تشهد الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية تصاعداً في المخاوف المتعلقة بالانتقال إلى الخارج، في ظل التشديدات التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على هذا القطاع. إذ يعرب العديد من العلماء عن قلقهم إزاء حرية التعبير الأكاديمية بعد سلسلة من السياسات المثيرة للجدل.
دوافع الهجرة الأكاديمية
طالب الدكتوراه في علم الوراثة، جاي بي فلوريس، من جامعة كارولاينا الشمالية، يشير إلى أن “الجميع يتحدث عن هذا”، مما يعكس عصر الاستنفار الذي تبلور عقب إعلان جيسون ستانلي، أستاذ الفلسفة في جامعة ييل، عن انتقاله إلى كندا كملاذٍ بعيدًا عن “الاستبداد” الذي يمثله نهج إدارة ترامب.
ستيفاني، التي ألغيت منحتها البحثية، لاحظت أن “الناس خائفون للغاية” مما يزيد حالة عدم اليقين. وقد شهدنا مؤخراً إعلان العديد من المؤسسات الأكاديمية تجميد التوظيف وتقليص عدد وظائف طلاب الدراسات العليا.
التأثيرات السلبية على الباحثين
كارين سفانوس، رئيسة مختبر أبحاث بجامعة جونز هوبكنز، أعربت عن قلقها من عدم وضوح مصير التمويل الأكاديمي، وأكدت أن “الأمور ليست واضحة وتتغير يوماً بعد يوم”، الأمر الذي يؤثر بصفة خاصة على الشباب في الحقل الأكاديمي.
وفي نفس السياق، صرحت فوديرا، التي تدرس الأورام الليفية الرحمية، أنها تبحث بنشاط عن فرص عمل في أوروبا، متحدثة عن تدمير هذا الوضع لمسيرتها الأكاديمية.
فرص جديدة في الخارج
مع استمرار المخاوف، تقدم العديد من الجامعات الأوروبية والكندية فرصاً جديدة لاستقطاب الباحثين الأمريكيين. غوين نيكولز، الطبيبة الرائدة في مجموعة بحثية تعنى بسرطان الدم، أكدت أن عدداً من الباحثين ذوي الجنسية المزدوجة يخططون للانتقال لأوروبا، مما قد يهدد مركز الولايات المتحدة في الابتكار العلمي.
يؤكد فلوريس على أن “الهجرة الأكاديمية باتت ظاهرة واضحة”، مضيفاً أن هذا التحول سيترك أثره السلبي على الأبحاث في الولايات المتحدة. طالب شاب في مجال المناخ، طلب عدم ذكر اسمه، أشار إلى أنه بدأ إجراءات الحصول على الجنسية الأوروبية، موضحًا أن زملاءه الأوروبيين أبدوا تعاطفاً مع وضعهم.
تحديات في المستقبل
بينما يبحث البعض عن مستقبل أفضل في الخارج، فإن الذين يفتقرون إلى الموارد قد يواجهون صعوبة في العثور على فرص مناسبة، مما قد يدفع بعضهم للإبتعاد عن المجال الأكاديمي بالكامل. وحذرت الباحثة التي رفضت الكشف عن هويتها من أن هذا يمكن أن يمثل خسارة لجيل كامل من العلماء.
إن هذه الظواهر التي يشهدها القطاع الأكاديمي تشير إلى أزمة خطيرة قد تؤثر على الابتكار العلمي في الولايات المتحدة في العقود القادمة.