في أعقاب الهجوم الذي استهدف محتفلين بـ”عيد الأنوار” في سيدني، تتجه الأنظار مجددًا نحو تنظيم “داعش”، بعد إعلان الشرطة عن استلهام منفذي الهجوم من فكر التنظيم المتطرف، مما يثير تساؤلات حول قدرات التنظيم وامتداد نفوذه العالمي.
“داعش”.. النشأة والتوسع
ظهر تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، ليحل سريعًا مكان تنظيم “القاعدة” كقوة متطرفة مهيمنة. سرعان ما أعلن التنظيم عن تأسيس ما أسماه “الخلافة”، وبسط نفوذه على مساحات واسعة من الأراضي.
في ذروة قوته بين عامي 2014 و2017، فرض “داعش” سيطرته على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، وحكم ملايين الأشخاص، وامتد نفوذه إلى مناطق قريبة من بغداد، وحتى إلى مدينة سرت الليبية.
أساليب الحكم والإرهاب
تبنى “داعش” أسلوب حكم مركزي في المناطق التي سيطر عليها، وفرض تفسيره المتشدد للشريعة، واعتمد أساليب وحشية تضمنت عمليات إعدام علنية وتعذيب. كما نفذ التنظيم وألهم هجمات في عشرات المدن حول العالم.
أسفرت حملة عسكرية دولية بقيادة الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى انهيار “الخلافة” التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا، لكن التنظيم لم يختفِ تمامًا.
أين ينشط التنظيم اليوم؟
بعد طرده من معاقله الرئيسية في الرقة والموصل، لجأ “داعش” إلى المناطق النائية في سوريا والعراق، ولا يزال له وجود في مناطق مختلفة من أفريقيا، بما في ذلك منطقة الساحل، بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان.
يعمل مسلحو التنظيم في خلايا مستقلة، وتتسم قيادة التنظيم بالسرية، ويصعب تحديد حجمه الإجمالي. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود حوالي عشرة آلاف عنصر من “داعش” في مواقع رئيسية.
“داعش – ولاية خراسان”
انضم عدد من المقاتلين الأجانب إلى “داعش – ولاية خراسان”، وهو فرع للتنظيم ينشط في منطقة تاريخية تضم أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. كما أن جماعات مرتبطة بالتنظيم لا تزال نشطة في جنوب الفلبين، وتحديدًا في مينداناو.
الأهداف المتغيرة والأساليب الجديدة
يسعى “داعش” إلى نشر رؤيته المتطرفة للشريعة، ولكنه اعتمد أساليب جديدة منذ انهيار قواته العسكرية في الشرق الأوسط، ليتحول إلى جماعة متفرقة تعمل من خلال مجموعات تابعة أو متعاطفين مع الفكر المتطرف.
على الرغم من ذلك، احتفظ التنظيم بقدرته على تنفيذ هجمات مؤثرة، ويعلن مسؤوليته عنها عبر قنواته على تطبيق “تلغرام”، وينشر صورًا تهدف إلى بث الرعب. ولا يوجد دليل على تبادل الأسلحة أو التمويل بين مقاتلي التنظيم المنتشرين في مناطق مختلفة.
القيادة الحالية والعمليات الأخيرة
يعتقد الجيش الأمريكي أن الزعيم الحالي لتنظيم “داعش” هو عبد القادر مؤمن، الذي يقود فرع التنظيم في الصومال.
يواصل “داعش” التآمر وشن الهجمات في سوريا، حيث أعلنت الحكومة السورية مؤخرًا عن اتفاق تعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة التنظيم.
هجمات متفرقة حول العالم
شهد شهر كانون الأول مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدني في سوريا بهجوم نفذه أحد أفراد الأمن السوريين المشتبه في تعاطفه مع “داعش”. وفي شهر آب، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على نقطة تفتيش في شرق سوريا، أسفر عن مقتل خمسة من “قوات سوريا الديمقراطية”.
كما نفذ “داعش” هجمات في أفريقيا، ليؤكد استمرار وجوده العالمي. ففي تشرين الأول، أعلن مسؤوليته عن هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا خلال قداس في كنيسة في الكونغو. وفي شباط، هاجم التنظيم قواعد عسكرية في بونتلاند بالصومال، ما أدى إلى شن غارات جوية أسفرت عن مقتل 70 مسلحًا.


