الإثنين 1 سبتمبر 2025
spot_img

هذا العام.. تدريس مادة الذكاء الاصطناعي “أون لاين”

spot_img

لطلاب الصف الأول الثانوي عن طريق اليابانيين أنفسهم

لأول مرة في تاريخ التعليم في مصر، سيقوم اليابانيون أنفسهم مع بداية العام الدراسي الجديد بتدريس مادة الذكاء الاصطناعي “أون لاين” لجميع طلاب الصف الأول الثانوي بشقيه، سواء طلاب الثانوي العام التقليدي أو من سيختارون نظام البكالوريا. وسيكون المقرر الذي سيتم تدريسه بالمدارس الثانوية المصرية الحكومية والخاصة معًا هو نفس المقرر الذي يتم تدريسه حاليًا بالمدارس اليابانية، وستكون امتحاناتها “أون لاين”، وسيكون اليابانيون أنفسهم هم من سيقومون بالتصحيح إلكترونيًا للطلاب المصريين. وسيحصل الطالب المصري في نهاية العام على شهادة رسمية معتمدة من الجانب الياباني كـ”مبرمج مبتدئ”، تتيح له العمل في هذا المجال كمبرمج بطريقة الذكاء الاصطناعي، وتساعده على التواصل مع الشركات العالمية المختلفة التي قد توفر له دخلًا شهريًا بالعملة الصعبة في حالة نجاحه في تطبيق ما درسه بشكل جيد. وسيؤدي هذا التطور الضخم في مسيرة التعليم المصري إلى تشجيع الطلاب بشكل أكبر على الالتحاق بالكليات العملية أكثر من الكليات النظرية.

هذا ما خصني به وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف في حواري معه اليوم في هذا الشأن، وأكد لي حصريًا أنه قد تم الاتفاق النهائي للبدء في تطبيق ذلك مع الجانب الياباني بدءًا من العام الدراسي الجديد، من خلال برنامج سيتم تدريسه للطلاب “أون لاين”، حيث سيستطيع طالب الصف الأول الثانوي في مصر، من خلال رقم سري سيحصل عليه، الدخول عن طريق التابلت المسلم له من جانب الوزارة، على الموقع الإلكتروني الخاص بتدريس هذه المادة. وسيتلقى عليه كل المعلومات والتدريبات والشرح والتوضيح والتفسير والتطبيق من خلال هذا الموقع، وسيتم عمل امتحانات مستمرة لتقييم الطلاب من خلاله، وامتحان نهائي لهم نهاية العام حتى يتمكن من يجتازه من الحصول على شهادة معتمدة من اليابان كمبرمج مبتدئ. سيحدث هذا لأن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية في تطوير منظومتنا التعليمية وتوفير فرص تعليمية متكافئة حديثة لأبنائنا، تكون قادرة على مواكبة التحولات العالمية، وتعزيز قدرات أبنائنا على التفكير النقدي والإبداع والتفاعل مع أدوات العصر الرقمي بكفاءة واقتدار

وأكد الوزير لي أن هذه المادة كانت موجودة على طلاب الصف الأول الثانوي بنظام البكالوريا تحت مسمى مادة “البرمجة وعلوم الحاسب”، وهي مادة لن تضاف درجاتها للمجموع مثلها مثل مادة اللغة الأجنبية الثانية، لكنها ستكون شرط نجاح. إلا أنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الشأن، فقد نجحت أثناء زيارتي الأخيرة لليابان في الاتفاق على قيام اليابانيين أنفسهم بتدريس هذه المادة “أون لاين” بجميع مدارسنا الثانوية، ليس لطلاب الصف الأول الثانوي العام العادي فقط، بل لطلاب شهادة البكالوريا أيضًا سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة. وسيتم تدريسها بنفس الطريقة وبنفس المحتوى الذي يتم تدريسه في المدارس اليابانية، خاصة وأن اليابان تعتبر من أفضل دول العالم في مجال البرمجة وعلوم الحاسب والذكاء الاصطناعي. وسينتج عن ذلك بلا شك إحداث نقلة نوعية ضخمة للتعليم في مصر في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، وهو المجال المستحدث الذي فرض نفسه على كل دول العالم في السنوات الأخيرة، وفي جميع التخصصات.

