الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

نواف سلام مُرشحاً لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

بعد سنوات من تقديمه كمرشح من قبل المعارضة، يُتوقع أن يُكلَّف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون، في فبراير 2024، بعد سنة من تعيينه رئيساً لمحكمة العدل الدولية.

صعود نواف سلام

ظهر اسم نواف سلام، المولود في بيروت في 15 ديسمبر 1953، كقائد محتمل بالحكومة خلال “الانتفاضة الشعبية” في 2019، خاصة بعد استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة. وقتها، اقترحت بعض أطراف المعارضة سلام كمرشح حيادي وتكنوقراط، إلا أن “الفيتو” الذي فرضه “الثنائي الشيعي” حال دون وصوله للمنصب.

بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2019، أعيد طرح اسم سلام مجددًا، لكن تشكيل الحكومة انتهى بتكليف السفير مصطفى أديب، الذي اعتذر لاحقًا عن المنصب بسبب صعوبة تشكيل الحكومة.

رسالة الثقة والالتزام

عبّر سلام، الذي التزم الصمت في معظم الأوقات، عن تقديره للثقة التي منحه إياها عدد من النواب في الاستشارات النيابية، مؤكدًا أن “حملة التشهير ضدّه لا تستند إلى أدلة”، مشيراً إلى التزامه بمبدأ التحفظ كونه قاضياً في محكمة العدل الدولية.

فيما يتعلق ببرنامجه الحكومي، أكد سلام على أهمية “إنقاذ لبنان من محنته” عبر تغيير نهج التعاطي مع القضايا الوطنية، بدءًا بالإصلاحات في السياسات المالية والسياسية، مع التركيز على مواجهة الفساد والمحسوبية.

أهم الإصلاحات المطلوبة

شدد سلام على ضرورة تحقيق استقلالية القضاء وتعزيز مؤسسات الدولة ضد الآفات الطائفية. وأكد أن أي إصلاحات يجب أن ترتكز على مبادئ الإنصاف والعدالة الاجتماعية. كذلك، تعهد بالتعاون مع القوى الملتزمة بالتغيير من أجل تعزيز سيادة الدولة واستعادة دور لبنان العربي.

سلام ورئاسة المحكمة الدولية

تعيين نواف سلام في أعلى هيئة قضائية بالعالم أثار قلق إسرائيل، التي أعربت عن مخاوفها من تصريحاته المشجعة للقضية الفلسطينية، حيث اعتبرت صحيفة “الجيروزاليم بوست” أن مواقفه تكشف عن تاريخه الطويل ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ينتمي نواف سلام لعائلة سياسية معروفة في لبنان. فقد كان جده لأبيه، سليم علي سلام، واحداً من أبرز زعماء بيروت في مطلع القرن الماضي ورئيساً لبلديتها. والده، عبد الله سلام، كان رجل أعمال بارزًا وأحد مؤسسي شركة “طيران الشرق الأوسط”.

التعليم والخبرة المهنية

حصل نواف سلام على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس، ودكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون، بالإضافة إلى ماجستير في القوانين من جامعة هارفارد. وقد نشر عدة مؤلفات في ميادين السياسة والتاريخ.

في مجال العمل، مارس سلام المحاماة وعمل أستاذًا في التاريخ المعاصر بجامعات مرموقة، كما أدي دورًا بارزًا كأستاذ للعلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت. ومن أبرز مؤلفاته “لبنان بين الأمس والغد” الصادر في 2021.

قبل تعيينه رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، شغل سلام منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، مثل لبنان في مجلس الأمن، وترأس أعمال المجلس في عدة مناسبات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك