احتفل المتحف المصري الكبير اليوم بإزاحة الستار عن تمثال الملك رمسيس الثاني، الذي تم نقله بنجاح إلى موقعه الجديد بعد سنوات من التخطيط والجهود الكبيرة. يزن التمثال 83 طنًا ويعادل طوله أربعة طوابق.
نقل تاريخي تحت التحديات
في عام 2004، بدأت وزارة الثقافة المصرية التخطيط لنقل التمثال التاريخي. كانت التحديات كبيرة، حيث كانت الحكومة تفكر في تفكيك التمثال أو نقله في وضعية نائمة، لكن المهندس المصري أحمد محمد حسين أصر على نقله في وضعية واقفة، مما حول العملية إلى مشهد مهيب يذكّر بفترة حكم رمسيس الثاني.
في حوار تلفزيوني، أوضح حسين أن فكرة نقل التمثال واقفًا واجهت تحديات وصعوبات. وقد أبدى تفاؤلاً كبيرًا، حيث قدم خطته لصنع “أرجوحة” خاصة لضمان استقرار التمثال أثناء النقل.
دراسات وتحضيرات دقيقة
خلال فترة التحضير، قام حسين بتحليل المخاطر باستخدام ونش يزن 475 طنًا، مشيرًا إلى أنه كان هناك احتمال لتعطل الونش الذي تم استخدامه سابقاً في عمليات نقل مماثلة.
على الرغم من المخاوف التي أبدتها السلطات، بما في ذلك الدكتور زاهي حواس والدكتور فاروق حسني، استمر حسين في تحدي التحديات، وتوصل إلى تصميم يحقق الاستقرار حتى أثناء المرور على المطبات.
نجاح النقل المهيب
بعد عام من التأجيل، أعطت الحكومة الضوء الأخضر لنقل التمثال. تمت عملية تجريبية باستخدام نموذج تمثال مماثل، ونجحت التجربة. انطلقت عملية النقل الفعلية في الساعة الواحدة صباحًا، واستمر النقل قرابة 20 ساعة حتى وصل التمثال إلى المتحف في الساعة السابعة صباحًا.
علق الدكتور زاهي حواس على العملية بأنها كانت “بالغة الصعوبة”، حيث استغرقت أربع سنوات من الدراسة لضمان سلامة التمثال. وأشاد بحسين بوصفه “عبقريًا” في مجاله، وأكد على أهمية التحضيرات الدقيقة.
استقبال شعبي مؤثر
في اليوم الموعود، احتشد المواطنون لتوديع التمثال. شاركوا في التصفيق وذرف الدموع، مما جعل هذا النقل حدثًا تاريخيًا يُسجل في الذاكرة الجماعية. أصبح تمثال رمسيس الثاني الآن في مدخل المتحف، مستقبلاً الزوار في قاعة البهو العظيم حاملاً إرث مصر القديمة.


