الإثنين 18 أغسطس 2025
spot_img

نقص الكوادر يعطل صيانة السفن الحربية الأميركية

spot_img

تواجه البحرية الأميركية تحديات جسيمة في صيانة سفنها الحربية، حيث تفاقمت هذه المشاكل نتيجة نقص الكوادر المؤهلة، التأخيرات المزمنة، وتدهور البنية التحتية. تأتي هذه المشكلات في أعقاب حادث مأساوي لمبحر أميركي، مما يثير تساؤلات جدية حول كفاءة البحرية في إدارة أسطولها العسكري، وفق تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأحد.

حادثة مأساوية

توفي البحّار تيموثي ساندرز إثر صعقة كهربائية تعرض لها أثناء عمله في غواصة USS Helena، التي كانت على وشك مغادرة حوض الصيانة بعد أكثر من ست سنوات من الإصلاحات المتقطعة. هذا الحادث يزيد من تعقيد وضع البحرية الأميركية، التي تعاني من تأخيرات مستمرة في تجهيز الغواصات للسير مرة أخرى.

والدة ساندرز أكدت أن تقرير البحرية أوضح أن وفاته كانت نتيجة لمسه مصدراً كهربائياً غير مؤمن من قبل عمال الصيانة. وأعرب ساندرز في عدة مناسبات عن قلقه بشأن سلامة الأعمال الصيانة التي لا تتوافق مع المواصفات المطلوبة.

التحديات الهيكلية

وفي سياق متصل، يلفت التقرير إلى أنه رغم تحذيرات سابقة من الرئيس السابق دونالد ترمب حول أوجه القصور في إنشاء سفن بحرية جديدة، إلا أن مشكلات صيانة السفن القائمة تُعتبر أكثر إلحاحًا. فوفاة ساندرز تُعد مثالاً صارخاً على الخلل القائم في أحواض بناء السفن، خاصة مع استمرار مباشرة عمليات صيانة غير كفؤة.

إن نقص العمالة الماهرة في هذا القطاع، إلى جانب المعدات المتهالكة، يشكلان عائقاً أمام تحسين مستوى الخدمة، وفقاً للخبراء. أكثر من نصف المعدات المستخدمة في أحواض البناء تجاوز عمرها الافتراضي، مما يزيد من تعقيد المشكلة.

تأثيرات عسكرية

يتخوف الخبراء البحريون من أن تؤدي الصيانة المتأخرة أو الرديئة إلى إعاقة قدرة البحرية الأميركية على مواجهة أي نزاع عسكري محتمل، خصوصاً في منطقة آسيا، حيث تثار مخاوف من غزو صيني محتمل لتايوان. بالفعل، بدأت هذه التأخيرات تؤثر على العمليات العسكرية، حيث لم تتمكن وحدات مشاة البحرية من الالتزام بجداولها التدريبة والنشر بسبب ضعف صيانة السفن البرمائية.

عودة الغواصتين إلى “مناطق مناسبة” بناءً على توجيهات ترمب، يؤكد على أهمية الجاهزية البحرية في ظل الظروف الراهنة. كما أفادت تقارير أن تأخيرات الصيانة تسببت في قضاء سفن أكثر وقتاً في أحواض البناء، مما ساهم في تفاقم المشكلات.

استثمار واجب

وتظهر الإحصائيات أن ثلثي أعمال الصيانة للسفن السطحية لم تُنجز في المواعيد المحددة العام الماضي، ما يجعل الأمر أكثر إلحاحًا لتحسين الأداء. المساعي السابقة لاستثمار 6 مليارات دولار لتحسين البنية التحتية لصيانة السفن لم تثمر بعد بشكل كافٍ.

بحسب الأدميرال داريل كودل، فإن ضرورة تطبيق نهج أفضل في أعمال الصيانة تتزايد مع تفاقم المشاكل الحالية. وفي ظل تقليص حجم الأسطول الأميركي من 600 سفينة إلى 295 سفينة، يصبح تعزيز القدرة على صيانة السفن أكثر أهمية من أي وقت مضى.

توقعات مستقبلية

تعاني الغواصة USS Helena، والتي أُطلقت عام 1986، من تأخيرات فادحة في أعمال صيانتها، في حين تشير التقارير إلى أنها قضت وقتًا أطول في أحواض الصيانة مقارنةً بالوقت الذي قضته في البحر. تراجع صناعة بناء السفن الأميركية بعد انتهاء الحرب الباردة، يترك البحرية الأميركية في موقف حرج.

وفي كثير من الأحيان، تكون دورات التفتيش والصيانة مرتبطة بمعدلات أعلى من التأخير، مما يزيد من الأعباء على الأسطول. شركات بناء السفن تضطر لمواجهة تحديات تتعلق بالموارد البشرية وانخفاض الأجور، مما يزيد من النقص في العمالة الماهرة.

ختامًا، لا تزال البحرية الأميركية تواجه عوائق في إصلاح سفنها، مع وجود حاجة ملحة لحل المشكلات الهيكلية وتحسين الجاهزية القتالية. الفترة المقبلة ستحدد مدى نجاح هذه الجهود في الحفاظ على قدرة البحرية على الوفاء بمهامها الاستراتيجية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك