في مدينة حلب، يسود هدوء حذر صباح اليوم الثلاثاء، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك عقب اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وقوات كردية، أدت إلى مقتل شخصين وتصاعد التوتر في المنطقة.
هدوء حذر في حلب
بدأ التوتر ليل الاثنين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين يقطنهما غالبية كردية. تبادلت الأطراف الاتهامات بقصف الأحياء، حيث اتهمت دمشق القوات الكردية باستهداف الحيين، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف من قبل القوات الحكومية، تخلله استخدام طائرات مسيرة.
المرصد السوري أكد صباح الثلاثاء، الهدوء الذي يسود حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة.
اتفاق وقف النار
جاء هذا الهدوء بعد ساعات من إعلان الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وذلك في محاولة لتهدئة الأوضاع المتوترة.
مصدر أمني من السلطات السورية أكد لوكالة الصحافة الفرنسية التزامهم بقرار وقف إطلاق النار، ما لم يتم خرقه من الطرف الآخر، مشيراً إلى استعدادهم لتنفيذ أوامر الإدارة العسكرية.
تفاصيل الاشتباكات
أفاد التلفزيون الرسمي بتوقف الاشتباكات بعد إعلان وقف النار، وذلك بعد تصعيد ليلي في الحيين أسفر عن مقتل عنصر أمن ومدني، وتحدث عن سقوط “شهيد و3 إصابات من قوى الأمن الداخلي خلال استهداف (قسد) حواجز الأمن في محيط حي الشيخ مقصود”.
القناة الرسمية أشارت أيضاً إلى سقوط مدني جراء قصف نسبته إلى القوات الكردية، إضافة إلى “نزوح عشرات” العائلات من الحيين “جراء استهداف (قسد) المنطقة بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون”.
خسائر مدنية
أفادت وكالة سانا بسقوط “عدد من الجرحى المدنيين” جراء قصف قالت إن “قوات سوريا الديموقراطية” نفذته “بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة” في مناطق محيطة بالشيخ مقصود والأشرفية.
سنان رجب باشا، موظف متقاعد من سكان حي الشيخ مقصود، قال: “شعرنا بالخوف، وقررنا صباح هذا اليوم مغادرة منزلنا في حي الشيخ مقصود باتجاه منزل أقاربنا وسط حلب”.
نزوح جماعي
وأضاف باشا: “خلال خروجنا، لاحظنا نزوح أعداد كبيرة من العائلات من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسريان الجديدة، شاهدناهم وتحدثنا معهم، وبعضهم ليس لديه مكان يتجه إليه”.
المرصد السوري ذكر أن القوات التابعة لوزارة الدفاع السورية نفذت بدورها “قصفاً بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة على مناطق متفرقة من الحيّين”، واستخدمت كذلك “طائرات مسيّرة انتحارية لاستهداف مواقع في عمق الشيخ مقصود”.
السيطرة والنفوذ
تسيطر القوات الحكومية على مدينة حلب، بينما تسيطر قوات كردية محلية مرتبطة بـ”قوات سوريا الديمقراطية” على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، رغم إعلان “قسد” انسحابها رسمياً من الحيين في أبريل الماضي.
“قوات سوريا الديمقراطية” نفت في بيان شن أي هجوم على القوات الحكومية، مشيرة إلى أن “ما يجري في حلب هو نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة ومحاولاتها التوغل بالدبابات”.
بيانات وتصريحات
أكدت “الأسايش” في بيان أنها “تصدت اليوم لهجوم شنته القوات التابعة للحكومة المؤقتة على محاور عدة في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب”.
المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم برّاك، أعلن الاثنين عن لقاء جمعه مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، تخللته “محادثات مهمة”.
دعم التكامل السياسي
عبدي أوضح أنهما ناقشا “عدداً من القضايا التي تهدف إلى دعم التكامل السياسي في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضي البلاد، وخلق بيئة آمنة لجميع مكونات الشعب السوري، بالإضافة إلى ضمان استمرار الجهود لمكافحة تنظيم (داعش) في المنطقة”.