الإثنين 28 يوليو 2025
spot_img

هجوم دامٍ يودي بحياة عشرات المصلين في الكونغو

spot_img

في هجوم مروع، لقي ما لا يقل عن 40 شخصًا مصرعهم، الأحد، إثر استهداف كنيسة في شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك على يد جماعة “القوات الديمقراطية المتحالفة”. هذا الهجوم ينهي فترة هدوء نسبي استمرت عدة أشهر في المنطقة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والجيش الكونغولي.

هجوم على كنيسة

أفاد سكان محليون من بونيا، عاصمة مقاطعة إيتوري، بأن “القوات الديمقراطية المتحالفة”، التي أعلنت ولاءها لتنظيم “داعش” عام 2019، شنت هجومًا على كنيسة كاثوليكية في بلدة كوماندا، حيث كان المصلون متجمعين لأداء الصلوات.

الهجوم أسفر عن مقتل 43 شخصًا، من بينهم تسعة أطفال، حسبما ذكرت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو الديمقراطية.

إدانة دولية واسعة

وصفت نائبة رئيس بعثة حفظ السلام فيفيان فان دي بيري الهجوم بأنه “مقزز” و”يتعارض مع جميع معايير حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”. وأضافت أن استهداف المدنيين العزل، وخاصة في أماكن العبادة، أمر غير مقبول على الإطلاق.

من جهته، استنكر الجيش الكونغولي “المذبحة”، وأكد أن المسلحين باغتوا نحو أربعين مدنياً وقتلوهم بالأسلحة البيضاء، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر بجروح خطيرة.

دوافع المهاجمين

يرى الجيش الكونغولي أن “القوات الديمقراطية المتحالفة” تسعى إلى “الانتقام من السكان المسالمين العزل ونشر الرعب” من خلال هذه الهجمات الوحشية.

وكانت مصادر محلية قد أشارت في وقت سابق إلى سقوط 35 قتيلاً في الهجوم، قبل أن يتم تحديث العدد إلى 43.

تفاصيل الهجوم

قال ديودون كاتانبو، أحد أعيان حي أوموجا حيث تقع الكنيسة، إنه سمع إطلاق نار بالقرب من الكنيسة قرابة الساعة التاسعة مساءً.

كريستوف مونيانديرو، المنسق لدى منظمة “اتفاقية احترام حقوق الإنسان” غير الحكومية، حمّل “متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة” مسؤولية الهجوم.

تأكيد رسمي

أكد المتحدث باسم الجيش في إيتوري، اللفتنانت جولز نغونغو، وقوع الهجوم، مشيراً إلى أن “العدو الذي نفذ الهجوم يعتقد أنه من (القوات الديمقراطية المتحالفة)”.

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أدان الهجوم بشدة، وأشار إلى مقتل “أكثر من 40 شخصاً”، وأكد على ضرورة حماية أماكن العبادة والحريات الدينية في كل مكان.

تداعيات الهجوم

يأتي هذا الهجوم بعد أشهر من الهدوء الحذر في منطقة إيتوري، المحاذية لأوغندا، مما يثير مخاوف بشأن تصاعد العنف من جديد.

يذكر أن آخر هجوم كبير نفذته “القوات الديمقراطية المتحالفة” وقع في شهر فبراير الماضي، وأسفر عن مقتل 23 شخصاً في منطقة مامباسا.

أهمية المنطقة

تعتبر بلدة كوماندا مركزًا تجاريًا حيويًا يربط بين ثلاث مقاطعات رئيسية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي تشوبو وشمال كيفو ومانيما.

على الرغم من وجود قوات من الجيش الأوغندي والجيش الكونغولي في المنطقة، إلا أن “القوات الديمقراطية المتحالفة” تمكنت من قتل آلاف المدنيين ونهب الممتلكات في شمال شرقي البلاد.

صلات بتنظيم داعش

منذ عام 2019، تبنى تنظيم “داعش” العديد من هجمات “القوات الديمقراطية المتحالفة”، التي باتت تُعرف باسم “داعش-ولاية وسط أفريقيا”.

منذ عام 2021، تشن القوات الكونغولية والأوغندية عملية عسكرية مشتركة ضد عناصر “القوات الديمقراطية المتحالفة”، لكن الهجمات الدامية لم تتوقف حتى الآن.

اقرأ أيضا

اخترنا لك