الأربعاء 8 يناير 2025
spot_img

نفوذ إيلون ماسك يعزز اليمين المتطرف في العالم

في تحرك يجسد تأثيره المتزايد على السياسة العالمية، أطلق الملياردير إيلون ماسك سلسلة من المنشورات المثيرة للجدل على منصة “إكس” منذ بداية عام 2025، مما يسعى من خلاله لتعزيز نفوذ شخصيات اليمين المتطرف في بريطانيا، ألمانيا وكندا، حسبما أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

تدخلات سياسية مثيرة

أفادت الصحيفة أن ماسك، الذي يمتلك أكثر من 210 ملايين متابع، اتخذ من الأيام الثلاثة الأولى من العام الجديد فرصة لتوجيه رسائل سياسية عديدة تتعلق بشؤون عالمية حساسة. وفي إحدى المنشورات، دعا إلى الإفراج عن يميني متطرف بريطاني مسجون، مقدمًا انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على خلفية فضيحة استغلال الأطفال.

كما دعا ماسك ملك بريطانيا تشارلز الثالث لحل البرلمان وإجراء انتخابات عامة جديدة، مشيدًا أيضًا بالأنشطة السياسية للحزب الشعبوي “إصلاح المملكة المتحدة”. وفي هذا السياق، نشر رسالة من السياسي روبرت لوو، الذي أكد ضرورة تحقيق العدالة للضحايا.

اهتمام بكندا وألمانيا

ولم يقتصر اهتمام ماسك على بريطانيا. فقد أبدى دعمه لزعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، مستعدًا أيضًا لعقد محادثة مباشرة مع المرشحة المحتملة للمستشارية الألمانية عن حزب “البديل من أجل ألمانيا”. ويعتبر هذا الحزب مقربًا من أفكار اليمين المتطرف، مما يبرز توجه ماسك نحو دعم شخصيات مشابهة في دول مختلفة.

وصف المراقبون تحركات ماسك الأخيرة بأنها استعراض لنفوذه السياسي، حيث أثرت تدخلاته على المجال السياسي الأمريكي أيضًا عندما دعم مرشحين جمهوريين لمناصب حكومية.

قلق دولي

أثارت دعماته لشخصيات يمينية متطرفة قلقاً متزايدًا بين قادة التيار الليبرالي في العالم. حيث تم نقل تصريحات وزير الصحة البريطاني أندرو جوين، الذي أشار إلى ضرورة أن يركز ماسك على المسائل المحلية الأمريكية بدلاً من التدخل في شؤون خارجية.

في الوقت ذاته، نشأت حالة من الاستياء في ألمانيا، حيث اتهمت الحكومة الألمانية ماسك بالتأثير على انتخابات البرلمان. وقد أدت تصريحاته الداعمة لليمين المتطرف إلى زيادة التدقيق في مواقفه وأفعاله.

الانتقادات تتزايد

وزير الدولة للصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة، ويس ستريتنج، اعتبر بعض انتقادات ماسك بأنها “خاطئة ومضللة”. كما تم تفسير دعمه للسياسيين المتطرفين بأنه محاولة لجذب الدعم المالي لهم، بعد أن أصبح من أكبر المانحين السياسيين في الولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، أطلق ماسك دعوات للإفراج عن تومي روبنسون، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، مما زاد من حدة الانتقادات الموجهة له.

تأثير على الانتخابات الألمانية

في رد فعل على مواقف ماسك، أدان المستشار الألماني أولاف شولتز تعليقاته، مشيرًا إلى عدم تقدير ماسك للسياسة الديمقراطية. وأكد شولتز أن دعم ماسك لحزب “البديل من أجل ألمانيا” يمثل تهديدًا للعلاقات عبر الأطلسي.

تأسس حزب “البديل من أجل ألمانيا” كحزب مناهض للاتحاد الأوروبي عام 2013، وقد اتخذ مؤخرًا مواقف أكثر تشددًا بخصوص قضايا الهجرة.

تدخلات ماسك في السياسة الأميركية

على صعيد السياسة الأمريكية، تعرَّض ماسك لانتقادات حادة بسبب استخدامه منصته للتأثير على الجمهوريين وتوجيه ضغوط على أعضاء مجلس النواب. ومع استمرار اهتمامه بالسياسة الدولية، يظل ماسك هادفًا إلى تعزيز نفوذه وتأثيراته السياسية.

يرى المراقبون أن تدخلات ماسك المتزايدة تشير إلى سعيه لتعزيز تأثيره بشكل أكبر على الشؤون السياسية العالمية، بما يتماشى مع مصالحه التجارية وأهدافه الشخصية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك