في أعقاب التوترات الأخيرة والقصف الذي استهدف مواقع نووية إيرانية، تتزايد المخاوف الأمنية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة من احتمال شن هجمات إلكترونية انتقامية من قبل قراصنة مرتبطين بإيران، تستهدف البنية التحتية الحيوية والشبكات الحساسة.
تهديدات إلكترونية محدودة
على الرغم من هذه المخاوف، يشير خبراء الأمن السيبراني في كلا البلدين إلى أن النشاط الإلكتروني الإيراني حتى الآن لا يرتقي إلى مستوى التهديدات المتوقعة، حيث لم يتم رصد هجمات تخريبية واسعة النطاق كتلك التي نوقشت سابقاً، مثل اختراق مرافق المياه أو المواقع الترفيهية.
وتقول نيكول فيشباين، الباحثة الأمنية في شركة “إنتيزر” الإسرائيلية: “حجم الهجمات يبدو منخفضاً نسبياً، والتقنيات المستخدمة ليست متطورة للغاية”.
تبني مسؤولية وهمي
في أعقاب الغارات الجوية، تباهت مجموعات قرصنة إلكترونية، يرى محللون أنها مدعومة من إيران، بشن هجمات على شركات إسرائيلية وغربية.
إحدى هذه المجموعات، “حنظلة”، أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من عمليات سرقة البيانات والاختراق، إلا أن وكالة “رويترز” لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من هذه الادعاءات. ويشير باحثون إلى أن “حنظلة”، التي ظهرت بعد هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023، قد تكون مرتبطة بوزارة المخابرات الإيرانية.
تقييم المخاطر
ويقلل ريف بيلينج، الباحث في شركة “سوفوس” البريطانية، من تأثير هذه الأنشطة، مشيراً إلى أنها “مزيج من الفوضى غير الفعالة من مجموعات القرصنة الحقيقية والهجمات محددة الهدف التي قد تحقق بعض النجاح، لكنها تبالغ أيضاً في حجم تأثيرها”.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق، لكن إيران عادة ما تنفي تورطها في حملات القرصنة الإلكترونية.
حملات التصيد الاحتيالي
أفادت شركة “تشيك بوينت سوفت وير” الإسرائيلية بأن حملة قرصنة مرتبطة بـ “الحرس الثوري” الإيراني أرسلت رسائل تصيد احتيالي إلى صحافيين وأكاديميين إسرائيليين.
وتضمنت هذه الحملة محاولات لاستدراج أهداف إلى اجتماعات شخصية في تل أبيب، بالإضافة إلى محاولات لتدمير البيانات لدى أهداف إسرائيلية وزيادة استغلال ثغرة في كاميرات مراقبة صينية.
هجمات متبادلة
يؤكد المحللون أن عمليات القرصنة الإلكترونية التي ينفذها موالون لإيران تختلف في طبيعتها ونطاقها عن تلك التي يقوم بها مؤيدون لإسرائيل، والذين زعموا تدمير بيانات في أحد أكبر البنوك الحكومية الإيرانية وحرق عملات مشفرة بقيمة 90 مليون دولار.
تحذيرات أمريكية وإسرائيلية
على الرغم من ذلك، يظل الوضع متقلباً، ويحث المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون على توخي الحذر. وحذرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من أن الصراع الدائر يزيد بيئة التهديد في الولايات المتحدة، وأن جهات إيرانية قد تشن هجمات على الشبكات الأمريكية.
القدرات الإيرانية
يشبه يليسي بوهوسلافسكي، المؤسس المشارك لشركة “ريد سينس”، العمليات الإلكترونية الإيرانية ببرنامجها الصاروخي، قائلاً: “هناك كثير من المبالغات، وهناك كثير من الاستهداف العشوائي للمدنيين، لكن على أرض الواقع ليست هناك نتائج كثيرة”.