السبت 6 سبتمبر 2025
spot_img

هاس: إسرائيل أمام خيار صعب.. السلام أو فقدان الدعم

spot_img

بعد مرور أكثر من نصف قرن على حرب 1967، لا يزال تحقيق السلام الدائم والعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعيد المنال، رغم صدور قرار مجلس الأمن 242 الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل السلام والأمن.

جمود المفاوضات مستمر

يرى الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد هاس، في تحليل نشرته مجلة «فورين أفيرز»، أن الوقت المتاح لتحقيق تقدم نحو اتفاق دائم يتضاءل، وأن العوائق السياسية والمادية تزداد صعوبة مع مرور الوقت.

ويشير هاس إلى أن إسرائيل تتمتع الآن بوضع أمني مواتٍ، بفضل جهودها الخاصة، حيث تراجعت التهديدات على طول حدودها وفي المنطقة بشكل كبير.

الدعم الدولي لإسرائيل

ويؤكد هاس أن الدعم الأميركي والأوروبي طويل الأمد لإسرائيل غير مضمون، خاصة إذا نظر إليها مزيد من الأميركيين والأوروبيين على أنها دولة منبوذة تحرم الآخرين من حقوقهم.

تواجه إسرائيل خيارًا صعبًا: إما السعي بصدق إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، أو المخاطرة بفقدان الدعم الدولي الضروري لرفاهيتها على المدى الطويل.

حل الدولتين الأمثل

على الرغم من أن حل الدولتين أصبح غير مفضل لدى العديد من الإسرائيليين، إلا أنه يبقى الأمل الأمثل لتحقيق الازدهار والأمن. فالمساهمة في إقامة دولة فلسطينية تخدم مصالح إسرائيل بقدر ما تخدم الفلسطينيين.

اقترب الإسرائيليون والفلسطينيون من التوصل إلى اتفاق وفق مبدأ “الأرض مقابل السلام” في مناسبات عدة، لكن الدبلوماسية فشلت على مدار العقود الماضية.

عقبات السلام

يرجع الفشل في التوصل إلى اتفاق، بحسب هاس، إلى عدم رغبة أو قدرة القادة الفلسطينيين على قبول ما عرضته إسرائيل بشأن الحدود، ووضع القدس، وعودة اللاجئين.

في المقابل، ترفض حركة حماس السلام بشكل جوهري، لأنه يتطلب قبولها بوجود إسرائيل كجزء دائم من المنطقة.

تغيرات على أرض الواقع

ما كان ممكنًا قبل سنوات أصبح بالغ الصعوبة الآن بسبب التغيرات على أرض الواقع، وخاصة انتشار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

كل مستوطنة جديدة تعيق تطبيق مبدأ “الأرض مقابل السلام” وبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وترفع التكاليف الاقتصادية لإعادة توطين المستوطنين.

تحولات سياسية في إسرائيل

شهد المشهد السياسي في إسرائيل تحولًا كبيرًا، حيث تضاءل وجود أحزاب اليسار، وتعززت أحزاب اليمين الرافضة لحقوق الفلسطينيين.

تسارع هذا التحول السياسي منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وتعكسه حكومة نتنياهو الائتلافية التي تعتمد على دعم اليمين الديني القومي المتطرف.

مستقبل الدولتين

لم يمت حل الدولتين بعد، حيث يظل وجود دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة هو الأفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

هذه الدولة يجب أن تدار من قبل الفلسطينيين بشروط تمنعها من أن تشكل تهديدًا أمنيًا لإسرائيل.

مخاطر غياب الدولة الفلسطينية

يقلل وجود دولة فلسطينية مخاطر العنف والإرهاب الذي يستهدف إسرائيل، بطرق لا تستطيعها القوات الإسرائيلية. ففي غياب الدولة، من المرجح أن تواجه إسرائيل حربًا أبدية.

ستواجه الحكومة الفلسطينية العواقب العسكرية والاقتصادية لأي هجمات ضد إسرائيل، وستكون مسؤولة عن منع الهجمات غير المصرح بها من داخل حدودها.

تأثير قيام دولة فلسطينية

في حال فشل الحكومة الفلسطينية في ضمان أمن إسرائيل، ستحظى إسرائيل بالدعم الدولي لأي تحرك يستهدف هذه التهديدات.

قيام دولة فلسطينية سيفيد هوية إسرائيل وتماسكها الداخلي، ويحررها من خيار أن تكون دولة ديمقراطية أو يهودية.

الخطر الديموغرافي

منح 5 ملايين فلسطيني حقوقًا متساوية سيهدد يهودية الدولة، بينما حرمانهم من هذه الحقوق يهدد ديمقراطيتها، مما يزيد من عزلة إسرائيل الدولية.

سيساعد قبول إسرائيل بوجود دولة فلسطينية على تجنب وضعية الدولة المنبوذة عالميًا، ويقلل خطر فرض عقوبات اقتصادية أوروبية مشددة عليها.

الدعم الدولي ضروري

يحتاج قيام دولة فلسطينية إلى مساعدة من الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية، وإلى تأكيد الفلسطينيين استعدادهم للعيش في سلام مع إسرائيل.

عدم قيام دولة فلسطينية يعني أن إسرائيل ستعيش في حالة حرب إلى الأبد.

اقرأ أيضا

اخترنا لك