صحيح أنني من الجزائر لكني أحمل هموما عربية، تلك الهموم التي أشبعت المواطنين العرب بأوجاعها وآلامها، نحن نعيش في عصر تتسارع فيه الأشياء بشكل معقد ومخيف، التحديات كثيرة ومتنوعة وتؤثر بشكل كبير على حياتنا جميعا.
في بلادي “بلد المليون شهيد”، نتجه بخطوات ثابتة نحو التطور والاستقرار، لكن ما زال هناك الكثير من الخطوات التي تأخرنا فيها، هناك الكثير من المجالات التي تتطلب اهتماماً وتحسيناً.
الوضع الاقتصادي الجزائري والعربي
الوضع الاقتصادي، لا أظنه يختلف في الجزائر عن كثير من الدول العربية، فهو المشكلة الرئيسية التي تؤرق حياة المواطنين، الكثير منا يعاني من التضخم وارتفاع أسعار المعيشة، ما يجعل الحياة اليومية أمرًا صعبًا بالنسبة للكثيرين، وهنا أتمنى وأحلم أن تعمل الحكومة في الاتجاه الصحيح واتخاذ إجراءات فعّالة للحد من هذه الظاهرة وتحسين ظروف المعيشة الصعبة.
التعليم والتدريب
التعليم والتدريب، كلنا نتساءل أين التعليم أين نحن من مجالات التعليم المختلفة وعلومه، فالعالم يزدهر ويتقدم ويرتقي بمدى تفوقه العلمي، لذا نتساءل: هل نحن متأخرون عن العالم بسبب تأخرنا في التعلم؟ ومتى وأين وكيف نصل إلى الارتقاء بالتعليم؟، إنه التحدي الأصعب والذي سيحل كافة مشاكلنا الحالية والمستقبلية، على الحكومة توفير فرص حقيقية للتعليم، فرص تعليمية جيدة وميسرة لأبنائنا من الأطفال والشباب، وتعزيز التدريب المهني لتمكينهم من النهوض بمستقبلنا وحاضرنا ودخول سوق العمل بكفاءة.
التحديات السياسية والاجتماعية
لا يمكننا أيضا أن نتجاهل التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجهها البلاد، يجب على المواطنين أن يشعروا بالمشاركة الفعّالة في صناعة قرارات الوطن وضمان احترام حقوق الإنسان.
الحلم والمستقبل
التحديات كثيرة، ورغم كثرتها، يظل لدى المواطن الجزائري والعربي آمال كبيرة في المستقبل، جميعنا يحلم ويتوقع أن الأمور والأوضع ستتحسن، كلنا ثقة في الله بأن تتبدل الأوضع، بأن يكون الغد أفضل بكثير، لكن لا أتوقع أن يحدث هذا التغيير دون تنفيذ إصلاحات جادة واستراتيجيات مستدامة.. والشباب، بدورهم، يلعبون دوراً حيوياً في تحقيق هذا التغيير، لذا يجب تشجيعهم ودعمهم.
لدينا رغبةً قوية في بناء مستقبل أفضل للجميع، من خلال تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، يمكن للجزائر والعرب النهوض بقوة وتحقيق التقدم الذي يستحقه شعبنا.
الشفافية ومكافحة الفساد
لعل من بين أحد أهم العوامل الرئيسية التي يمكن أن تسهم في تحقيق هذا الحلم الكبير، هو تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، يجب على السلطات الجزائرية وغيرها من الدول العربية، أن تتخذ خطوات جادة لتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية في جميع جوانب الحياة العامة، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص.
إلى جانب ذلك، يتعين على المواطنين أن يلتزموا بالقيم الأخلاقية ويعملوا من أجل أوطانهم على بناء مجتمع مدني قوي يسهم في تعزيز الديمقراطية وتحقيق التقدم.
الابتكار والتكنولوجيا
من المهم أيضا، أن نحمل شعلة الابتكار والتطور التكنولوجي لأن لهما دوراً هاماً في تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة.
ينبغي على حكوماتنا بقطاعاتها المختلفة وأيضا القطاع الخاص أن يعملوا معاً على تعزيز بيئة الابتكار ودعم رواد الأعمال، وتوفير البنية التحتية اللازمة لدعم الابتكار والاستثمار في البحث والتطوير.
يمكن للتكنولوجيا -بشرط أن نملك آلياتها ومفاتيحها- أن تساعد في تحسين أحوالنا، والخدمات الحكومة، وتعزيز قطاع الصناعة وخاصة الصناعة الرقمية، وتسهيل الوصول إلى المعلومات والتعليم.
هناك أيضا التحول البيئي والذي يشكل تحديًا آخر يجب مواجهته بجدية، إذ ينبغي على الحكومة والمجتمع أن يعتنوا بالبيئة ويتبنوا استراتيجيات للحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من التأثيرات البيئية السلبية.
العدالة الاجتماعية
وفيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، يجب على الحكومة أن تعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوات بين الطبقات المختلفة في المجتمع.
على الرغم من تحدياتنا، فإننا نتمتع بإمكانيات هائلة وثقافة غنية، يمكن أن يلعب الشباب فيها دورًا حيويًا في تطوير المجتمع وتحقيق التغيير الإيجابي، لذا يجب أن يتحد المواطنون والسلطات والمؤسسات للعمل بشكل جماعي من أجل تحسين الوضع الحالي وتحقيق أحلامنا في مستقبل أفضل.
ينبغي أن تأخذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية بعين الاعتبار حاجات جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الفقراء والمهمشين.
وفي الختام، يجب على المواطنين الجزائريين والعرب أن يظلوا متفائلين ومصرين على بذل جهدهم من أجل بناء مستقبل أفضل للبلاد.. فبالتضافر والعمل المشترك، يمكننا تحقيق التغيير الإيجابي وبناء مجتمع ينعم بالازدهار والرخاء للجميع.
