نيجيريا تحذر من تفاقم أزمة السلاح في غرب أفريقيا مع وجود أكثر من نصف مليار قطعة سلاح غير شرعية متداولة في المنطقة، ما يزيد من حدة الصراعات وتأجيج الأزمات الأمنية. التحذير جاء على لسان قائد الأركان العامة للجيش النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى، الذي أكد أن هذا الانتشار الواسع للسلاح يمثل تهديدًا مباشرًا لنيجيريا ودول الجوار.
تحديات أمنية متصاعدة
تخوض نيجيريا صراعًا مستمرًا منذ 15 عامًا ضد جماعة “بوكو حرام”، وتواجه تصاعد نفوذ تنظيم “داعش”، بالإضافة إلى نشاط شبكات الجريمة المنظمة. هذه التحديات المتراكمة تجعل البلاد أكثر عرضة للخطر مع استمرار تدفق الأسلحة غير المشروعة.
هشاشة الدول تهدد السلام
أشار الجنرال موسى إلى أن “وجود دول هشة في أي منطقة لم يعد قضية معزولة، بل أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم الإقليمي والعالمي، ونيجيريا ليست بمنأى عن هذا التهديد”. تصريحاته جاءت خلال محاضرة بعنوان “الهشاشة العالمية وإدارة الأمن في نيجيريا”.
الحدود النيجيرية منفذ للسلاح
نيجيريا لديها حدود برية بطول يتجاوز 4000 كيلومتر مع دول الجوار، ومعظمها غير مؤمنة بشكل كافٍ. ووفقًا للجنرال موسى، فإن “الحدود أصبحت المنفذ الرئيسي لتدفق الأسلحة المقبلة من مناطق النزاع في الساحل وشمال أفريقيا”.
40% من الأسلحة تتجه إلى نيجيريا
تشير التقديرات إلى أن 40% من الأسلحة غير الشرعية التي تدخل غرب أفريقيا تجد طريقها إلى نيجيريا، مما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز الرقابة الحدودية وتأمينها بشكل فعال.
مقترحات لمواجهة الأزمة
شدد الجنرال موسى على ضرورة إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة للمواطنين لتحسين إدارة الأمن. كما أكد أن تمكين الشباب، والحد من البطالة والفقر، وتوفير التعليم الميسّر، عوامل أساسية لتعزيز المناعة ضد الانخراط في الجريمة.
قصور الحوكمة وتحديات الأمن
الجنرال المتقاعد توكور بوراتاي، القائد السابق للجيش النيجيري، يرى أن التحديات الأمنية المتصاعدة ناتجة عن “قصور الحوكمة، وضعف المؤسسات، والفساد، وانعدام المساءلة”. هذه العوامل تزيد من تعقيد الوضع الأمني وتعيق جهود مكافحة الإرهاب والجريمة.
نهج متعدد الأبعاد ضروري
أكد بوراتاي على أهمية اعتماد “نهج متعدد الأبعاد” يشمل إصلاحات في نظام الحكم، وتطوير قطاع الأمن، وتنفيذ تدخلات استراتيجية لمعالجة جذور النزاع، وتعزيز السلام المستدام، إلى جانب مبادرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
تعزيز أمن الحدود لمكافحة التهريب
شدد بوراتاي على أهمية “تعزيز أمن الحدود من خلال حلول مبتكرة وتدريب الكوادر المختصة، للحد من تدفق البضائع غير المشروعة، ومنع انتشار الأسلحة التي تهدد الأمن القومي”.
تصاعد العنف والإرهاب
تواجه نيجيريا تصاعدًا في أعمال العنف، خصوصًا من الجماعات الإرهابية في شمال شرقي البلاد. تنشط جماعة “بوكو حرام” وتنظيم “داعش” في غرب أفريقيا، وتنفذ هجمات إرهابية دامية ضد أهداف مدنية وعسكرية.
استمرار هجمات بوكو حرام
على الرغم من مقتل زعيم “بوكو حرام”، أبو بكر شيكاو، في 2021، استمرت الهجمات، خصوصًا في ولايات بورنو، يوبي، وأداماوا. كما أن تنظيم “داعش” وسَّع من دائرة نفوذه خلال السنوات الأخيرة، ودخل في معارك عنيفة مع “بوكو حرام” الموالية لتنظيم “القاعدة”.
صراعات طائفية وحروب أهلية
يتصاعد الصراع المسلح الطائفي في وسط نيجيريا، الذي يأخذ طابعًا عرقيًا، في ظل تصاعد وتيرة الحروب التقليدية بين الرعاة والمزارعين، وهي حروب تتفاقم بسبب تغير المناخ ونقص الأمطار وغياب الرقابة على السلاح.
نشاط عصابات قطاع الطرق
تعاني نيجيريا من النشاط المتزايد لعصابات مسلحة من قطاع الطرق في ولايات الشمال الغربي، وهي مجموعات مسلحة تنفذ عمليات اختطاف جماعي مقابل فدية، خصوصًا في ولايتي زامفارا وكاتسينا.
الحركات الانفصالية في الجنوب
في ولايات الجنوب الشرقي، تنشط الحركات الانفصالية، خصوصًا الحركة المسلحة التي تطالب باستقلال إقليم بيافرا الغني بالنفط عن نيجيريا. هذه الحركات غالبًا ما تدخل في اشتباكات مسلحة عنيفة مع الجيش.