الأحد 29 سبتمبر 2024
spot_img

منعا للتوغل الإثيوبي ودعم مقديشيو

هل تستعد مصر للتدخل عسكرياً لوقف الصراع الدموي بين إثيوبيا والصومال؟

إثيوبيا والصومال.. نزاع سياسي واقتصادي يثير المخاوف من تصعيد عسكري إقليمي جديد يهدد أمن المنطقة والملاحة في البحر الأحمر، تلك المنطقة التي تعيش فوق صفيح ساخن، الصراع الدامي بين الدولتين المتجاورتين بدأ منذ سنوات طويلة بضم الاحتلال البريطاني منطقة أوغادين الصومالية إلى إثيوبيا، وتصاعد الصراع اليوم بسبب رغبة إثيوبيا في إنشاء منفذ بحري لها على أرض الصوماليلاند، الأمر الذي دفع مصر إلى توقيع بروتوكول تعاون عسكري لدعم مقديشيو.

إثيوبيا والصومال.. تاريخ غير مُشرف

تسببت الحرب الأهلية الصومالية وغياب حكومة مركزية في البلاد في خلق حالة من الفوضى، مما دفع إثيوبيا إلى تنفيذ أول عملية عسكرية ضد الصومال في عام 1996، عندما قامت القوات الإثيوبية بمداهمة بلدة “بلانبال” الحدودية في الصومال، مبررة ذلك الهجوم بأنه جاء لمطاردة عناصر جماعة الاتحاد الإسلامي الذين كانوا يسعون لضم منطقة “أوغادين” في شرق إثيوبيا إلى الصومال.

وفي مايو 1999، احتلت القوات الإثيوبية بمساعدة فصيل صومالي موالٍ لها بلدة “لوق” في جنوب غرب الصومال، قرب الحدود مع إثيوبيا وكينيا.

وفي أواخر يونيو من نفس العام، شن جنود إثيوبيون، مدعومين بعربات مدرعة، هجومًا على إقليم “غاربهاي” الإداري في منطقة جدو، الذي كان تحت سيطرة الجبهة الوطنية الصومالية بقيادة حسين عيديد، وصرحت إثيوبيا آنذاك بأن الهدف من الهجوم هو طرد المتمردين الإثيوبيين المتمركزين في الصومال.

تدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا بعد توقيع الأخيرة مذكرة تفاهم مع أرض الصومال أو كما يطلق عليها الصوماليلاند، تسعى بموجبها أديس ابابا إلى استخدام أحد موانئ أرض الصومال، الأمر الذي أشعل التوتر مجددا مع الصومال واستدعاء إثيوبيا لسفيرها لدى الصومال.

هل الصوماليلاند معترف بها دوليا؟

أرض الصومال أو الصوماليلاند هي منطقة شبه صحراوية تقع على ساحل خليج عدن، وكانت تخضع للحماية البريطانية، قبل أن تحصل على استقلالها في عام 1960 وتندمج مع الصومال التي كانت محتلة أيضا من إيطاليا، لتكونا معا جمهورية الصومال.

وانفصلت أرض الصومال معلنة استقلالها عن جمهورية الصومال في عام 1991، عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي السابق سياد بري، وبالرغم من أن أرض الصومال غير معترف بها دوليا، إلا أنها تتمتع بنظام سياسي ولديها مؤسسات حكومية وقوة شرطة وعملة خاصة بها.

ما نعرفه عن أرض الصومال

تقدر مساحة أرض الصومال  بحوالي 177,000 كيلو متر مربع، وعاصمتها « هرغيسا»، ويبلغ عدد سكان أرض الصومال 5.7 مليون نسمة، وتعتبر اللغة الصومالية والعربية والإنجليزية من اللغات السائدة بأرض الصومال، ورغم أن أرض الصومال احتفلت في عام 2016 بمرور 25 عاما على إعلان استقلالها، إلا أنها لا تزال غير معترف بها دولياً.

استغلت اثيوبيا الخلاف داخل الأراضي الصومالية، وراحت توقع مذكرة تفاهم مع أرض الصومال – مطلع العام الجاري- بحيث تستخدم إثيوبيا بمقتضاها أحد موانئ أرض الصومال.

صحيح أن مذكرة التفاهم ما هي إلا “بيان نوايا”، وليست اتفاقا ملزما قانونيا، بحسب الخبراء العسكريين، لكن هذا الاتفاق أظهر مدى استعداد أرض الصومال لمنح إثيوبيا حق الوصول إلى البحر عبر  الأراضي الصومالية.

تفاصيل مذكرة التفاهم بالإضافة إلى رد فعل الصومال والدول العربية وعلى رأسها مصر، أشرنا لها في تقرير سابق بعنوان: “الصوماليلاند وإثيوبيا.. من لا يملك يعطي من لا يستحق“، حيث رفض الجميع هذا الاتفاق، وتعهدت القاهرة بدعم الصومال وحماية أمنه واستقراره.

 تعاون عسكري مصري لدعم الصومال

منذ أيام، وقعت كلا من القاهرة الصومال بروتوكول تعاون عسكري بين البلدين، خلال زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى مصر والتي التقى فيها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكد دعم مصر لوحدة وسيادة الصومال، ورفضها لأي تدخل خارجي في شؤونه، مشددا على أهمية العمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.

وحول أهداف هذا التعاون العسكري، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء سمير فرج، إن الهدف الرئيسي من هذا الاتفاق هو دعم مصر لمقديشو لتحقيق هدفين: الأول هو القضاء على الإرهاب المتمثل في منظمة الشباب المتطرفة، والهدف الثاني هو وقف التوغل الإثيوبي في الأراضي الصومالية بعد الاتفاق غير القانوني بين أديس أبابا وصومالي لاند.

من جهته، أشار الكاتب الصحفي عماد الدين حسين إلى أهمية زيارة الرئيس الصومالي لمصر، مؤكدًا أن لها تداعيات إيجابية تتجاوز البلدين لتشمل المصالح العربية عمومًا، وأوضح أن القاهرة تسعى لتعزيز استقرار ووحدة الصومال، في مواجهة محاولات إثيوبيا لزعزعة استقراره وتقسيمه.

اتفاق إثيوبيا مع أرض الصومال
موقع الصوماليلاند على الخريطة – أرشيفية

اقرأ أيضا

اخترنا لك