وأوضح لي محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه اتفق أيضًا مع شركة “سبريكس” اليابانية على تطبيق برنامج متخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والبرمجة لطلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائي بالمدارس المصرية اليابانية. وهذا البرنامج سيتم تنفيذه من خلال تطبيق “كوروريو جونيور” (Kururio Junior)، ويستهدف تعلم أساسيات البرمجة بطريقة تطبيقية سهلة وممتعة، تساعد على ترسيخ الفهم والإبداع لدى الطلاب. وسيبدأ تنفيذه أيضًا اعتبارًا من العام الدراسي الجديد 2025/2026 في المدارس المصرية اليابانية. ويأتي هذا في إطار التعاون والشراكة الوثيقة بين الجانبين المصري والياباني في مجال التعليم، ليعكس التزام الوزارة بتبني حلول تعليمية مبتكرة تسهم في تطوير قدرات الطلاب ومهاراتهم. ولذلك سنكون ـ كما يقول وزير التربية والتعليم ـ رواد تدريس مثل هذه التخصصات في المنطقة، ومسايرين لتطبيق أحدث ما هو موجود في هذا المجال في مراحلنا التعليمية المختلفة. حيث قامت الوزارة بإجراء دراسة شاملة حول تجارب بعض الدول الرائدة في مجال تدريس الذكاء الاصطناعي في التعليم الأساسي، وفي مقدمتها اليابان، واستخلاص أبرز الممارسات الناجحة التي يمكن الاستفادة منها لإدخال مناهج الذكاء الاصطناعي بالمدارس المصرية في مراحل تعليمية متعددة.
وانتهت الدراسة إلى أهمية الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة لنهضة المستقبل، والاهتمام بدمج الذكاء الاصطناعي في مراحل تعليمية متعددة من التعليم العام بما يؤهل الطلاب للالتحاق بالتعليم العالي، لضمان بناء قاعدة معرفية واسعة، والتركيز على الجوانب التطبيقية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إدراك أهمية تأهيل وتدريب الكوادر البشرية في هذا المجال، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية والمختبرات المتخصصة، والعناية الشديدة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الاجتماعية.

وأكد لي الوزير أيضًا أنه في ظل هذه الطفرة التي يشهدها العالم في الذكاء الاصطناعي في شتى مناحي الحياة، فقد عزمت الوزارة على تطبيق برامج متخصصة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجة، والتي تستهدف تعليم أساسيات البرمجة بطريقة سهلة وممتعة تساعد على ترسيخ الفهم بين المعلمين والطلاب بالمدارس المصرية. لذلك ـ والحديث مازال بيني وبين وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف ـ فقد قامت الوزارة بإعداد مصفوفة المعايير والمؤشرات الخاصة بمادة الذكاء الاصطناعي لمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي. كما تم دمج مناهج تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض الصفوف الدراسية بمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، وكذلك في بعض الصفوف الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي اعتبارًا من هذا العام 2025/2026، مع التأكيد على الاستمرار في تدريس مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمرحلة الإعدادية والثانوية، على اعتبار أن علوم الذكاء الاصطناعي هي أحد علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتابع الوزير معي مؤكدًا مرة أخرى أن الوزارة تقوم حاليًا، جنبًا إلى جنب، بإعداد المعلمين والخبراء المتخصصين في البرمجة، حيث إنهم الأساس في تطوير العملية التعليمية. وقد تم العمل على إعداد وتجهيز البنية التحتية التكنولوجية المتمثلة في معامل التطوير التكنولوجي لتدريس مناهج الذكاء الاصطناعي بصورة ناجحة، إن شاء الله.

اقرأ أيضا

اخترنا لك