الخميس 4 سبتمبر 2025
spot_img

نزوح جديد في غزة.. بحث يائس عن مأوى.

spot_img

مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، يواجه سكان غزة موجة نزوح جديدة، حيث يكابد المئات، إن لم يكن الآلاف، رحلة شاقة للبحث عن مأوى آمن. أحمد حميد، أحد سكان غزة، يضطر للتنقل بمركبته المهترئة بين أنحاء القطاع بحثاً عن أي مسكن لعائلته المكونة من 13 فرداً، في ظل ظروف معيشية قاسية وارتفاع جنوني في الأسعار.

رحلة بحث مضنية

يومياً، يواجه سكان غزة صعوبات جمة في التنقل بسبب قلة المواصلات، والاعتماد على مركبات قديمة تعمل بوقود بدائي، ما يزيد من أعطالها. ورغم ذلك، يواصلون البحث المضني عن مأوى.

قد يحالف الحظ البعض في العثور على مكان، لكن المنطقة الوسطى والجنوبية من القطاع تعاني من تكدس سكاني هائل، مما يجعل إيجاد مساحة للمزيد أمراً بالغ الصعوبة.

أسعار خيالية للإيجارات

يقول حميد: “أبحث منذ أكثر من أسبوع عن أي مكان يؤوي عائلتي، لكن حين أجد فرصة للحصول على قطعة أرض أو شقة، أُصدم بالأسعار الخيالية التي يطلبها أصحابها.”

ويشير إلى أن إيجار شقة صغيرة قد يصل إلى 1200 دولار، بينما تتجاوز قطعة أرض خالية 300 دولار شهرياً. هذه الأسعار تفوق قدرة معظم المواطنين.

تحديات مالية جمة

إلى جانب ارتفاع الإيجارات، يواجه السكان صعوبات في توفير السيولة النقدية، حيث يضطرون لسحب الأموال إلكترونياً بعمولة تصل إلى 40%. كما أن تجهيز الأراضي الخالية يتطلب أموالاً طائلة في ظل ارتفاع أسعار البضائع.

“بنستنى الموت”

بعد معاناة طويلة، تمكن حميد من استئجار أرض صغيرة في منطقة دير البلح، لكنه يخشى من فصل الشتاء وإمكانية غرقها. “الاضطرار” هو سيد الموقف في ظل الظروف الصعبة.

وتؤكد البلديات المحلية أن المنطقة لم تعد قادرة على استقبال المزيد من النازحين، خاصة مع احتلال رفح ومعظم المناطق الأخرى.

أزمة نزوح خانقة

وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوجد في تلك المناطق نحو مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من مليون آخرين في مدينة غزة وشمال القطاع. ما من مكان يتسع لهذا العدد الهائل من السكان.

نضال كلاب، من سكان جباليا، يبحث منذ أيام عن مأوى لعائلته، لكنه لم يجد شيئاً. ويشكو من عدم قدرته على دفع الإيجارات أو حتى تكاليف النقل.

ويضيف كلاب: “مش عارفين وين بدنا نروح بحالنا… احنا بس بنستنى الموت لا أكثر ولا أقل.”

مبادرات محدودة

في المقابل، أعلن بعض أصحاب الأراضي عن فتحها بالمجان للنازحين، خاصة في دير البلح، لكن هذه الأماكن امتلأت بسرعة.

رائد أبو عرب، تمكن من الحصول على 70 متراً في إحدى تلك الأراضي، لكنه يدرك أن الكثيرين لم يحالفهم الحظ.

ويقول أبو عرب: “مشاهد النزوح مجدداً قد تكون الأقسى عليهم جميعاً في ظل عدم وجود أماكن تتسع للجميع.” ويأمل أن يجد الآخرون فرصاً مماثلة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك