعالية، مستفيدًا من درس الصراعات الجارية لإرساء نظام أمني مستدام لأوروبا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك