مقتل العشرات في هجوم دام على قرية نيجيرية
لقي ما لا يقل عن 63 شخصًا مصرعهم في هجوم شنّه مسلحون متطرفون على قرية دار الجمال شمال شرقي نيجيريا، وذلك بعد عودة سكانها من مخيم للنازحين، حسبما أفاد حاكم ولاية بورنو.
تفاصيل الهجوم المروع
استهدف الهجوم الذي وقع ليل الجمعة قرية دار الجمال، التي تضم قاعدة عسكرية، وتقع على الحدود بين نيجيريا والكاميرون. المنطقة تشهد نشاطًا مكثفًا لجماعات مسلحة.
وأكد حاكم ولاية بورنو، باباجانا زولوم، مقتل خمسة جنود ضمن الضحايا، وهو ما أكده أيضًا مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع الأمني.
إعادة التوطين تحت الخطر
يثير الهجوم الأخير تساؤلات حول جدوى جهود الحكومة النيجيرية لإغلاق مخيمات النازحين وإعادة السكان إلى مناطقهم الأصلية، في ظل استمرار التهديدات الأمنية.
ووصف زولوم الوضع بـ”المحزن جدًا”، مشيرًا إلى أن السكان قد أعيدوا إلى القرية قبل أشهر قليلة، واستأنفوا حياتهم الطبيعية قبل أن يقع الهجوم المباغت.
حصيلة القتلى في تصاعد
أعلن زولوم عن تأكيد مقتل 63 شخصًا حتى الآن، من بينهم مدنيون وعسكريون. يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه أعمال العنف مقارنة بذروة تمرد جماعة “بوكو حرام”.
وعلى الرغم من ذلك، يواصل مسلحو تنظيم “داعش-ولاية غرب إفريقيا” شن هجمات متفرقة في المناطق الريفية شمال شرقي نيجيريا، مما يعيق جهود تحقيق الاستقرار.
نقص في القوات الأمنية
أشار زولوم إلى أن “القوة العددية للجيش النيجيري غير كافية لاحتواء الوضع”، مؤكدًا أن قوة “حراس الغابات” التي تم إنشاؤها حديثًا ستعزز الأمن في المنطقة.
وأفاد شهود عيان بأن الهجوم بدأ في حوالي الساعة 8:30 مساءً، عندما وصل عشرات المسلحين على دراجات نارية، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، وأحرقوا المنازل.
شهادات مروعة من الناجين
روى معلم بكر، الذي فر مع عائلته، تفاصيل الهجوم قائلًا: “جاءوا وهم يصرخون، وأطلقوا النار على كل ما تحرّك”. وأضاف: “عندما عدنا فجرًا، كانت الجثث في كل مكان”.
وأكدت مصادر أخرى، بما في ذلك قيادي في ميليشيا محلية وموظف في منظمة غير حكومية، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 55 و64 شخصًا على التوالي.
تجاهل للتحذيرات المسبقة
ذكرت وسائل إعلام محلية أن سلاح الجو أعلن عن مقتل 30 “إرهابيًا” كانوا يقاتلون القوات البرية في القرية، لكن الجيش وسلاح الجو لم يصدروا تعليقًا رسميًا.
وأعربت الحاجة فاتي، التي فقدت شقيقها في الهجوم، عن غضبها قائلة: “قالت لنا الحكومة إننا سنكون بأمان هنا. وها نحن الآن ندفن أناسنا”.
عودة قسرية وتأثير الجماعات المسلحة
أشار مصدر أمني إلى أن المنطقة تخضع لسيطرة القيادي في “بوكو حرام” علي نغولدي، الذي قاد الهجوم. وكان سكان القرية قد عادوا إليها الشهر الماضي بعد سنوات من النزوح.
ويؤكد الجيش النيجيري تكثيف عمليات مكافحة التمرد، لكن محللين وسكان يرون أن هذه العمليات لم تنجح في وقف الهجمات.
توطين يفتقر إلى الأمان
قال باباجانا مالا، وهو من السكان الذين فروا إلى بلدة باما، إنهم أعيدوا إلى دار الجمال الشهر الماضي بعد سنوات من النزوح.
وأضاف: “حذرنا الجيش لثلاثة أيام من تجمع (بوكو حرام) بالقرب من قريتنا، لكنه لم يتخذ إجراء… هاجموا بأعداد كبيرة الجنود الذين فروا معنا إلى باما”.
المأساة تتكشف في دار الجمال
أوضح مالا أن 63 شخصًا قُتلوا، من بينهم سبعة جنود. وذكر زعيم في القرية أنه جرى العثور على 70 جثة بحلول صباح السبت، وأن آخرين ما زالوا مفقودين.
وأوضح الزعيم أن المسلحين نفذوا هجومهم “من منزل إلى منزل حيث كانوا يقتلون الرجال ويتركون النساء. كل المنازل تقريبا تضررت”.