أعلنت “المقاومة الإسلامية” في العراق، أمس، عن شنها هجوما بالطائرات المسيّرة على قاعدتين عسكريتين تابعتين للجيش الأمريكي في حقلي العمر وكونيكو بالعمق السوري، مؤكدة أن الهجوم حقق إصابات مباشرة، ويأتي هذا الهجمات بعد شهر من هجوم آخر نفذته نفس الحركة ضد القوات الأمريكية في حقل “كونيكو” النفطي بسوريا، وقالت إن هذا الهجوم يأتي ردا على الجرائم التي يرتكبها العدو في حق أهالي غزة.
التصعيد الأمني في المنطقة يتسارع، منذ منتصف أكتوبر الماضي، حيث تستمر الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، من قبل الفصائل العراقية المسلحة، والتي أعلنت عن العديد من الهجمات منها استهداف قاعدة القوات الأمريكية في منطقة التنف السورية باستخدام الطائرات المسيرة، وأخرى قرب الحدود العراقية الأردنية، بسبب ما وصفته بـ”الجرائم في غزة”.
ضرب السفارة الأمريكية
وتعرضت السفارة الأمريكية في بغداد فجر يوم الثامن من ديسمبر لهجوم بعدّة صواريخ، حيث سقطت سبع قذائف مورتر على السفارة الأمريكية، في أكبر هجوم من نوعه يطال المصالح الأميركية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وتلويح الفصائل الموالية لإيران سواء بالعراق أو سوريا، فضلا عن لبنان واليمن بمهاجمة القواعد الأميركية.
مسؤول أمني من كتائب حزب الله العراقية وعد بشن المزيد من الهجمات على القوات الأميركية، وقال إن الهجمات التي استهدفت المصالح الأميركية ما هي إلا مجرد بداية لهجمات جديدة.. وفي الوقت الذي لم تعلن فيه الجماعة المدعومة من إيران عن مسؤوليتها على الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له السفارة الأميركية في بغداد، إلا أنها قالت إن السفارة تمثل قاعدة عمليات متقدمة للتخطيط للعمليات العسكرية.
إيران وحزب الله خلف الكواليس
ضرب السفارة الأمريكية أربك حسابات واشنطن في المنطقة، إلى جانب الهجوم المتكرر والضربات المتتالية التي تتعرضت لها القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، والتي نفذتها مجموعات مسلحة مدعومة من إيران بهدف الثأر للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وللضغط على واشنطن الداعمة بقوة لتــل أبيـ ـب.
واتهمت أمريكا كتائب حزب الله في العراق وحركة النجباء بالوقوف وراء العديد من هذه الهجمات، معتبرة أنها تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الناجمة عن الجماعات المدعومة من إيران.. وهددت الفصائل المسلحة بتوجيه ضربات إضافية إلى القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، وهو ما تسبب أيضا في قلق دول غربية وإقليمية من توسع الصراع في المنطقة، خاصةً مع مشاركة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن في المواجهات بين الاحتلال وحركة حماس.
أمريكا تهدد
ووسط تكرار الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية المسلحة، رغم التهديدات الأمريكية وردها المحدود، يزداد الامتعاض وراء الكواليس، حيث كشف مسؤول عراقي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، حذر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته الأخيرة للمنطقة من “عواقب وخيمة” إن لم يتحرك لوقف تلك الهجمات.
وقال مسؤول أمريكي بأن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أبلغ رئيس الوزراء العراقي بأن واشنطن تتوقع من المسؤولين العراقيين اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع مثل هذه الهجمات، وتعتقد أن لديهم القدرة على القيام بذلك.. وأشار مسؤولان عراقيان إلى أن بلينكن أكد لرئيس الوزراء العراقي أن بلاده ستتعامل مع الأمر بنفسها، مشيراً إلى أن بغداد لم تقم بما يكفي لملاحقة المتورطين.
أجهزة أمنية تدعم المتورطين
وقبل أيام، أعلنت الحكومة العراقية عن توقيف عدد من المتورطين في الهجوم على السفارة الأمريكية وقال اللواء يحيى رسول، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، إن الأجهزة الأمنية نجحت، بفضل جهود فنية واستخباراتية مكثّفة، في تحديد هويات الفاعلين، مشيراً إلى أن بعضهم كان على صلة بأجهزة أمنية، مؤكدا أنه تم القبض على عدد من المتورطين، وجاري ملاحقة الآخرين. وقال مصدر أمني إن عدد الموقوفين هو 13 شخصاً عدد منهم يعمل في الأجهزة الأمنية.
وشّدد رسول على أنه “لا يمكن السكوت أو التغاضي عن مثل هذه الاعتداءات، لما تمثله من تهديد جدّي لأمن البلاد واستقرارها، وما تسببه من ضرر بسمعة العراق وكرامته”.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي، أكد رئيس الوزراء العراقي التزام بلاده بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين.
وتوجد قوات أمريكية في العراق وسوريا في إطار جهود مكافحة تنظيم داعش، حيث تبلغ قوات التحالف الدولي حوالي 2500 جندي في العراق، يمارسون مهام استشارية، ونحو 900 جندي في سوريا.
شبكة دال الإخبارية